التدخين يتفشى بين طلاب المدارس

دق أخصائيون نفسيون ومهتمون بالشأن التربوي ناقوس الخطر جراء تفشي ظاهرة تدخين السجائر والشيشة والمدواخ بين طلبة المدارس، واعتبروا أن هذا السلوك السلبي بوابة إلى الانحراف المبكر، إذ أن التدخين بات مشكلة حقيقية ووباءً يطال الصغار والكبار، بحسب هؤلاء المختصين. وقالوا إن الطالب يتفاخر بحمل السيجارة كرمز للرجولة ولفت الانتباه مستدركين ان الامر ليس مقتصراً على الطلاب الذكور فقط بل ينسحب أيضا على الإناث لكن بنسب متواضعة، حيث تتخذ بعض الطالبات من “دورات المياه” حيزاً لممارسة هذا السلوك. وكانت دراسة أعدتها وزارة الصحة في الدولة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الامريكية، حول استهلاك التبغ لدى المراهقين من 13-18 عاما، بينت أن 3 .14% من الذكور في هذه الفئة العمرية مدخنون، و9.2% من الاناث مدخنات، وأوضحت الدراسة أن التدخين من الأمراض شديدة الخطورة لأنه يدخل إلى جسم الانسان 4000 مادة سامة، تسهم في تغيير البناء الوظيفي والتشريحي للجسم، فيما تمتد فترة حضانته إلى سنوات طويلة. وبهذا الشأن أكد أشرف درويش أخصائي نفسي أن التدخين ظاهرة موجودة ومنتشرة بين المراهقين، مشدداً على ندرة ممارستها أثناء تواجد التلاميذ في الحرم المدرسي، وذلك نظرا لحزم الإدارة في مثل هذه التفاصيل تجاه أي طالب مدخن. تطبيق لائحة السلوك وقال إن الطالب الذي يضبط بهذا الفعل يطبق عليه لائحة السلوك الجديدة 9/2010 التي قسمت المخالفات الى 5 مستويات الدرجة الاولى تضم التخلف عن الطابور الصباحي والثانية الكتابة على الجدران اما الدرجة الثالثة فتتعلق بالتدخين في قلب الحرم المدرسي وفي هذه الحالة يتم استدعاء الطالب ليقوم بالتوقيع على تعهد خطي يؤكد من خلاله عدم ممارسة هذا السلوك وفي حال التكرار يتم استدعاء ولي الامر الذي يقوم بدوره بالتوقيع على تعهد خطي آخر، ولكن اذا تعمد تكرار الفعل والسلوك الخاطئ يتم حرمان الطالب لمدة اسبوع وإنذار بالنقل الى مدرسة اخرى. وأشار الى أن الطالب يقوم بالتدخين عادة عقب انتهاء الدوام كنوع من تقليد الكبار عازيا التدخين الى حزمة من العوامل في مقدمتها الرغبة في المغامرة وتساهل الوالدين في هذا الموضوع و قرناء السوء وتوافر السجائر بشكل مستمر في البيت. رفاق السوء وقال إن الحلول للحد من هذه الظاهرة تتطلب تضافر للجهود والابتعاد عن رفاق السوء وتوعية الطلاب من خطر التدخين بعرض بعض نماذج حالات التدخين التي وصلت إلى حد الهلاك وتحذيرهم من الآثار السلبية. ولفت الى ان القانون الاخير الذي أصدرته الدولة بمنع التدخين في الاماكن العامة والمراكز التجارية ساهم بطريقة كبيرة بالحد من التدخين. ويرى اشرف العريان اخصائي نفسي ان نسبة المدخنين من طلبة المدارس نسبة كبيرة لا يستهان بها، منوهاً ان أضرار التدخين تظهر لدى التلاميذ في أكثر الأحيان بنقص التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب أثناء الدراسة مما ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي، وأرجع تدخين الطلبة الى تقليد الاب او الشقيق الاكبر، وغياب الوعي، وضعف الوازع الديني، ورفاق السوء. وحذر العريان من قضية بيع السـجـائر لغير البـالـغين والطلب من الصغار شراء السجائر مطالبا بتنظيم حملات دعائية في وسائل الاعلام للحث على عدم التدخين وممارسة الرياضية الصباحية. مغامرة بريئة تقول فاطمة سجواني اخصائية نفسية: رغم العلم بأضرار التدخين ومخاطره الا ان ظاهرة التدخين من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا في العالم بأسره، وقالت عادة تبدأ التجربة بسيجارة يتعامل معها المراهق كمغامرة بريئة ما تلبث أن تتحول تدريجيا الى سلوك ادماني. ودعت الى تضافر المجتمع لحماية الاطفال من خطر التدخين من خلال تنظيم حملات دعائية وفرض قوانين صارمة لمنع التدخين فى المدارس مطالبة بتطوير المناهج بحيث تتضمن موضوعات تحذيرية من خطر التدخين. نصائح للطالب المدخن وكانت دار التربية الاجتماعية للفتيان في الشارقة اطلقت حملة “أطفئها وأشعل شمعة حياتك” التي تستمر حتى 20 ابريل الجاري بقصد التوعية بمخاطر التدخين والحد من انتشار هذه الظاهرة بين طلبة المدارس وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية منطقة الشارقة الطبية وإدارة الطب الوقائي ووحدة الإقلاع عن التدخين، ومنطقة الشارقة التعليمية ودائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة. وقالت بدرية الكعبي اخصائية نفسية في الدار ومديرة الحملة ان هذه الفكرة التي تنفذ للمرة الاولى جاءت عقب دراسة مستفيضة لواقع المدارس في الشارقة اذ تبين ان نسبة كبيرة من طلبة المدن التابعة للشارقة مدخنين للسجاير في حين طلبة الاماكن النائية يستخدمون “المداوخ والغليون”. وقالت ان الحملة تهدف الى تثقيف طلبة المدارس بمخاطر التدخين ونشر التوعية والثقافة بأهمية الإقلاع عن التدخين في سن مبكرة. والحد من هذه الظاهرة السلبية المنتشرة بين طلبة المدارس. وعزت الكعبي اسباب التدخين الى حزمة معطيات كالبطالة والمشكلات الاسرية والتقليد الذاتي والأب المدخن وتقليد رفاق السوء بالإضافة الى المدرس المدخن مشيرة الى ان اضرار التدخين على الجسم تتخلص باعتباره سبب رئيس بأمراض السرطان والقلب فضلا عن فقدان الشهية والصداع الدائم والتهاب القرحة. وقدمت الكعبي بعض النصائح للطالب المدخن بغية الاقلاع عن التدخين مثل التقليل من السجائر ومحاولة الابتعاد عن المدخنين والأماكن التي يتواجدون فيها وممارسة الرياضة. قالت إن التقارير الميدانية قد أشارت إلى شيوع ظاهرة تدخين السجائر والشيشة والمدواخ بين طلاب المدارس، منوهة أن ذلك يدق ناقوس الخطر. عقد سلوكي كشفت حملة “أطفأها وأشعل شمعة حياتك” التي أطلقتها دار التربية الاجتماعية للفتيان بالشارقة مطلع مارس الفائت عن وجود 70 طالبا مدخنا من أصل (120) طالبا خلال الأسبوعين الأول والثاني من الحملة عبر العقد الســلوكي الخـاص وهو تعهد خطي مذيل بتوقيع للطالب بضمان عدم التدخين لغير المدخنين والامتناع عن التدخين للمدخنين بحسب بدرية الكـــعبي اخصائية نفسـية في الدار ومديــرة الحملة. وأضافت الكعبي ان عددا من الاخصائيين النفسيين للمدارس طالبوا باستمرارية الحملة لمدة سنة تقريبا لتطوف جميع مدارس المنطقة، مشددين على تنظيم ملتقى ينظم لأولياء الأمور يبين خطورة انتشار ظاهرة التدخين بين أوساط الشباب.