دبي (الاتحاد) - أوصى منتدى التعليم العالمي ومعرض الخليج لمستلزمات وحلول التعليم 2013، في ختام أعمال دورته السادسة أمس الخميس، بتفعيل دور التقنيات الحديثة، وتوظيفها لتسهيل عملية التعليم بالوسائل التقنية المساعدة وترغيب الطالب فيها.
كما أوصى بتشجيع المؤسسات التربوية ودعمها في العمل على استخدام الأدوات التقنية الذكية لتفعيل دور المتعلمين، مع توظيف تقنيات التعلم لخلق بيئات جاذبة للتعلم، وكذلك الاهتمام بتدريب المعلمين وتهيئتهم إيجابياً على استخدام برامج حاسوبية وأنظمة التعليم الإلكتروني لتصميم محتوى المناهج وتطويرها.
وطالب المشاركون في المنتدى الذي نظمته وزارة التربية والتعليم لمدة ثلاثة أيام في المركز التجاري العالمي بدبي، بضرورة توظيف نتائج الأبحاث والدراسات العلمية في تطوير المناهج والأنظمة التعليمية الذكية الوطنية، واستثمار مبادرة التعلم النقال والمعتمد على التقنية “السحابية” في تحسين العملية التعليمية، مع تشجيع ودفع المؤسسات التربوية والتعليمية على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لتحسين العملية التعليمية.
حوسبة المناهج
وأكدت التوصيات ضرورة تطوير وتطبيق أدوات التقويم التقنية ضمن منظومة عمليات التقويم المستمر، وتشجيع المدارس والمؤسسات التعليمية على حوسبة المناهج التعليمية واستخدام برامج إلكترونية متكاملة، والعمل على بناء مجتمعات التعلم باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لخدمة العملية التعليمية.
وركزت التوصيات على أهمية إطلاق مبادرة لدعم وتأسيس شبكة معرفية أكاديمية بحثية، تسمح للمتعلمين وأعضاء الهيئة التدريسية بتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة وتوثيق التجارب الناجحة، وتحفيز محاولات الإبداع على المستويات المختلفة لدى الطلبة والمعلمين والإداريين، فضلاً عن تحسين العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي، حتى تكون المدرسة نواة للتغيير في مختلف مجالات الحياة.
واهتمت التوصيات الختامية بتشجيع التعاون والتواصل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجالات دمج التقنية في التعليم، والاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في تطبيق التعلم الذكي، وتشجيع المعلمين على عرض وإظهار تجاربهم التقنية الناجحة، من خلال المشاركة الفعالة في الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية، والقيام بالأبحاث الإجرائية الميدانية في مجال التقنيات التربوية.
وتحدث الدكتور خليفة علي السويدي أستاذ مساعد، قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الإمارات، عن وسائل تخفيف التوتر عند المعلمين، مفنداً الضغوطات المهنية التي يتعرض لها المعلم والاحتراق المهني، إذ تُعد مهنة التعليم واحدة من المهن الطاردة في الحياة لكثرة ضغوطها على من يمتهنها، فهي من أقل المهن في المميزات والرواتب وأكثرها في المتطلبات، فالمعلم يعاني ضغوطاً عليا من الإدارة، وأخرى من التلاميذ، وثالثة من المجتمع ومتطلباته، ورابعة من ذاته عندما يسعى للتطوير رغم كل هذه التحديات. وأكد السويدي، إن لم يتعلم المعلم كيف يتعامل ويتعايش مع كل ما سبق، فإنه ينتحر بطريقة بطيئة، كيف يسعد من كانت هذه مهنته؟ هذا ما سنتعلمه في هذه الدورة.
وفي إحدى الجلسات الحوارية المهمة، ناقش جوليا ريتشي مدير الوسائط المتعددة وصلة الكلام، وصلة لجامعة كامبريدج قسم البسيخومتري، موضوع الكلام والربط اللغوي، وهي تكنولوجيا إلكترونية مبتكرة، تتيح التواصل مع معلمين وتقدم وسائل للتقييم والدعم العلاجي للأطفال الذين يعانون صعوبات في تعلم اللغة والكلام.
وتساءل ريتشي: لماذا نحتاج إلى مراقبة الكلام والنمو اللغوي لدى الأطفال؟ متابعاً، إن هذا البحث يتسم بالأهمية، وذلك لأن الأطفال الذين لديهم ضعف في فهم اللغة يجدون صعوبة في القراءة وتكوين صداقات والبقاء في المدرسة، وهم معرضون لخطر الإصابة بالمشاكل الانفعالية والسلوكية وسوء التحصيل في المدرسة. وقد أصيب 50? من الأطفال في بعض المناطق من بريطانيا بالتأخر في الكلام وضعف المهارات اللغوية عند دخولهم المدرسة، وكان لدى 10? منهم صعوبات في التواصل طويل الأجل.
وتابع مدير الوسائط المتعددة: إننا فريق متخصص من المعلمين والمعالجين في مجال الكلام واللغة، شرعنا في تطوير عمليات التقييم القياسية عن طريق الإنترنت لمهارات اللغة لدى الأطفال في المدارس العامة، حيث يستخدم المعلمون أسلوب التقييم عن طريق الإنترنت للأطفال، وهذا يتيح لهم الحصول على المعلومات الخاصة بأطفال بعينهم والفصل ككل، فهذا التقييم يتيح للمعلم التعرف على الأطفال الذين يستخدمون اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، أو الأطفال الذين يعانون من التأخر اللغوي والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتيح أيضاً للمعلم فرصة التعرف على البرامج والموارد الملائمة لدعم احتياجات الطفل الفردية، وتقديم مناهج دراسية للفصل بأكمله ومن ثم تطوير نقاط الضعف في اكتساب مهارات اللغة الإنجليزية.
عدد اليوم
