«كليات التقنية» تدشن شراكة مع مؤسسات قطاع الأعمال

تطرح كليات التقنية العليا خلال العام الجامعي المقبل 36 برنامجاً في البكالوريوس تشمل عدداً من التخصصات العلمية البارزة فى الهندسة، والإدارة وتقنية المعلومات، والسياحة والنقل والمواصلات وكذلك العقارات، وبذلك يرتفع عدد البرامج العلمية المطروحة بالكليات إلى 100 برنامج في الدبلوم والدبلوم العالي والبكالوريوس. وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا إلى أن العام الجامعي المقبل سيشهد تدشين برامج دراسية نوعية في الكليات، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، ومؤسسات قطاع الأعمال في الدولة والمنطقة من بينها بنوك ومصارف وشركات ومؤسسات صناعية مرموقة. وأضاف معاليه أن هذه المؤسسات اختارت كليات التقنية العليا شريكاً استراتيجياً لإبرام اتفاقات تعاون مشترك لطرح هذه البرامج التي يتم تمويل بعضها من جانب هذه الشركات والمؤسسات، وذلك في ضوء استراتيجية الشراكة المجتمعية التي دشّنتها الكليات العام الماضي من خلال صندوق «المانحين»، الذي يعتبر أول صندوق من نوعه على مستوى مؤسسات التعليم العالي في الدولة والمنطقة. ويهدف الصندوق إلى استقطاب موارد مالية إضافية للكليات بالتعاون مع هذه المؤسسات من خلال طرح برامج دراسية تتوجه خصيصاً لتلبية احتياجات ضرورية مباشرة في هذه المؤسسات، حيث أبرمت بعض المصارف اتفاقات مع الكليات لطرح برامج علمية في الموارد البشرية والمصارف والقيادة وغيرها. كما أبرمت شركات ومؤسسات صناعية اتفاقات لطرح برامج في العقارات والاستثمار العقاري، وكذلك النقل والمواصفات، وأيضاً الطرق والجسور، وغيرها من البرامج التي يتم طرحها بالشراكة بين الجانبين، وتستهدف تأهيل الطلاب والطالبات للالتحاق بهذه المؤسسات عقب تخرجهم من الكليات. خيار استراتيجي قال معاليه إن كليات التقنية العليا من خلال انتشارها على مستوى الدولة أصبحت خياراً استراتيجياً لقطاعات عريضة من الطلاب والطالبات الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، حيث استقطبت الكليات خلال العام الجامعي الحالي 7500 طالب وطالبة موزعين على 16 كلية في مختلف أنحاء الدولة، وهو ما يعني أن الكليات من خلال ما تقدمه من نظام تعليم متطور في المجالات التقنية قد اكتسبت سُمعة أكاديمية كبيرة، وحازت على ثقة المجتمع سواء من الطلاب أو أولياء أمورهم، أو قطاع الأعمال في الدولة أو المنطقة. وأكد معاليه أن كليات التقنية العليا تأسست في عام 1988 كمؤسسة رائدة للتعليم العالي التخصصي في الدولة، بهدف الوفاء باحتياجات جهات العمل المختلفة، وفي غضون عشرين عاماً، حققت الكليات نمواً واسعاً أهلها لأن تكون أكبر مؤسسة للتعليم العالي. ويبلغ عدد الطلبة الدارسين في الكليات 17000 طالب وطالبة حسب إحصاء العام الجامعي 2009 - 2010، وأسهمت الكليات في تخريج أكثر من 34000 خريج وخريجة، يشغلون حالياً وظائف مرموقة في مؤسسات القطاعين العام والخاص ويسهمون في مسيرة التنمية والتطور بالدولة، واستطاعت الكليات تحقيق سمعة ممتازة في التفوق والجودة في مجال التعليم التطبيقي. وأوضح معاليه أن كليات التقنية العليا تدخل العام الجامعي المقبل بعزم كبير على مواصلة تميزها كمؤسسة وطنية رائدة في التعليم التقني من خلال الاجراءات العملية التي بدأتها خلال العام الجامعي الماضي للحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي لجميع برامجها الأكاديمية، وكذلك لنهجها الإداري والمجتمعي، خصوصاً بعد نجاحها في الحصول على الاعتماد العالمي لعدد من البرامج المطروحة بها في الهندسة، والإدارة، والتربية، وغيرها من البرامج، مشيراً إلى أن الكليات بصدد تدشين استراتيجية شاملة للجودة سواء في الأداء أو المهارات التي تؤهل من خلالها الطلاب والطالبات للالتحاق بسوق العمل في الدولة والمنطقة، حيث يعكف فريقٌ من الخبراء على دراسة نقاط التميز والضعف في مسيرة الكليات التي تستقبل عامها الثاني والعشرين في سبتمبر المقبل. مركز التفوق أشار معاليه إلى أن مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (CERT) هو الآخر على موعد مع نهضة أكاديمية شاملة من خلال توسيع قاعدة التعاون المشترك بينه وبين المؤسسات الأكاديمية والصناعية والمصرفية المرموقة في العالم لاستقطاب هذه المؤسسات وافتتاح فروع لها في أبوظبي، حيث تم تأسيس المركز في العام 1996 ليكون الذراع البحثية والتطبيقية والاستثمارية للكليات وتوسع المركز ليصبح أحد أكبر المراكز المؤسسات التعليمية التطبيقية في الشرق الأوسط ويهدف المركز إلى نقل التكنولوجيا المتطورة للدولة وتأهيلها بما تتناسب مع البيئة المحلية، كما يعمل المركز على استقطاب كبريات المؤسسات التقنية والعلمية والاقتصادية في العالم لافتتاح فروع لها تحت مظلة المدينة التقنية. ومن جانبه، أوضح الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا أن المركز دشّن عدداً من المشاريع التقنية والعلمية بالتعاون مع مؤسسات وشركات عالمية منذ إنشائها ومن بينها: مركز CERT المعلوماتية عن بعد (Telcom)، ويعمل هذا المركز بالشراكة مع مختبرات (IBM Watson) وتم توظيف تقنيات المعلوماتية عن بعد والتي يطلق عليها (Falcon) للتحكم في إدارة الوقت وتحقيق معدلات عالمية في تشغيل السيارات والمركبات، وتم توظيف هذه التقنية في خدمة عدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة في الدولة، ومركز الكمبيوتر فائق السرعة Blue Gene. وحول الشراكة بين المركز والمؤسسات العالمية، أشار الدكتور كمالي إلى أن قائمة شركاء المركز تشمل شركات ومؤسسات عالمية مثل: بوينج، هوني ويل، إنتيل، لوسينت، مايكروسوفت، ثايلز، مركز تأسيس الأعمال والمشاريع بمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا (MIT)، الشراكات المهنية التقنية بجامعة ستانفورد، جامعة ديكن، جامعة ستراثكليد، ويبرو، ساتيام، رامكو، تاتا للخدمات التفاعلية. ثقة بالكليات أكد عدد من الطلاب المتفوقين الذين التحقوا بالكليات للعام الجامعي المقبل على ثقتهم في هذه المؤسسة الوطنية وقدرتها على وضعهم في مستوى التحديات التي يواجهها سوق العمل في الدولة والمنطقة. وأشار جمال بن حيدر إلى أنه التحق بالكليات في دبي بعد حصوله على معدل تجاوز 98 في المائة في الثانوية العامة. وأوضح راشد سعيد أنه حصل على 97.8 في المائة في الثانوية العامة، وجعل كلية التقنية العليا في أبوظبي في خياره الأول حيث يُخطط للالتحاق بقسم الهندسة الكيميائية بها. وقال محمد صالح الصيعري إنه حصل على 96 في المائة في الثانوية العامة والتحق بكلية العين للطلاب لمواصلة دراسته الجامعية.