الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

روائع بيكاسو·· رحلة الفن والتاريخ في عيون الزائرين

روائع بيكاسو·· رحلة الفن والتاريخ في عيون الزائرين
29 مايو 2008 01:48
توافد عشرات من المهتمين بفن بابلو بيكاسو (1881 - 1972) على قصر الإمارات بأبوظبي منذ صباح أمس الأول ليتعرفوا على رحلة التاريخ والفن العالمي الذي جسده بابلو بيكاسو في أعماله الـ 186 عملاً، والتي منها 40 مخطوطة ورسم يدوي يتم الكشف عنها مجتمعة للمرة الأولى وتستضيفها أبوظبي حصرياً· أناس يدخلون وآخرون يخرجون من قاعات العرض الـ(7) وقد بدا الإحساس بالمتعة واضحاً على محياهم، ولا تشغل أحاديثهم لحظتها سوى دهشة المشاهدة، وقد انطبعت في أذهانهم تلك الخطوط والملامح والتشكيلات التي خلفها بابلو بيكاسو إلى الحضارة العالمية· ''معرض بيكاسو أبوظبي: روائع من متحف بيكاسو الوطني، باريس'' الذي تقيمه شركة التطوير والاستثمار السياحي ومبادلة للتنمية حدث استثنائي كونه المعرض الأول والذي يستمر حتى الرابع من سبتمبر المقبل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والذي يتضمن مجموعة واسعة ومهمة من أعمال هذا الفنان الذي أثر في كل فناني العالم، حيث تنقل بين المدارس الإبداعية، بل أبدع مدارس خاصة به، إنه حافل بمسيرة قل نظيرها عند فناني العالم· وفي هذه الأجواء لابد أن تقرأ ما يجول في خواطر الناس وقد خرجوا مليئين بسعادة الاكتشاف، اكتشاف عوالم مبهجة وتاريخ الفن وتحولات مفاهيم الإنسانية كما صورها بيكاسو عبر المراحل التي مر بها وهي المرحلة الزرقاء والوردية ثم التكعيبية وبعدها الكلاسيكية والسريالية ومرحلة الالتزام ثم مرحلة الحرب وأخيراً بيكاسو والأساتذة وهي المراحل السبعة التي قسم المعرض في ضوئها· ولم يكن الأمر غريباً أن نستحضر آراء الزوار للمعرض إلا أن غرابة الأمر حينما وجدنا أن الزائرين يوم أمس كان أغلبهم من الفنانين والأدباء مواطنين وعرباً· جاؤوا وقد امتلكوا معلومات كثيرة حول بيكاسو وفنه، بل اطلعوا على رؤيته للفن وتعدد مفاهيمه، ولهذا كان الحوار معهم سهلاً وجاذباً، إلا أننا حاولنا أن نسألهم حول أهمية بيكاسو في أبوظبي وعن تحول عاصمتنا الجميلة أبوظبي الى أرض كل الثقافات في العالم، بل تحولها الى جسر بين ثقافات الشرق والغرب، وأخيراً عن أي الأعمال التي تثير انتباه الزائر ولماذا؟ في البدء كان لقاؤنا مع الصحفية فاطمة عطفة التي رأيناها وقد استغرقت في نظرة تأملية الى أحد الأعمال وبخاصة (تمثال المعزة) الشهير الذي صنعه بيكاسو عام 1950 في فالوريس وهو من البرونز· وعن أهمية إقامة هذا المعرض في أبوظبي تقول فاطمة عطفة: القيادة في الإمارات دائماً ترفع من قيمة الفن بكل أشكاله، ونحن نجد بحق في هذا المعرض رفعاً لشأن الثقافة والفن في أبوظبي واحتراماً كبيراً لثقافات العالم· ولو تأملنا الواقع الثقافي الذي تشهده أبوظبي لاتضح لنا أن المشاريع الثقافية الكبرى المستقبلية خير دليل على نظرة القيادة لأهمية الفن والإبداع حيث تجسد الخطة الاستراتيجية لأبوظبي تلاقح ثقافات العالم على أرض هذه المدينة الجميلة، وبذلك تعكس الوجه العالمي لأبوظبي، وخير دليل على ذلك الصدى العالمي للثقافة في أبوظبي نجده واضحاً عندما نحط في أي مكان بالعالم· وأرادت فاطمة عطفة أن تضيف شيئاً باعتباره جزءاً مهماً لفت انتباهها في المعرض فقالت: لاحظت أن بعض لوحات بيكاسو قد استخدم في لوحاته الأقمشة القديمة وهذا يعني شيئاً مهماً جداً يجب أن ننتبه اليه وهو اهتمام بيكاسو بالأقمشة والحياكة المحلية لبلده وعليه فإن ذلك يذكرنا بضرورة الاهتمام بتراثنا وكيفية الاستفادة منه· أما عن الأعمال التي أعجبت بها فأشارت عطفة الى التمثال البرونزي ''المعزة'' ثم الى لوحة ''القطة الممسكة بالطير'' التي تجمع بين الموت والحرية· كذلك التقت ''الاتحاد'' بالشاعر والإعلامي الإماراتي خالد الضنحاني وهو يتنقل بين لوحات المعرض وأجنحته السبعة فقال: إنني أرى أن هذا المعرض الكبير يعد مكسباً حقيقياً للنهضة الثقافية الإماراتية في الوقت الحالي كونه يحاكي الحوار الثقافي الإنساني بين الشرق والغرب وخاصة في جانب الفن التشكيلي الذي هو لغة عالمية يفهمها جميع البشر في أقاصي العالم بالرغم من تعدد لغاتهم· أما عن دلالة إقامة هذا المعرض بأبوظبي فقال الضنحاني: إن إقامة المعرض في أبوظبي تحديداً تجسد عظمة هذه المدينة واهتمام قيادتها وقيادة الدولة بالفن الإنساني كون هذه المدينة الرائعة والعاصمة الجميلة أبوظبي تؤكد انفتاحها على الثقافة العالمية، ولذلك هي الآن محط أنظار المثقفين العرب والعالم· أما عن الأعمال التي أعجبته في المعرض فيقول الضنحاني: أعجبني من أعمال بيكاسو المنحوتات وهي تبدو غريبة جداً وبخاصة أنني لأول مرة أطلع فيها على منحوتات لبيكاسو ومشاهدتها كما هي على الطبيعة بدون كاميرا أو تصوير فوتوغرافي، أما عن اللوحات فقد سبق لي أن اطلعت عليها وبحكم اهتمامي بالفن وتنظيمي لبعض المعارض الفنية فإنني اكتشفت أن بعض الفنانين من الإمارات والعالم العربي يحاكون تجربة بيكاسو مئة في المئة، وانني أعذرهم الآن لأنني أعيش هذه اللحظة في أجواء بيكاسو وبين لوحاته فأجد المتعة والدهشة قد تملكتني، فحقهم أن يدهشوا كون هذه الأعمال تمثل الإبداع بكل تجلياته· الفنانة اللبنانية نيكول الزير التقيناها صدفة في المعرض وقد استغرقتها نظرة تأملية فاحصة لمخطوطات بيكاسو، وكأنها تحدق في شيء خارج المألوف فتقول: بصراحة انني هنا في حالة حلم، إن إقامة هذا المعرض تعد خطوة رائعة وكبيرة بكل المقاييس، وهذا ليس غريباً ولا جديداً على قيادة أبوظبي حيث تفتح هذه العاصمة على كل ثقافات العالم أبوابها من خلال الفن بما يجسد نظرة العرب للثقافة الإنسانية ولتقول للعالم انظروا كيف نحترم الفن الإنساني، لأن الفن جزء من تاريخنا وتاريخ حضاراتنا المتعاقبة· وقالت أيضاً: أعتقد أن انفتاح أبوظبي على العالم سيجعلها مركزاً ثقافياً مهماً وعربياً رائداً وبؤرة لتلاقح أفكار الشرق والغرب· أما عن الأعمال التي نالت إعجابها فتقول: بالرغم من تنوع أعمال بيكاسو في تعدد مفاهيمه في النظرة الى العالم فإنني أجد جرأته قد استحوذت على كياني وأنا أحدق في أعماله· إنني قد أعجبت كثيراً ببورتريه شخصي له، كما أن هناك لوحات لبيكاسو جمع فيها فنين قريبين من بعضهما وهما آلة الموسيقى والرسم، وهذا قد وضعني حقاً في جو الموسيقى تماماً، إنه فنان رائع· أما الفنانة اللبنانية سلوى زيدان فقد أكدت أن هذا المعرض يرسخ الدور الثقافي الذي تتصدره أبوظبي في المنطقة بل على مستوى العالم، واعتبرت مجيء أعمال بيكاسو الى أبوظبي إنجازاً مهماً لأن بيكاسو يعد أهم فنان عالمي، وترى أن قيمة اللوحات التاريخية والمادية والفنية هي ما يجعل هذا المعرض عالمياً بامتياز· وقالت سلوى زيدان أيضاً: لابد لي أن أسجل وعلى صفحات جريدة ''الاتحاد'' تحية تقدير للقيادة الحكيمة في الدولة لاهتمامها بالفن حيث تعمل القيادة بكل إخلاص وليل نهار على تقريب شعب الإمارات والعالم العربي من ثقافات العالم والارتقاء بفننا العربي الإنساني لمصاف الثقافات العالمية الأخرى· معرض بيكاسو دليل واضح على عمق نظرة القيادة لكيفية تلاقح الثقافات· ومن الغرابة في استطلاعنا هذا نجد أن أغلب الزائرين هم من النساء· وهذا ما يدلل على انفتاح المرأة في الإمارات على ثقافة العالم، ولهذا صادفنا أسماء عبدالله الفارسي من الإمارات وهي جزء من مشروع المعرض كدليل سياحي وثقافي للزائرين والتي تبذل جهداً استثنائياً مع زميلتها كندة سليمان لنسألها بعيداً عن تعرفها الكامل عن المعرض والمدارس الفنية التي مر بها بيكاسو والتي قسم المعرض في ضوئها لنسألها وزميلتها عن إحساسها الخاص وانطباعها الذاتي عن الأعمال المعروضة، فقالت أسماء: إن هذا المعرض خطوة كبيرة في برنامج أبوظبي الثقافي وهو يمهد لخطوات أخرى جميلة ورائعة ولما سوف تكون عليه الثقافة في العاصمة أبوظبي عندما تفتح أبواب جزيرة الثقافة والإبداع جزيرة السعديات، وانني أجد أن أعمال بيكاسو سوف تجعل المجتمع متقبلاً للفن ومطلعاً عليه، هنا تمتزج الثقافة بالتطور الذهني للمجتمع وهي ما أقدمت عليه أبوظبي بكل إخلاص· أما عن اللوحات التي استرعت انتباهها فتقول: ''بورتريه أولكا'' لوحة مدهشة ذات نفس كلاسيكي وبألوان استخدمت بعناية فائقة تجذب المتلقي، بل تسيطر على إحساسه، كذلك أعجبتني اللوحة الأخيرة التي أنتجها في أخريات حياته وهي لوحة ''الرسام الشاب'' حيث نجد أن الموت قد اقترب من بيكاسو في هذه اللوحة بكل وضوح حين نتأمل فيها بدقة· أما كندة سليمان فترى أن هذا المعرض يعد إضافة للثقافة العربية والعالمية ويؤكد وجود أبوظبي كعاصمة ثقافية جديدة في العالم بلا منازع· وترى أن وجود معرض بيكاسو بهذا المكان هو خطوة رصينة ورائعة في مسيرة المعارض التي ستقام في العاصمة، وان هذا المعرض يفتح الباب واسعاً لما سيأتي من إنجازات كبرى سنراها حتماً في اللوفر وجوجنهايم ومتحف الشيخ زايد· أما عن اللوحة التي استرعت انتباهها فهي ترى أن لوحة ''القبلة'' بين بيكاسو وزوجته الأخيرة هي أجمل أعماله· كذلك ترى كندة أن لوحة الرجل والقيثارة من الفترة التكعيبية هي أقرب لذاتها وقد أحبتها كثيراً، وتأتي أهميتها بالنسبة لها لفقدان الإحساس فيها، إذ ترى الأشياء فيها كما هي بدون مشاعر وبلا أحاسيس أو عواطف· إلا أن تميزها يأتي من تصوير هذه الأشياء الواقعية من زوايا متعددة· مدارس الفن التشكيلي تتوزع في جاليري وان يقول بيكاسو ''أنا أرسم بالطريقة التي يستخدمها بعض الناس لكتابة سيرتهم الذاتية'' وسواء كانت اللوحة منجزة أو غير منجزة فهي مدونة على دفتر يومـــــياتي، وبذلك أضمن وجــــودها، والمستقبل هو الذي سيختار الصفحات التي يفضلها وليس أنا''· تلك هي كلمات بيكاسو عام 1965 في لقاء مع فرانسواز جيلو في كتابه ''حياة مع بيكاسو'' واليوم تمتزج أفكار بيكاسو التي لم يحولها إلى لوحات عبر 40 مخطوطة ورسم يدوي تتوسط قاعة الجاليري وان في قصر الإمارات بأبوظبي ضمن ''معرض بيكاسو أبوظبي: روائع من متحف بيكاسو الوطني، باريس'' مع لوحاته الأخرى المنجزة عبر التاريخ الشخصي والفني الذي عاشه منذ عام 1901 حتى عام وفاته ·1972 قسم الجاليري إلى سبع قاعات القاعة الأولى ضمت الفترة الزرقاء والوردية حيث نجد 13 لوحة و3 منحوتات أما القاعة الثانية فضمت الفترة الكعيبية بـ 16 لوحة ونحت واحد بينما ضمت القاعة الثالثة المدرسة الكلاسيكية بـ 13 لوحة من روائعة فيما ضمت القاعة الرابعة المدرسة السريالية التي تأثر فيها بيكاسو والذي كان رائداً فيه مع سلفادور دالي وتضم 39 لوحة و6 منحوتات كانت في أغلبها رؤوساً بأنوف طويلة وكبيرة ومعقوفة الى الأسفل حيث تأثر بالفن الأفريــــقي، فيما ضمت القاعة الخامــــسة تأثر لوحات بيكاسو ضمن المدارس الملـــــتزمة وهي 5 لوحات في القـــسم أ بما يقـــــابلها 19 لوحة في القـــــسم ب بينما نجد 40 مخطـــــوطة ورسم يدوي تتوسط القاعة وهي المعـــــروضة لأول مرة في أبوظبي تحــديداً إذ لم يســــبق أن عرضــــت في أي بقــــعة من العـــالم · في القاعة السادسة التي ضمت أعمال بيكاسو عن الحرب وبخاصة لوحته ''مذبحة في كوريا ''1956 وهي 6 لوحات و5 منحوتات· أما القاعة السابعة والأخيرة فقد ضمت أعمال بيكاسو تحت عنوان ''بيكاسو والأساتذة'' 13 لوحة و3 منحوتات·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©