السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تراجع عدد طلاب اللغة العربية بجامعة الإمارات من 700 إلى 120

29 مايو 2008 01:53
حذر أكاديميون وموجهون في اللغة العربية من استمرار تدني مستويات التدريس للغة العربية ومستقبلها في المدارس والجامعات التي تشهد طغيانا للانجليزية في تدريس المناهج المختلفة· وكشف أكاديميون في جامعة الإمارات'' قسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية'' عن تراجع الساعات المخصصة لتدريس اللغة العربية في الكلية إلى 43 ساعة فقط من أصل 132 ساعة معتمدة وتراجع عدد الطالبات بالقسم من 700 طالبة إلى 120 طالبة · وأكد الدكتور أحمد محمد الزعبي أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات على ضرورة إيجاد رؤية مدروسة لتعلم اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية المسيطرة التي تسعى إليها كل المجتمعات· وأشار إلى أهمية ذلك ''لأننا يجب أن نجيد اللغة الإنجليزية لأنها لغة العالم والعصر ولكن نحن للأسف لانجيد لغتنا والأمم لا تقوى الا بلغاتها ''· وقال ان المشكلة تعود إلى أن تدريس اللغة الإنجليزية غير مدروس وتخصص اللغة العربية يجب أن يتم باللغة العربية ولكن وبنظرة سريعة فاحصة على المساقات المقررة على طلبة قسم اللغة العربية في الكلية الآن نجد أن من بينها أربعة مساقات تدرس بالانجليزية منها مساق مقدمات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومساق الثقافة والتراث وذلك ضمن الخطة الدراسية الجديدة بالجامعة والتي بدأ تطبيقها اعتبارا من عام 2003 · وقف التدهور وقال الدكتور الزعبي إن الاستجابة مع اللغة الانجليزية بطيئة لأن الطلبة لا يجيدون اللغة العربية أصلا وهو ما يؤكد ضرورة أن نبحث جديا في وقف التدهور أولا انطلاقا من كل الجهود والمبادرات الكريمة التي تبذل الآن تجسيدا لحرص واهتمام المسؤولين على حماية اللغة والحفاظ على مقدراتها والتي لا يجب أن تكون مجرد مسكنات · وأضاف الزعبي ''إننا بحاجة ماسة وملحة إلى تسخير كل الطاقات والإمكانيات بما في ذلك جهود مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الأدبية والمؤسسات الثقافية وقبل هذا وذاك نحن نتطلع إلى قرارات عليا ملزمة لإنقاذ اللغة العربية من عثرتها وإعادتها إلى مكانتها اللائقة · طغيان الانجليزية وقال مأمون شحاده كنعان منسق توجيه اللغة العربية في منطقة العين التعليمية إن اللغة تتعرض لهجوم من أطراف متعددة بدعوى أنها لا تستوعب لغة العصر وحضارته وعدم قدرتها على استيعاب المصطلحات الجديدة في ظل التقدم المعرفي الهائل وأن العاميات العربية أقدر على إيصال المعلومة وعلى سهولة التواصل بين الناس· يرى أن الواقع الذي نعيشه الآن يشهد طغيانا لغويا إنجليزيا في تدريس المناهج المختلفة على حساب اللغة الأم وفي هذا خطر على أبنائنا، وأن يتقن التلميذ لغته الأم أولا فهي لغة دينه وحضارته وتعامله اليومي مع أقرانه وأهله · وطالب كنعان بتعزيز تدريس العربية من خلال التركيز على أساليب واستراتيجيات التعلم النشط لإكساب الناشئة المفاهيم والمصطلحات وتدعيم مكانة اللغة في نفوسهم· تراجع المستوى وقال الدكتور سيف المحروقي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات إن مستوى طلبة الجامعة في اللغة العربية تراجع كثيرا ولدرجة مؤسفة· فيما كشفت دراسة بحثية بشأن استيعاب الطلبة للغة الانجليزية أن 45 % من طلبة قسم العلوم السياسية لا يستوعبون المادة الدراسية لعدم إلمامهم باللغة الإنجليزية· وأكد ضرورة أن تلقى اللغة العربية ''على الأقل '' نفس الاهتمام الذي تلقاه اللغة الانجليزية مشيدا بالجهود والمحاولات الجادة التي تبذلها الجهات والهيئات المعنية في هذا الصدد خصوصا المؤتمر الأخير الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية وهو ما يؤكد أن الجميع بات الآن يتنبه إلى خطورة ما آل إليه حال اللغة العربية التي يجب أن تلقى كل الاهتمام والرعاية · استلاب ثقافي وترى الدكتورة هدى طه الأستاذة بقسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات أن ما تتعرض له اللغة العربية الآن هو نوع من الاستلاب الثقافي الذي لم يكن له أن يستمر فتلك ردة فعل لا أكثر ولا أقل تعود لأسباب عديدة مختلفة· وزادت إن ما يؤسف له أن هناك قناعة بأننا يجب أن نرتدي ثوب الآخر فكيف والعربي هو هكذا بلغته وفكره وثقافته· ووفق الدكتورة هدى طه تراجعت الساعات المعتمدة بالقسم من 66 ساعة باللغة العربية إلى 43 ساعة من أصل 132 ساعة بعد بدء تطبيق الخطة الدراسية الجديدة عام ·2003وهناك تراجع متدرج في التخصص ودخول اللغة الانجليزية بهذه القوة أثر كثيرا على اللغة العربية فالمتطلبات والمساقات الأخرى صارت باللغة الانجليزية وتم الفصل بين اللغة والأدب· وتراجع عدد الطالبات من 700 طالبة قبل سنوات قليلة إلى 120 طالبة فقط الآن· النهوض باللغة ونبه محمود عبد الباقي موجه اللغة العربية بمنطقة العين التعليمية إلى أهمية تفعيل جهود النهوض باللغة العربية في المدارس من خلال توعية النشء بوجوب إلمامهم ومعرفتهم جيدا باللغة الأم· وأشار إلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه المنتديات والفعاليات المختلفة التي تركز على اللغة العربية في تحقيق هذه الغايات لأنها تساعد على اكتساب المهارات الأساسية خاصة مهارتي الاستماع والتحدث · وأوضح أن تركيز المناهج الجديدة المطورة على هذه المهارات وعلى ضرورة استخدام اللغة العربية الصحيحة الحية في التعاملات الحياتية وربطها وتوظيفها في المواقف التي يستخدمها الطالب في حياته اليومية يعطي آمالا عريضة بان تؤتي جهود النهوض باللغة العربية قريبا جدا ثمارها المرجوة·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©