بيروت (الاتحاد، وكالات) - أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور امس تمسك بلاده بموقف “النأي بالنفس” فيما يخص الأزمة السورية، ووصف ما أثير حول موقفه المطالب بإلغاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية في القاهرة بأنه “ضجيج مبرمج وممنهج من قبل بعض السياسيين”، وقال “إن كل القرارات التي اتخذتها الجامعة لم تؤد إلى نتيجة، فأين المشكلة عندما أطالب وأقول بضرورة إعادة سوريا إلى حضن الجامعة من أجل التباحث معها وإيجاد الحل السياسي الملائم”.
وحذر منصور من استمرار دورة العنف في سوريا لما لذلك من نتائج ستطال كل المنطقة. كما حذر من خطورة وصول السلاح إلى أي فريق في لبنان، قائلا”إن كل اللبنانيين سيدفعون ثمن ذلك”. وأشار في تصريحات لدى عودته في مطار بيروت إلى أن امتداد الأزمة السورية إلى دول الجوار سيكون كارثيا، داعيا كل التيارات السياسية إلى إدراك خطورة ما سيحل بلبنان، ومحذرا بقوله “إذا كنا سنلجأ إلى سياسة المهاترات والمصالح الخاصة سندفع الثمن”.
ودافع “حزب الله” عن موقف منصور قائلا “انه يعبر بكل دقة ومسؤولية وطنية وقومية عن الموقف الرسمي اللبناني إزاء الأزمة، وقال رئيس كتلة الحزب البرلمانية محمد رعد “إن ما تضمنته كلمة منصور أمام المجلس الوزاري يتسق مع ما أقرته الحكومة من النأي بنفسها عن التورط في الأزمة السورية”، وحض جميع الأطراف على اعتماد حل سياسي يحفظ وحدة سوريا من دون أي تدخل خارجي في شؤونها”.
وكان زعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري انتقد مطالبة منصور، جامعة الدول العربية بإلغاء قرارها الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة. واعتبر النائب عن حزب “الكتائب” إيلي ماروني أن ما طرحه منصور يأتي في سياق الانبطاح التام أمام النظامين السوري والإيراني، واصفاً إياه بـ”أنه وزير خارجية سوريا وإيران بغلاف لبناني”، داعيا الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ قرار فوري بإقالته من منصبه.
إلى ذلك، تظاهر عشرات النازحين السوريين امس في طرابلس شمال لبنان للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير بدلات إيجار للشقق التي يقطنون فيها. ورفع المشاركون في التظاهرة، ومعظمهم من النساء والأطفال، لافتات تنتقد تقليص الخدمات وتطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتوفير المساعدات الضرورية، ومنها الأموال لاستئجار الشقق، كما رددوا هتافات تنتقد ما أسموه بـ”سياسة اللامبالاة بمشاكلهم”.
عدد اليوم
