معارك شرسة رغم سيطرة الجيش اليمني على جيوب للحوثيين

تواصلت أمس المعارك الشرسة بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة في محافظة صعدة اليمنية، رغم إعلان السلطات تحقيق قواتها تقدماً في عدة مديريات تم استعادتها من الحوثيين، فيما أكد مصدر أمني أن القوات الحكومية أسرت أكثر من سبعين مقاتلاً من المتمردين في المعارك التى دارت بمديرية بني حشيش محافظة صنعاء· وجاءت هذه التطورات الميدانية في شمال البلاد في الوقت الذي بدأت فيه السلطات محاكمة ثلاثة معارضين طالبوا بانفصال الجنوب بتهمة المساس بالوحدة الوطنية· وفي عمران قالت مصادر مطلعة إن مسلحين حوثيين ممن يقاتلون القوات الحكومية هناك فروا من جحيم المواجهات إلى وادي مذاب في آل عمار القريبة من صعدة في غضون ذلك، أعلن حسن مناع محافظ صعده أن هناك تعاوناً من قبل المشائخ والشخصيات الاجتماعية وكذا المواطنون في الحفاظ على أمن وسلامة وهدوء مناطقهم، إضافة إلى سرعة الإبلاغ عن أية إخلال أمني قد يحدث أو ينجم من قبل عناصر التمرد والإرهاب· من جهة أخرى، أصيب ثلاثة أشخاص جراء انفجار قنبلة يدوية الثلاثاء في سوق للقات بمدينة عمران في حادث هو الثاني من نوعه خلال الثلاثة الأشهر الماضية من العام الجاري، وقالت مصادر محلية إن الحادث وقع في سوق يعج بالمواطنين على الدوام، ويعرف بـ(سوق الليل)، مشيرة الى نقل المصابين الى المستشفى لتلقى العلاج دون إيراد تفاصيل أسباب الحادثة· وفي أول جلسة لمحاكمة 3 معارضين من قيادة الحراك الجنوبي السلمي، اتهمت النيابة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة في صنعاء كلاً من حسن أحمد باعوم عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المعارض، ويحيى غالب أحمد قاسم الشعيبي، وعلي هيثم علي عبدالله الغريب، بارتكاب أفعال إجرامية بقصد المساس بالوحدة اليمنية وتعطيل أحكام الدستور وإثارة عصيان مسلح ضد السلطات· وجاء في قرار الاتهام الذي تلاه في جلسة المحكمة الجزائية أمس مهدي الضبيبي أمين سر المحكمة أن المذكورين قاموا خلال الفترة من 2006م وحتى 31/3/2008م بـ''تحريض الناس على عدم الانقياد للقوانين ونشر وإذاعة بيانات وأخبار وإشاعات مغرضة بقصد تكدير السلم والأمن العام، وأعدوا لذلك الغرض الوسائل اللازمة من حشد وجمهرة الناس في الأماكن والطرقات العامة ورفع شعارات وترديد هتافات عملوا فيها على غرس روح الكراهية''· وبحسب النيابة، فقد أثار المتهمون الثلاثة النعرات الطائفية وبث روح الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مما أدى الى مقتل وإصابة عدد من المواطنين ورجال السلطات العامة ونهب وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة وقطع الطرقات وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة وتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر، وقررت المحكمة تأجيل القضية الى جلسة الاثنين القادم للاستماع للرد الدفاع عن المتهمين·وفي أول رد فعل للمعارضة وصف سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري محاكمة حسن باعوم وزملائه بأنها محاكمة سياسية· من جهته، أكد علي صالح عباد الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني لـ''الصحوة نت'' أنه لا توجد محاكمة لتهم محددة سلفاً، فيما أكد محمد المحامي محمد المخلافي أن المفروض أن تكون المحاكمة للأوضاع الفاسدة في البلاد ومحاكمة السياسات الخاطئة ومن قام بالإخلال بحقوق المواطنين، وليس محاكمة أصحاب الرأي ومن يطالبون بأسس صحيحة تحكم اليمن· وفي سياق متصل، نطقت محكمة كرش الابتدائية حكمها قي قضية تسعة من المعتقلين على ذمة احتجاجات الجنوب السلمية برفض الدفوع المقدمة من هيئة الدفاع، وإدانة المتهمين جميل هزاع عبدالله وشكيب علي سالم وهشام محمد صالح وعبدالله فارع يحيى ومحمود سالم عبدالله ونادر أمين حمود وإبراهيم علي سعيد وعبده سرحان محمد، بترتديد شعارات مسيئة للوطن، والاعتداء بالقوة على رجال الأمن، والإضرار بالمصلحة العامة، وإقامة مسيرات بدون ترخيص خلافاً لأحكام القانون· وقضى منطوق الحكم بمعاقبة المتهمين عبده سرحان محمد وهشام محمد صالح بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف مع النفاذ، ومعاقبة المتهمين جميل هزاع عبدالله وشكيب علي سالم ومحروس عبدالله وعبدالله فارع يحيى بالسجن لمدة سنة ونصف مع النفاذ، ومعاقبة المتهميْن نادر أمين وإبراهيم علي بالسجن عاماً مع وقف التنفيذ· يذكر أن مدن ومحافظات الجنوب اليمني تشهد حالة من الاحتقان والتوتر في أعقاب احتجاجات سلمية سرعان ما تحولت الى دامية بعد أن قامت الشرطة باستخدام الرصاص والأعيرة النارية لتفريق المحتجين الذين كانوا يطالبون بتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية في المحافظات الجنوبية التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة في جراء تسريح آلاف العسكريين والمدنين من وظائفهم بعد حرب صيف 1994 التي حاول الجنوب فيها العودة عن الوحدة الاندماجية مع الشمال عام ·1990