عبدالله القواسمة (أبوظبي)
أضفت نزالات أساطير الجو جيتسو مزيداً من الإثارة على أجواء اليوم الختامي، لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، وهي النزالات التي حظيت بحضور جماهيري غفير من أنصار اللعبة، استرجعوا من خلالها تاريخاً مشرقاً لهذه الرياضة النبيلة، عندما تواجه 10 من أعرق اللاعبين في 5 نزالات جاءت مجرياتها حافلة بالتقنيات الفريدة.
وتعتبر نزالات الأساطير إحدى أقوى الفعاليات التي تشهدها بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو للعام الثاني على التوالي، إذ حرص اتحاد الجو جيتسو على تنظيم هذه الفعالية، لما لها من أثر كبير على تعزيز علاقة الجماهير واللاعبين مع هذه الرياضة من جهة، إلى جانب تقديم وجبات حافلة بالإثارة والتشويق.
النزال الأول جمع البرازيلي مارسيو كروز مع الأميركي جابرييل ناباو وكليهما يملكان الحزام الأسود من الدرجة الرابعة، واحتدم الصراع بين اللاعبين منذ الثواني الأولى، بعدما اتخذ كروز الوضعية السفلي للتحكم بالنزال في محاولة لإخضاع ناباو، الذي وجد صعوبة في بسط سيطرته على حالة الاندفاع التي ظهر عليها خصمه، لكنه مع مرور الوقت كان يكسب بعض الأفضلية وتحديداً في الدقيقة الثالثة، نجح في تعزيزها بالدقيقة الأخيرة التي شهدت اتخاذه عدة وضعيات مناسبة للتحكم بسير النزال، وفي محاولة لإخضاع خصمه لكن محاولاته باءت بالفشل.
في الثواني الأخيرة من عمر النزال نجح كروز باستجماع قواه وطوق خصمه من الخلف، ليفارض أفضلية صارخة قلب من خلالها طاولة الصراع رأساً على عقب، ليظفر بنقطتين مضي من خلالهما للفوز بالنزال عن جدارة واستحقاق، وسط تصفيق حار من الجماهير التي تابعت هذا اللقاء.
وطغت الشخصية العنيدة التي يتمتع بها كروز على أجواء هذه المواجهة وهو الذي عنون مسيرته الرياضية بالتمرد ورفض الخسارة مهما كان حجم المنافس، حيث تعتبر الجو جيتسو المتنفس الذي مضى من خلالها لرفض الصعوبات التي رافقته صغيراً وتحديداً منذ وفاة والدته حيث امتدت هذه الصعوبات حتى ريعان الشباب لكنه نجح في تفريغ كافة هذه الصعوبات على بساط الجو جيتسو. وفي نزاله مساء أمس كان كروز يتعامل بهدوء وتروي مع المحاولات الجامحة التي أظهرها ناباو، قبل أن ينجح في التمرد على مجريات النزال ومحاولات خصمه في الثواني الأخيرة التي ظفر خلالها بنقطتين رجحت كفته.
ونجح البرازيلي أموري بيتيني صاحب الحزام الأسود الدرجة الخامسة، في هزيمة روبيرتو ترافن صاحب الحزام الأسود الدرجة السادسة في النزال الثاني، بعدما تخلل الدقيقة الأولى حذراً كبيراً من كلا اللاعبين الذين لم يشتبكا على الشكل المثالي، إذ ظلا يتحينان الفرصة المناسبة كي ينقض أحدهما على الآخر، حتى مضى بهما حذرهما الشديد إلى الخروج من الحلبة، قبل أن يستحق بيتيني أفضلية نسبية وضعته في المقدمة، وهنا كان ترافن يبذل مجهوداً مضاعفاً سعياً لتحسين حضوره التنافسي أمام أموري الذي بدا أكثر جرأة في المحاولات الضاغطة التي بذلها، على عكس ترافين الذي اتخذ وضعية سلبية لم تمنحه أية أفضلية، ليمضي النزال في النهاية لمصلحة أموري الذي ظفر بالجولة.
أما أجمل لقاءات الأساطير كان الذي جمع البرازيلي فيتور ريبيرو صاحب الحزام الأسود الدرجة الخامسة، مع الأميركي كينيث فلوريان صاحب الحزام الأسود الدرجة الثالثة وهو الوحيد الذي انتهى بالإخضاع، إذ كان ريبيرو يجمح بأداء قوي منذ الثواني الأولى، عندما نجح في قلب خصمه والسيطرة على مجريات النزال دون أن يواجه صعوبة كبيرة في هذا الأمر، رغم محاولات كينيث التروي في التعامل مع هذا الجموح البرازيلي الذي بدا وكأنه غير متوقع، بالنسبة له إلى الدقيقة الخامسة من النزال التي جاءت كانت فاصلة، عندما استطاع ريبيرو إخضاع كينيث فارضاً عليه الاستسلام لتضج القاعة بتصفيق الجماهير.
النزال قبل الأخير جمع الأميركيين ألكسندر فريتاس صاحب الحزام الأسود الدرجة الخامسة، مع باريت يوشيدا صاحب الحزام الأسود الدرجة الثالثة، فبعد دقيقة أولى خالية من اللمحات أو المحاولات الجادة، كان الدقيقة الثانية تشهد أفضلية واضحة لفريتاس، الذي نجح في خطف نقطتين، حيث امتدت أفضليته هذه حتى الدقيقة الأخيرة التي بذل فيها يوشيداً بعض المحاولات لإدراك التعادل، إلا أن فريتاس ظل ممسكاً بزمام النزال محافظاً بالتالي على تقدمه حتى النهاية.
واسترجع الكهلين البرازيلي ميجاتن دياس «51 عاماً» مع مواطنه سونيكا «48 عاماً» ذكريات نزال وحيد جمعهما قبل 22 عاماً، حيث كانت فيه الغلبة لمصلحة الأخير، إذ دخل ميجاتن الذي يملك الحزام الأسود الدرجة السادسة أجواء اللقاء أمام سونيكا صاحب الحزام الأسود الدرجة الرابعة وعينهما على تقديم وجبة دسمة بالمهارات والتقنيات الفريدة، فرغم الأفضلية التي ظهر عليها ميجاتن في الدقيقة الأولى والتي تواصلت حتى الدقيقة الثانية إلا أنه بدا واضحاً تركيزه لكافة جهوده في هاتين الدقيقتين دون أن يوزع قدراته على جميع دقائق النزال إذ بدأت قواه تضعف شيئاً فشيئاً بعد ذلك، وهذا بدا واضحاً من المحاولات الطموحة التي بذلها سونيكا بعد ذلك وكان فيها قاب قوسين من الفوز بالإخضاع، إلا أن خبرة ميجاتن ساهمت في تبديد هذه المحاولات، لكن الدقيقة قبل الأخيرة اعتبرت نقطة التحول في هذا النزال، عندما خطف فيهما سونيكا نقطتين ثمينتين مضى بهما نحو الفوز بالنزال، مكرراً فوزه في النزال الوحيد الذي جمعه أمام ميجاتن قبل 22 عاماً في بطولة العالم التي استضافتها البرازيل.
عدد اليوم
