الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نفوق الأحياء البحرية في عُمان يدفع إلى القلق

نفوق الأحياء البحرية في عُمان يدفع إلى القلق
19 يوليو 2009 01:32
بعد موجة نفوق الأحياء البحرية التي تعرضت لها سلطنة عمان بسبب أو لآخر سواء بالمد الأحمر أو بأي ملوثات بيئية شكلت حكومة السلطنة فرق عمل وكثفت الجهود في سبيل الحفاظ على البيئة البحرية وصون مواردها الطبيعية وخصوصا الكائنات والثدييات البحرية التي تمثل احد أهم الموارد البحرية المهمة في المياه الإقليمية العمانية، حيث سعت وبشكل مستمر إلى تحقيق الاستدامة للعناصر البيئية البحرية وذلك من خلال إصدار العديد من التشريعات البيئية التي تكفل حماية الموارد الأحيائية والفيزيائية لها، والإعلان عن إقامة اثنتي عشرة منطقة بحرية في السلطنة كمناطق محمية طبيعية، وتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة التي تكفل حماية الموارد البيئية البحرية في السلطنة. مظاهر حول مظاهر هذا النفوق يقول علي الكيومي- مدير عام صون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية: «تلاحظ في الفترات الأخيرة نفوق العديد من الكائنات البحرية الثديية على طول السواحل العمانية مما استدعى الأمر إلى تضافر كافة الجهود المحلية من مختلف الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية العمانية في دراسة هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ونتائجها ووضع الحلول المناسبة لها وذلك بهدف الحفاظ على هذه الثروات البحرية المهمة وتحقيق عنصر التنمية المستدامة لها، لكون البيئة البحرية العمانية تضم أنواعا عديدة من الكائنات البحرية النادرة وثروة سمكية متنوعة». يحدد تلك الأنواع بقوله: «توجد خمسة أنواع من السلاحف البحرية وأشهرها مجموعة السلاحف الخضراء النادرة، ومجموعة من الحيتان والدلافين وحوالى أكثر من 130 نوعا من المرجانيات. إضافة إلى أن الساحل العماني يتميز كذلك بتداخل الشواطئ وتنوع الظروف المناخية التي تجعل منها موائل طبيعية للطيور البحرية ولغابات أشجار القرم التي توفر الظروف الموائمة لنمو أنواع معينة من القشريات كالروبيان والشارخة». أسباب حول الأسباب العامة للنفوق الجماعي للثدييات البحرية، يقول الكيومي: «هناك عدة عوامل يعزى لها حالات النفوق الجماعي للثدييات البحرية أهمها العوامل الطبيعية والمتمثلة في التغيرات الفيزيائية لخصائص مياه البحر والتفاعلات البيولوجية مثل ظاهرة المد الأحمر وظاهرة نقص الأكسجين في مياه البحر، وكذلك النفوق الناتج عن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والعواصف والأمواج الشديدة والتغيرات المناخية، والنفوق الناتج عن التفاعلات البيولوجية كالطفيليات والأسماك المفترسة، إلى جانب إصابة الكائنات البحرية بأمراض مختلفة تؤدي إلى موتها ونفوقها بشكل عام». ويسترسل موضحا: «من أهم العوامل البشرية لنفوق الكائنات البحرية الثديية هو النفوق الناتج عن التأثيرات البشرية خاصة الأنشطة التنموية العشوائية مثل أعمال التعدين الرملية والبناء غير القانوني وكذلك أنشطة الصيد العشوائية وما تخلفه من شباك الصيد التي تعلق بها تلك الكائنات البحرية، والأنشطة التي تسبب عمليات التلوث النفطي في مياه البحر وآثارها السلبية على تلك الكائنات، إضافة إلى عمليات الصيد العرضية التي تتعرض لها السلاحف والحيتان والدلافين، وكذلك اصطدام الكثير من الكائنات البحرية في القوارب والسفن الكبرى والغواصات والتمارين العشوائية البحرية مما يؤدي إلى موتها وانجرافها إلى شاطئ البحر». برنامج وطني في إطار اهتمامها بالمحافظة على الكائنات البحرية قامت الحكومة بتنفيذ برنامج وطني لرصد الملوثات في البيئة البحرية العمانية في عدد من مناطق السلطنة، بهدف جمع العينات المتمثلة في الرواسب الرملية والمحاريات وكريات القار من محطات مختلفة يتم اختيارها من أماكن محددة على طول السواحل العمانية وعمل التحاليل المخبرية اللازمة لمعرفة تراكيز المعادن الثقيلة في تلك العينات وذلك لرصد أي تلوث بحري قد ينتج عن وجود تلك المعادن بكميات كبيرة ومعرفة أسباب تواجدها ووضع الحلول المناسبة لمكافحة أي نوع من أنواع التلوث، وتم خلال البرنامج تحليل المعادن الثقيلة شملت (الرصاص، الكادميوم، النحاس، الكروميوم، النيكل، المنغنيز، الفانديوم، الزنك). كما يتم أيضا أخذ عينات من الرسوبيات على الشواطئ للكشف عن الملوثات، وقد حددت أكثر من 13 محطة لتنفيذ هذا البرنامج على طول السواحل العمانية، كما أن الحكومة تخطط مستقبلا لزيادة المواقع التي سيتم تنفيذ البرنامج فيها لتشمل جميع المناطق الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية وبالقرب من المشاريع التنموية الكبيرة بهدف التأكد من تراكيز المعادن الثقيلة والملوثات العضوية والترسبات الإشعاعية في العينات المجمعة للمحافظة على سلامة وصحة البيئة البحرية العمانية ومقارنتها بالنتائج السابقة ومع الدول المجاورة والعالمية. مهام عملت وزارة البيئة والشؤون المناخية على استصدار قرار بتشكيل فريق عمل لدراسة أسباب النفوق الجماعي للثدييات البحرية في السلطنة، ويضم عددا من الجهات الحكومية بالسلطنة وهي وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة الثروة السمكية ووزارة الصحة وبلدية مسقط وشرطة عمان السلطانية (خفر السواحل) وجمعية البيئة العمانية. تتلخص مهامه في «صياغة خطة طوارئ للتعامل مع ظاهرة نفوق الثدييات البحرية على طول السواحل العمانية ودراسة أسباب هذا النفوق، وإدارة الاستجابة لبلاغات النفوق الجماعي للثدييات البحرية، وأهمية إدارة ومراقبة حالات نفوق تلك الثدييات وتحديد مواقع نزوحها ودرجة خطورة كل منطقة، وإعداد قاعدة بيانات وتقرير سنوي وطني حول حوادث نفوق الثدييات البحرية. وستقوم الوزارة من خلال هذا الفريق -بعد معرفة النتائج- بوضع خطط واستراتيجيات لمعالجة تلك الأسباب من كافة النواحي بهدف المحافظة على تلك الكائنات البحرية من الانقراض وضمان استمرار نوعها في المياه الإقليمية العمانية».
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©