الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البن الرخيص يهدد الاقتصاد الفيتنامي

البن الرخيص يهدد الاقتصاد الفيتنامي
25 ابريل 2010 21:33
لعبت فان تي كيم، تاجرة البن الفيتنامية، دوراً مهماً لأكثر من 20 عاماً، بمنطقة إياكين (شمال شرق هوشي منه)، في ربط المزارعين العاملين بحزام البن في مرتفعات فيتنام الوسطى، بسوق البن العالمي. وتعتبر تي كيم واحدة من مئات وكلاء المشتريات في فيتنام ثاني أكبر الدول المصدرة للبن في العالم بعد البرازيل. وتقوم تي كيم بأخذ كميات البن المودعة من قبل المزارعين لتعقد صفقات البيع مع الوسطاء التجاريين أو المصدرين الكبار. وكانت تجارة البن ولسنوات عديدة عند ارتفاع أسعارها واضحة الحسابات، وتعمل بنظرية الشراء بأسعار قليلة والبيع بأسعار مرتفعة لاحقاً. لكن وعلى مدى السنتين الماضيتين، انخفضت أسعار البن للنصف تقريباً. وانخفضت أسعار البن بدرجة كبيرة في لندن في الربع الأخير من 2009 والربع الأول من هذه السنة. ويعزي العاملون في هذا المجال انخفاض الأسعار لتأخر وصول البن، أو تأخر المصدرين عن سداد ما عليهم من ديون. وتقدر كميات البن المتأثرة جراء ذلك بنحو 200.000 طن، أو ما يوازي خمس الإنتاج السنوي. كما واجه بعض المضاربين مثل تي كيم ظروفاً ماليةً صعبة نسبة للأسعار العالية التي يدفعوها للمزارعين. وأخذت الأسعار في الارتفاع الآن، مما يجعل المزارعين الذين يتابعون سوق لندن بحثاً عن دفوعات لإيداعات البن، مما نتج عنه ضغوطات على وكلاء المشتريات. كما أن المصارف الفيتنامية لم تقدم إلا قروضاً قليلة، حيث تعاني ضغوطات الحكومة عليها لتقلل من نمو الائتمانات هذه السنة للمساعدة في منع التضخم. ويتوقع خبراء القطاع زيادة في تأخير عمليات الشحن وتسديد الديون، وكذلك تكديس الحكومة للبضائع في محاولة لرفع الأسعار، مما يؤدي لنتائج عكسية. وبالرغم من أن عمليات الإفلاس ليست جديدة على قطاع البن، إلاّ أن إعلان تي كيم لإفلاسها بالإضافة لآخرين هذه السنة، يعتبر أرقاماً غير مسبوقة. وانخفض هامش الأرباح، حيث فاقمت بعض الشركات المشكلة باعتمادها على الدعم الحكومي لشركات البن لتقوم بعمليات البيع من دون أرباح، وفقط للحصول على العملة الصعبة من الصادرات. ومن ثم تقوم الشركات باستغلال الدولارات في شراء منتجات أكثر ربحية، خاصة في ظل عدم توافر الدولار في المصارف. وبدأت الحكومة الفيتنامية في برنامج هذا الشهر تقوم بمقتضاه شركات البن الكبيرة بتخزين 200.000 طن، في محاولة لرفع الأسعار. لكن وباقتراب نزول محصول البن الإندونيسي للأسواق، بعد تسبب الأمطار في تأخيره عن شهر مارس، على الجميع الانتظار ومراقبة مدى فعالية تدابير الحكومة الفيتنامية في رفع الأسعار. ويتوقع سوق البن العالمي فائض في إنتاج الروبوستا هذه السنة، لذا ربما لا يكون هُناك تأثير كبير للمشاكل الفيتنامية، في البلدان الأخرى. ويعتبر نوع بن الروبوستا من الأنواع سهلة الزراعة والنمو مما يجعل تكلفته أقل من العربي. كما يعرف بطعمه اللاذع نسبياً مقارنة بالأنواع الأخرى، وزيادة في الكافيين بنسبة 40 إلى 50% عن النوع العربي. ويقول كونا هاكو أحد استراتيجيي السلع في بنك ماجواير في لندن: “لا تعتبر الأسعار منخفضة لذلك الحد من وجهة النظر التاريخية، وأنها ليست قريبة من تكلفة الإنتاج؛ لذا فلا يزال هُناك نوع من الربح”. لكن تؤكد مناطق مثل إياكين كيف أن مخاطر القطاع يمكن أن تذهب لأبعد من قضية الأسعار، حيث يمكن أن يسبب تأخر دفع أجور العمال مشاكل كثيرة، تلك المشاكل التي تعاني منها تي كيم نسبة للديون الكثيرة التي تراكمت عليها. عن “إنترناشونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©