الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السوق العقارية في أستراليا تتحدى الأزمة العالمية

25 ابريل 2010 21:36
توقع إستيف كين أستاذ الاقتصاد والموارد المالية في جامعة سيدني عندما بلغت الأزمة المالية العالمية ذروتها في نوفمبر 2008، انخفاض الأسعار في الأسواق العقارية الأسترالية بنسبة 40% من الارتفاع الذي كانت عليه قبل سنة. وتمثل أستراليا أعلى نسبة في مستوى الديون الأسرية في العالم، مما حدا باستيف القول إنها ستلحق بالولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا في عمليات التأخر عن السداد، وعمليات حجز الرهونات العقارية، لكن وبالرغم من هذا التنبؤ، بدأت أسعار المنازل في الارتفاع. وبسبب تحوف الحكومة الأسترالية من انهيار وشيك في القطاع، منحت ملايين الدولارات للذين يشترون للمرة الأولى. وفي غضون ذلك، قام البنك المركزي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة بنسب كبيرة ليستفيد المشترون الجدد، ومالكو المنازل الحاليون الذين لديهم رهونات عقارية ذات أسعار متغيِّرة أو قابلة للتعديل. وفي ذات الوقت، سهلت الحكومة من إجراءات شراء الأجانب، مما أحدث تسابقا من قبل المشترين الصينيين، الذين بلغت أسعار العقارات في مدنهم الكبيرة أسعاراً خرافية. بالإضافة إلى ذلك، دفع التدني الذي ساد أسواق الأوراق المالية في 2008، المستثمرين بالاتجاه نحو أسواق العقارات. واليوم نجد أن واحداً من بين كل سبعة من دافعي الضرائب في أستراليا، له استثمار عقاري غير البيت الذي يسكنه. وبالرغم من أن المسؤولين في بلدان أخرى مثل أميركا، اتخذوا خطوات مماثلة، إلا أن ذلك لم يمنع قطاعاتهم العقارية من الانهيار. ويثني العديد من الاقتصاديين على التوقيت والهدف الذي كانت من ورائه التحفيزات المالية الأسترالية. كما أن المصارف الأسترالية أكثر حذراً من مثيلاتها الأميركية التي تقدم رهونات عقارية بدون مقدم دفع أو دليل يثبت صحة الدخل. وأوضحت دائرة الإحصاء الأسترالية انخفاض أسعار المنازل في ثماني مدن رئيسية بنسبة 5,5% في 2008، قبل أن ترتفع بنسبة 13% في الاثني عشر شهراً المنتهية في ديسمبر 2009. وفي ميلبورن، تسبب تدافع المستثمرين والمشترين للمرة الأولى، في ارتفاع الأسعار بنسبة 20%. وبالمقارنة مع 20 مدينة أميركية، انخفضت الأسعار إلى الثلث مما كانت عليه في قمتها في يونيو 2006. وتعتبر الأسعار في أستراليا مرتفعة، مقارنة بمستوى الدخل أو الإيجارات، وتتراوح أسعار منازل المدن بين 450,000 إلى 485,000 دولار، وهو ما يوازي سبعة أضعاف متوسط دخل الفرد السنوي. كما أن أسعار المنازل تتضاعف قيمتها في وسط مدينة سيدني. وحذَّر صندوق النقد الدولي في السنة الماضية من زيادة قيمة أسعار المنازل في أستراليا بنسبة 5 إلى 15%. لكن تشير المسوحات التي أجريت إلى أن أسباب الزيادة تعود للعرض والطلب. وارتفع عدد سكان أستراليا التي يقطنها نحو 22 مليون نسمة، بنسبة 2% حتى يونيو 2009، وهو ضعف معدل النمو في الدول الصناعية الأخرى. ويعزى ثلثا هذا الارتفاع لفتح الحكومة باب الهجرة لمجابهة متطلبات اقتصاد أستراليا الذي لم يعان من أي كساد خلال عقدين من الزمان على الأقل. وفي ظل اندفاع القادمين الجدد نحو المدن، لم تستطع شركات التشييد مجاراة زيادة الطلب. كما أدى ارتفاع التكاليف وعدم رغبة الشعب الأسترالي في العيش في الأماكن المزدحمة، لارتفاع أسعار المنازل وإيجاراتها. وهناك رأي يعزو سبب ارتفاع أسعار المنازل لارتفاع النمو السكاني فوق المعدل، وانخفاض توفر المنازل لدون المعدل. ورأي آخر يخالفه قائلاً إن هناك ارتفاعا في أسعار المنازل حتى في أماكن غير مزدحمة بالسكان ليرجع السبب لحالة النمو المتواصل وعدم تعرض البلاد لأي كساد اقتصادي منذ 19 عاماً. وبينما تستمر أميركا وأوروبا في الإبقاء على معدلات أسعار الفائدة منخفضة لتقوية معافاتها والخروج من الأزمة، رفع المركزي الأسترالي أسعار الفائدة للمرة الخامسة منذ أكتوبر الماضي في محاولة منه لتهدئة أسعار المنازل الآخذة في الارتفاع. لكن ذلك جلب مخاوف جديدة حيث أصبحت الأسعار المرتفعة تمثل نوعاً من الضغوط على المقترضين. ووفقاً “لقوجي إستو أستراليا” التي تتابع عدد الذين يعانون صعوبات نتيجة رهوناتهم العقارية، فإن 40% من المشترين لأول مرة والذين استغلوا فرصة التحفيزات المالية الحكومية، يعانون الآن من ضوائق مالية. ومع ذلك، وبناء على المعايير الدولية، تبقى معدلات التأخر عن السداد عند أقل من 2% في كل أنحاء أستراليا، منخفضة مع بقاء الثقة في ارتفاعها. ويجذر إستيف كين، وجلين استيفين مدير البنك المركزي الأسترالي من مخاطر الإفراط في الاقتراض، فيقول كين “عندما لا يستطيع الناس التحكم في الديون، أو عندما تتوقف الديون عن الزيادة، فمن الطبيعي أن تنخفض أسعار المنازل لمستويات متدنية، وتواجه أستراليا ذات الأزمة التي تواجهها أميركا. لكن آخر ما يمكن التفكير فيه في أستراليا، هو انخفاض أسعار المنازل”. عن« إنترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©