المالكي يطلب شطب مديونية العراق ورايس تدعو إلى فتح السفارات

طالب العراق في افتتاح مؤتمر ''المراجعة السنوية للعهد الدولي مع العراق'' الذي بدأ أعماله في ستوكهولم أمس بشطب ديون خارجية تقدر بنحو 60 مليار دولار وإلغاء التعويضات التي فرضت عليه بعد غزوه الكويت· وبينما حثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الدول العربية على توثيق الروابط مع العراق، داعية دول العالم إلى دعمه، أعلنت السعودية استعدادها لشطب ديون العراق· ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي رأس المؤتمر مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ''إنهاء العقوبات الدولية وإلغاء الديون''، وقال ''إنها تعيق إعادة الإعمار والتنمية''· وأكد أن ''العراق ليس دولة فقيرة، فهو يملك موارد بشرية ومادية هائلة لكن ديونه التي ورثناها تعطل عملية الاعمار''· وأضاف ''نتطلع الى الدول الشقيقة لشطب ديون العراق والتي تشكل عبئا على الحكومة العراقية''، في اشارة واضحة للكويت والسعودية ولهما أكبر ديون مستحقة على العراق في العالم العربي، واللتان لم يحضر وزيرا خارجيتهما ومثل الدولتين مسؤولون أصغر شأنا· وقال إنه يتوقع أن يتلقى مساعدة لمشروعات إعادة الإعمار والبناء، ورسم امام المؤتمر صورة ايجابية جدا لعمل حكومته في كافة المجالات منذ عام، حين تبنى المجتمع الدولي خارطة طريق لبلاده، مؤكدا أن ''العراق قطع شوطا هاما في مجالات الامن والسياسة وحقوق الانسان والقضاء''· وأكدت كوندوليزا رايس من جهتها أمام المؤتمر دعمها لدعوة المالكي وحثت المجتمع الدولي على الاستفادة من تحسن الوضع الامني لتسريع المساعدات في مجال الزراعة والاسكان ومشاريع اخرى في العراق· واعتبرت ان الدول لم يعد بإمكانها استخدام الوضع الأمني ذريعة لعدم الإيفاء بالتزاماتها بمساعدة العراق· ودعت الدول العربية المجاورة بشكل خاص الى تطوير علاقاتها مع بغداد، وقالت ''إن العراق بحاجة كي ينجح الى دعم دولي واقليمي وأنا أشجع الجميع على تعزيز التزامهم الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع شعب العراق، وتوطيد هذه الروابط من خلال زيارات رسمية وإعادة فتح السفارات والقنصليات وتعيين سفراء''· وقالت رايس إنها متفائلة من أن المملكة العربية السعودية والكويت ستخفف من عبء الدين العراقي المستحق لهما· وشددت على ان المجتمع الدولي يجب ان يوفر للعراق المساعدة التقنية ومساعدات في مجالات أخرى لتنشيط قطاع الزراعة وبناء منازل واقامة نظام قضائي عادل· واشارت الى التقدم الاقتصادي والسياسي المحرز وقالت ''بالطبع لا تزال هناك تحديات''، داعية العراق الى بذل المزيد من الجهد لتحقيق اهداف العهد الدولي· وقالت ان العراق بات يتمتع ''ببرلمان يعمل بشكل افضل وقد مرر قانون الميزانية فضلا عن قانون المحاسبة والعدالة وقانون المحافظات وقانون العفو، وهو يستعيد شيئا فشيئا موقعه في المجتمع الدولي''· وذكرت بالتزام المجتمع الدولي بتنميته قائلة ''منذ بدء الميثاق وافقت بلغاريا وصربيا والبوسنة وسلوفينيا على إجراء خفض كبير في الديون المستحقة على العراق منذ عهد صدام حسين، ونحن نشجع الدول التي لم تفعل ذلك بعد على اتخاذ مثل هذه الخطوة فورا''· وأكدت أنها تضغط على الحكومة العراقية لتمكين اللاجئين العراقيين من العودة إلى بلادهم مع تحسن الوضع الأمني· وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى إن مصر والامارات والبحرين والاردن تستعد لإعادة وجودها الدبلوماسي في العراق· إلى ذلك، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية للإسراع بإلغاء الديون المستحقة على العراق· وأشار في كلمته إلى التطورات الجارية على الساحة العراقية والتقدم الذي أحرز رغم استمرار أعمال العنف· كما دعا الى تعزيز جهود الحكومة العراقية وباقي القوى المشاركة في العملية السياسية والاقتصادية والادارية والاجتماعية ومحاربة الفساد· وطالب شركاء العهد الدولي مع العراق بتخفيف حجم مديونيته الخارجية، وتحريره من القيود والاجراءات الناجمة عن العقوبات التي كانت مفروضة عليه ومساعدته على إيجاد حلول سريعة لمشكلة المهجرين والنازحين· كما دعا الى العمل على إنجاح الانتخابات المحلية العراقية التي تعقد في أكتوبر المقبل ودعم عملية المصالحة الوطنية· وفي السياق ذاته، أبلغ نزار مدني وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية الدبلوماسيين المجتمعين في ستوكهولم أن الحكومة السعودية ربما تكون مستعدة لإعفاء العراق من ديونه كاملة، وقال ''نعي أن الدين يمثل عبئا على اقتصادات الدول، وفي ضوء الظروف التي يواجهها العراق فإننا مستعدون لبحث إسقاط الديون العراقية، وفي هذا الشأن قدمنا كل المعلومات المتاحة إلى الجانب العراقي ونتوقع أن تجد السلطات العراقية المسؤولة حلا مناسبا لهذه المسألة''· وكان بان كي مون امتدح الحكومة العراقية لما حققته من ''تقدم ملحوظ'' وقال ''اذا كان علينا استخدام كلمة لوصف الموقف في العراق اليوم فسأختار كلمة أمل''· من جانبها، انتقدت إيران ''محتلي العراق'' الأميركيين، وقال وزير خارجيتها منوشهر متكي في المؤتمر إن بلاده حريصة على لعب دور رئيس في إعادة إعمار العراق، منددا بـ''الولايات المتحدة وسياستها الخاطئة'' في العراق·