الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حكاية الجزراوي

25 ابريل 2010 23:13
تحول “الجزراوي” إلى “الحدوتة” الأكثر إثارة للدهشة في كرة الإمارات، وإذا كان العلماء يحتارون في تفسير أو تحديد موعد الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والفيضانات، فإن “العالمين” بخبايا وبواطن الأمور في عالم “الساحرة المستديرة” أشد حيرة في شأن “العنكبوت”، ولا أحد يعرف على وجه التحديد ماذا يُصيب الفريق، وما أسباب التحول من “النقيض إلى النقيض”، في لمح البصر، وكيف يقدم “العنكبوت” كرة هجومية ممتعة و”مفعمة” بالحيوية والروح القتالية والإصرار على المكسب في الدور الأول، لدرجة أن الجزيرة حصد 29 نقطة من أصل 33 نقطة، بالفوز في 9 مباريات، والتعادل مرتين فقط مع العين وعجمان، وفجأة تتجمد الدماء في العروق، ويرتكب اللاعبون كل الأخطاء، خاصة البطء الشديد لدرجة الملل، وكأن الفريق أصابه التعب، أو حصل على “صك” الفوز بالدوري، أو اكتفى بهذا القدر، مما يمنح الفرصة لمنافسيه لتجريده من النقاط في أصعب وأحرج “منعطف”، فخرج الجزراوي من الكأس، وتساقطت منه النقاط في شجرة الدوري، في الوقت الذي واصل فيه المتصدر الوحداوي بركانه “الثائر”، وكأنه أصبح “مكتوبا” على عشاق العنكبوت تجرع مرارة الأمتار الأخيرة. ولا بد أن نتطرق إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن الفريق دفع ثمن وضريبة “غول” الإصابات التي طاردت اللاعبين المؤثرين بكل قسوة، خاصة قائد الدفاع راشد عبد الرحمن، وتوني الذي غاب عن المباريات المفصلية”، ولكن هذا ليس عذراً لفريق في “قامة” الجزيرة” ونأتي إلى الأهم، من يتحمل مسؤولية ما يحدث للفريق الجزراوي؟، في البداية لا بد من كلمة في حق إدارة النادي التي فعلت كل شيء، من أجل أن يلعب الفريق دور البطولة المطلقة، خاصة بالتعاقد مع المدرب أبل براجا، ولا خلاف على كفاءته، ومن يريد أن يعرف “قدر” براجا عليه أن يستدعي في الذاكرة إنجازه مع انترناسيونال في مونديال الأندية، وتتويجه التاريخي على حساب برشلونة، ولكن في المقابل لا يمكن إعفاء أو تبرئة براجا من المسؤولية، خاصة أنه لم يفطن إلى تراجع أداء بعض اللاعبين الأساسيين، ومع ذلك تمسك ببقائهم في التشكيلة الأساسية، دون أن يلجأ إلى “الدكة”، ولو كان من قبيل رسالة للاعبين بأنه لا مكان مضموناً لأحد، وأن العطاء هو “الفيصل”، وفي نفس الوقت يكون البديل جاهزاً في “أوقات الشدة”. أما المسؤولية المباشرة فتقع على رأس المحترفين الأجانب، ولم يقدم أي منهم العرض الذي يخدم الفريق، ويأخذ بيده إلى منصة التتويج، وخاصة الثنائي روزاريو وسوبيس، وهل من المعقول أن يقع روزاريو في خطأ “ساذج” عرضه للطرد في مباراة الوحدة في كأس الرابطة، في وقت كان فيه الجزيرة متقدماً، بل إن الوحدة يلعب بعشرة لاعبين، وكلف الطرد عدم استفادة العنكبوت من مدافعه حتى نهاية الموسم. أما سوبيس فلم يقدم المردود الذي يخدم الفريق، وكان براجا على حق عندما قام بسحبه في أغلب المباريات، حتى أوليفييرا لم يكن على مستوى الطموح بالدرجة الكافية قبل أن يبتعد لظروف الإصابة. كلمة أخيرة يبقى أن نهمس في أذن عشاق العنكبوت، ونقول إن الجزيرة يحتاج إلى دعم جماهيره في وقت الشدائد، وثقوا تماماً بأن عصر الألقاب قادم، وخزائن الدوري لن تظل “موصدة” في وجه الجزراوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©