الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله عمران تريم.. سليل البيت الإماراتي العريق

عبدالله عمران تريم.. سليل البيت الإماراتي العريق
17 مارس 2014 01:01
فاطمة عطفة (أبوظبي)- إحياء لنجم الثقافة والإعلام في الإمارات، فقيد الوطن الدكتور عبدالله عمران تريم، في أربعينيته، أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، في مقره بالمسرح الوطني أمس الأول، أمسية تأبينية شارك فيها كل من الشاعر حبيب الصايغ رئيس الاتحاد، المستشار عبد الوهاب عبدول رئيس المحكمة الاتحادية العليا، فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم للعمليات التربوية، الدكتور يوسف الحسن، الدكتور حسن قايد الصبيحي من جامعة الإمارات، خلود الجابري نائب رئيس قسم الفنون التشكيلية، سماحة علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة، عمار الكردي رئيس الهيئة الإدارية لجمعية البيارة الفلسطينية، شعيب عبد الفتاح رئيس المكتب الإعلامي في السفارة المصرية، عبدالله شاهين مدير فرع الصحافة والإعلام الأمني، مجدي عطاري عضو جمعية البيارة الفلسطينية. وقد حضر الاحتفالية نجل المرحوم خالد عبدالله عمران، وجمهور كبير من قانونيين وتربويين ورؤساء مجالس إدارات ونخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين والإعلاميين والفنانين الإماراتيين والعرب. الصايغ: أوفى وأتقن وفي مستهل الأمسية تحدث الشاعر حبيب الصايغ، قائلا: «باسم كل كتاب وأدباء ومثقفي الإمارات تقام هذه الاحتفالية الوطنية بمناسبة أربعينية الراحل الكبير الدكتور عبدالله عمران تريم، فللرجل تاريخ حافل من العطاء الجاد المسؤول، وله سيرته الخصوصية التي ـ وهذه ميزة نادرة ـ تتداخل وتتقاطع مع السيرة الخاصة لكل واحد منا». وأضاف الصايغ أن «عبدالله عمران واحد من جيل مهم يختصر أجيال الإمارات كلها، وهو أحد أعلام الرعيل الأول الذين وضعهم القدر في مواجهة مع زمن الإمارات والزمن العربي فتحولت حياتهم إلى حلقات متواصلة من التحدي والعناد». وأشار الصايغ إلى أن الفقيد عبدالله عمران، المعبر عن روح الوطن وروح الاتحاد، كان جزءا أصيلا من هذه الروح، مبينا أنه «عمل للتأسيس فكفى وأوفى وأتقن، وعمل في الوظيفة العامة فأحسن، وحين أسس مع شقيقه الأستاذ تريم عمران تريم دار الخليج كان حلم الشقيقين كبيرا، في حجم حلم الوطن الصغير والكبير». وتابع الصايغ حديثه مبينا أن «الراحل مثال نادر من الناس، لذلك شعر الجميع، على امتداد الوطن العربي الكبير بمرارة الفقد... عبدالله عمران هو بالضبط سليل بيت الإمارات، وخريج بيت الإمارات، واحد من معلمينا الكبار، وواحد من نجباء تلاميذ زايد بن سلطان، والدنا وقائدنا وحكيم العرب، طيب الله ثراه». عبدول: فكر وقلم وتحدث المستشار عبدالوهاب عبدول رئيس المحكمة الاتحادية العليا الذي عمل مع الفقيد وعرفه عن قرب، مؤكداً الدور التأسيسي الكبير لعبدالله عمران في وضع وإصدار القوانين القضائية والإدارية في الدولة، قائلا: «عمران شخصية لها جوانب متعددة، فهو رجل فكر ورجل قلم وإعلام وصحافة، ورجل تربية وتعليم، هذه الجوانب حاضرة وملموسة وليست مجرد أفكار أو تزكية لشخص، إنها أعمال مكتوبة وموثقة، هذه الجوانب المتعددة هي التي استنها ليكون وزيراً للعدل يرأس المجلس القضاء، وعمل على توسيع القوانين وسرعة استصدارها». وتطرق عبدول إلى أن المعاملة التي كان يمارسها عمران كوزير عدل مع القضاة والإداريين كانت معاملة الأب لأبنائه، ولم يكن يخص أحداً بمعاملة استثنائية... إنه أول وزير عدل قدم إلى مجلس الوزراء مواطنا ليكون قاضيا في المحكمة الاتحادية العليا عام 1995، وكانت هذه بداية لوصول القضاة المواطنين إلى المحكمة العليا، هذه بعض من جوانب ما عمل فقيدنا الغالي في تعزيز وتطوير القضاء. غريب: المعلم والوزير وتحدثت فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم للعمليات التربوية، مشيرة إلى البصمات التي تحققت في المجال التربوي، منذ أن عمل الفقيد معلما في الشارقة، ومديرا للمعارف، ثم وزيرا. وبيّنت دوره الهام في التوطين ودعم المرأة، قائلة: «كنت وقتها طالبة في المرحلة الابتدائية، قام عمران بتوطين البرامج، كما أسس لنشر التعليم في الدولة حيث كان التعليم غير مكتمل في كل الإمارات، وعمل على توسيع قاعدة التعليم وبشكل خاص للمرأة، والدليل على ذلك تأسيس جامعة الإمارات، حين طلب منه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تأسيس الجامعة، إضافة إلى العمل على التركيز على كلية التربية، بما فيها تطوير الكوادر البشرية، والتوسّع بالكليات والمناهج، وله دور مهم في تعزيز مكانة المرأة والقيادات التي تسلمتها في مجال التعليم والإدارة فيه». الحسن: الصديق والمهني وتطرق الدكتور يوسف الحسن الذي تحدث عن الصداقة الحميمة التي ربطته مع الراحل، إضافة إلى علاقة العمل في جريدة «الخليج»، قائلا: «نلتقي اليوم لنحتفل أكثر من أن نؤبن لأن من أعطى بهذا السخاء، وكوَّن إرثاً من الالتزام الوطني والقومي، وأثرى الوطن والأمة بالكلم الطيب، وبالفعل المبادر في الفكر الإعلامي المهني صاحب الرسالة، هذا يبقى جزءاً من الذاكرة الجمعية لأبناء الإمارات، الذاكرة التي لا تخبو، ويصبح غيابه الجسدي حضورا في الوجدان». وأضاف الحسن: «كان عبدالله عمران شاهدا على حركة الوطن قبل استقلاله، وعند تأسيسه ونهضته». واستفاض الحسن بالحديث عن عمران الصديق حتى فاضت عيناه بالدموع، عندما ذكر أنه اتصل به «قبل وفاته بليلة واحدة وطلب منه أن يلتقيه، وقد حدد موعد اللقاء يوم الجمعة لكن الموت كان أسرع فسبقنا يوم الخميس». الجابري: راعي الفنون واستهلت خلود الجابري كلمتها قائلة: «ليس عزاء كما قال الفقيد: لا دار للمرء بعد الموت إلا التي بناها». وروت خلود قصة تعود إلى حقبة السبعينيات في المدرسة، فقالت: «أذكر حين كنت طالبة ومتفوقة في مادة الفنون وكان عبدالله عمران يزور المدرسة ويعمل على تنشيط المعارض والرسم على الجدران، وهذا الإشراف والاهتمام بالجانب الفني بالتدريس شجع الحركة التشكيلية في المدارس وجامعة الإمارات. وبعد تخرجي في الجامعة كان دائما يتابع افتتاح المعارض في ذلك الوقت سواء في المجمع الثقافي أو في الجامعة وفي دعم الطلاب، وكان له التأثير الكبير في نفوسنا». وتحدث الدكتور والإعلامي حسن القايد عن ملامح من سيرة الفقيد وما أسسه في الاتحاد، وكان سفيرا في ذلك الوقت بالقاهرة، والجرأة التي كانت لديه في الإعلام وطرح الموضوعات في الصحافة، حيث أسس مؤسسة الخليج متمنيا من أبنائه ومحبيه أن يواصلوا حمل الرسالة ويعملوا على دعمها وتطويرها. وتوالى على الكلام عدد من الحضور منهم المستشار علي الهاشمي الذي تحدث عن مناقب الفقيد ومزاياه الكريمة، في العمل والتعامل مع جميع من عرفه أو التقى به أو عمل معه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©