الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«لا هواء» تحاكي الصراع في الواقع الفلسطيني وإشكالية العلاقة مع «الجار» اليهودي

«لا هواء» تحاكي الصراع في الواقع الفلسطيني وإشكالية العلاقة مع «الجار» اليهودي
19 يوليو 2009 02:10
قدمت فرقة المسرح الحديث التابعة لجمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، مساء أمس الأول، ثالث عروض الموسم المسرحي الخامس في أبوظبي، والذي تنظمه جمعية المسرحيين، على خشبة مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج، مسرحية «لا هواء» وسط إقبال جماهيري خجول. والمسرحية من تأليف الكاتب والمخرج المسرحي العراقي محمود أبو العباس، وإخراج إبراهيم سالم وتمثيل مرعي الحليان بدور الأخ الأكبر وسميرة الوهيبي بدور الجدة وصالح البحار بدور الخال ورائد الدالاتي بدور الأب وإيمان حسين بدور الأم وفيصل علي بدور الأخ الأصغر وأحمد ناصر بدور العم وعبد الرحمن الزرعوني بدور الجار. النص المؤلف بالفصحى يحاكي قصة حقيقية في الواقع الفلسطيني، استطاع محمود أبو العباس أن يشكلها من جديد للمسرح درامياً وتمكن إبراهيم سالم أن ينقل أجواء الواقع إلى الخشبة التي أدار من خلالها وبها نصه المقدم حركة وديكوراً وإضاءة، وصراعا في الحوارات المتأرجحة بين الارتفاع والانخفاض عبر محاولته توصيل دلالات الرموز التي حفل بها النص الكتابي. تبدو المسرحية خارجة عن الفصول والمشاهد المنفصلة، حيث تقدم مشهداً واحداً طويلاً مقسماً إلى 7 مقاطع يتنقل من خلالها الحدث تنامياً وصعوداً عبر انقطاعات الضوء وسيادة الظلمة التي كانت تفصل بين مقطع وآخر، في سينو غرافيا المسرحية الذي وضعه المخرج نفسه إبراهيم سالم ولم يتبدل واشتمل على سرير لمريض وكرسي وبرميل للكازويل وفانوس وستارة شفيفة تفصل عالمين هما عالم البيت من الداخل الذي ضم تلك الأشياء وعالم خارجي يشاهد من خلال الستارة الشفيفة والذي ينقل حركة الشارع وركض الناس والقتال المستعر في المدن الفلسطينية. ابتدأ المشهد بظلام مصحوب بإطلاق رصاص كثيف لتكشف عن سرير ينام عليه مريض وهو الأخ الأصغر أما المرأة التي تمسك فانوساً فهي الأم بينما بدا الأب متوجعاً تلفه حيرة غامضة في الوقت الذي بدا فيه وجه إنسان يتحدث إليهم من خلال شباك في جدار البيت الأيسر وهو وجه الجار اليهودي. من الكوة السوداء تلك تتضح طبيعة العلاقة والصراع العربي الإسرائيلي، على الرغم من أن الجدة استطاعت أن تقدم ملخصاً لتاريخ جيرتها مع هذا اليهودي منذ أكثر من 60 عاماً. المريض «الأخ الأصغر» كان يطلب الهواء داعياً أمه وأباه أن يضخا له هواء عبر مضخة يدوية، ما دامت الكهرباء قد قطعت بسبب القتال والدمار. استخدم إبراهيم سالم في إخراجه للنص بروجكترات لإضاءة خشبة المسرح واطفأ الفانوس الذي ابتدأ به النص. في المقطع الثاني يدخل الأخ الأكبر ليجاور الجدة التي تحمل مفتاح وسند بيت أهلها القديم متمنية أن تودعه عند حفيدها. وفي المقطع الثالث تدخل الجدة في صراع مع زوجة الابن. وفي المقطع الرابع تبدأ معادلة تقابلية بين الأم وابنها المريض الابن الأصغر والجدة والابن الأكبر المتشرد، الخائف، حينما تؤمن الجدة بأن المريض سيغادر الحياة والمهمة لابد أن يضطلع بها من هو الأقوى على مواجهة الموت على الرغم من إحساسه بالخوف. يرد الابن الأكبر مستهزئاً أن المفتاح يحتاج إلى باب والباب يحتاج إلى بيت والبيت صار شارعاً تحت سرفات الدبابات. في المقطع الرابع يدخل العم ويتصارع مع زوجة أخيه «أنها حرب الصغائر» التي تعمق من إحساس المريض بضيق تنفسه وطلبه المستمر لهواء نظيف. في هذا المقطع ينشأ حوار بين الجدة والجار الإسرائيلي بادياً الأخير لطفه اللا معهود، مخططاً لمكيدة. فتبدو إشكالية العلاقة ملتبسة بين الجار الإسرائيلي والجيل الأقدم والجار الإسرائيلي والجيل الجديد الذي يرفض التعامل معه. وهنا يمكن التساؤل هل قبلت الجدة الجار الإسرائيلي عندما قررت أنه يعايشهم منذ 60 عاماً؟ وهل يكفي هذا التاريخ ليعطيه شرعية الانتماء للأرض؟ المقطع الخامس في حوار الأم مع ابنها وزوجها والجدة تفصح عن مللها من الظلمة وانقطاع الماء والهواء الملوث وخلاف الاخوة والابن المريض الذي يطالب بالهواء. في المقطع السادس يتقابل الصراع بين العم والخال حيث يمثلان كتلتين تريد كل منهما أن تهيمن على البيت «أنه صراع على السلطة». يطرح أبو العباس فكرة أن الجميع يحمل صفة الأخ «أخ الأم. أخ الأب. الأخ 1، 2».. ويدخل الابن الأكبر ليروي موت جدته عند مكب النفايات بطلقة قناص فتعم المأساة الجميع وفي المقطع السابع يلقي الجار اليهودي بالحلوى إلى الابن الأكبر فيرفض الأخير ويردها إليه ويدعي اليهودي أنه قد رماه بالحجارة فتأتي الشرطة لتعتقله، ويقرر الجميع أن من يمنع الهواء هو الإسرائيلي الجار حينما يدخل الأب مع أخيه المصاب والأم تحضن ابنها المريض الذي يموت إلا أن الجميع يقررون البقاء.. ويختتم النص بقراءة نص شعري فلسطيني «أناديكم.. أشد على أياديكم». اشترك في إنجاز المسرحية محمد صالح للمؤثرات الضوئية وميرزا المازم للمؤثرات الموسيقية تأليفاً وزاهر السوسي لهندسة الصوت والعازف أنور حريري على آلة الكمان والعازف وسام على آلة الناي والمطرب ياسر حبيب. العروض القادمة تتواصل عروض الموسم المسرحي في الأيام الأخيرة من الأسبوع الجاري، حيث يبدأ العرض في التاسعة مساءً على خشبة مسرح أبوظبي على كاسر الأمواج وهي كالتالي: الأربعاء 22 /7 مسرحية أفا الخميس 23 /7 مسرحية الفطام الجمعة 24 /7 مسرحية الفرن
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©