الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاقير هلوسة سياسية

عقاقير هلوسة سياسية
11 مارس 2011 20:05
تفيد بعض الأنباء غير الصحيحة أن مصنعاً في دولة أوروبية يديره شخص واحد معتوه يشبه فرانكشتاين، ينتج عقاقير هلوسة فريدة من نوعها، إذ أن تأثير العقار يحدد حسب رغبات وكلاء المصنع المنتشرين في أنحاء العالم، وهو ما يعد فتحاً جديداً في عالم الصيدلة. فمن المعروف عن عقاقير الهلوسة العادية أن تأثيرها ليس واحداً على جميع من يتعاطاها، صحيح أنها تشوّش فهم الإنسان لنفسه ومحيطه، وتؤثر في الحواس والمنطق والتحكّم في العضلات، وقد يرى المتعاطي ويسمع أشياء لا وجود لها، ويتخيّل أن الأشياء من حوله تتغير أشكالها وأحجامها وترتيبها، إلا أن التأثير الحقيقي مرتبط بشخصية ومزاج المتعاطي، فيمكن أن يشعر بسعادة غامرة، أو بحزن بالغ، أو بخوف شديد، أو شعور عارم بالمتعة والمحبة. لكن عقاقير الهلوسة الجديدة لها تأثير واحد على الجميع في كل شيء، وكل أنواعها سياسية المفعول، فليس هناك فرفشة ولا سعادة ولا حزن ولا أي شيء إلا السياسة. ومن أكثر الأنواع طلباً هذه الأيام نوع مخصص للثورة، مكتوب على القرص الأخضر «ثورة»، ويقول بعض شهود العيان إن جهة غير معروفة في ليبيا استوردت كمية ضخمة من هذا النوع تقدر كميته بحجم الجبل الأخضر، وأخذت في توزيعه على المارة في الشوارع وعلى المواطنين في البيوت. وتؤكد التقارير أن عقار الهلوسة من نوع «ثورة» يجعل متعاطيه يثور على النظام الحاكم، فتحمرّ عيناه وتتشكّل فيهما دوائر لا تتوقف عن الدوران، ويسيل لعابه على ذقنه وينتفش شعره، خصوصاً إذا بلع العقار من دون جرعة ماء، سواء كان المتعاطي طفلاً رضيعاً أو شيخاً عجوزاً، ذكراً أو أنثى، إنساناً أو كائن حي آخر، فالجميع سيخرجون إلى الشوارع يطالبون بإسقاط النظام، والجميع سيتنكر لإنجازات النظام، والجميع سيحقد على رأس النظام وأولاده. الطفل في عربته يصرخ بإسقاط النظام وهو يرفع عالياً مرضعته، والعجوز في كرسيه المتحرك يصرخ وهو يرفع عالياً عصاه، والمرأة تصرخ وهي تضع على رأسها قدر طعام وترفع بيدها سكين مطبخ. كما أن هناك عقار هلوسة آخر مخصص للتغيير، وكل من يتعاطاه يطالب فوراً بالتغيير، سواء كان مواطناً في دولة ديمقراطية تحفظ كرامة المواطن وتحترم رأيه، أو في دولة ديكتاتورية تضرب المواطن بالحذاء على رأسه. وتقول بعض المصادر غير الموثوقة إن جهات مغرضة في المنطقة العربية طلبت من المصنع تزويدها بهذا النوع من عقاقير الهلوسة، وأن كمية من عقار الهلوسة من نوع «تغيير» وصلت فعلاً إلى بعض الشواطئ العربية وخرج المتعاطون فوراً يطالبون بالتغيير. وأفادت بعض المصادر أن سفينة ضخمة تحمل على متنها مئات الملايين من عقار «تغيير» كانت في طريقها إلى ميناء عربي، لكن بعض الوسطاء تمكنوا من صعود السفينة في عرض البحر وقدموا رشوة تقدر بملايين الدولارات لقبطان السفينة لتحويل سير السفينة والرسو في أحد الموانئ الأميركية، ومن المتوقع خروج ملايين الأميركيين في الشوارع فور حصولهم على العقار للمطالبة بالتغيير، وما دامت أميركا بلادا ديمقراطية، فإن المراقبين يتوقعون أن يطالب الأميركيون بنظام ديكتاتوري بديل. أحمد أميري me@ahmedamiri.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©