حزب الله يوافق على مناقشة سلاح المقاومة في حكومة الوحدة

سعى رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس عشية بدء استشاراته مع الكتل النيابية اليوم وغداً لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة إلى تنفيس الاحتقان لدى المعارضة جراء تسميته، حيث قام بزيارة إلى منزل القيادي المعارض النائب ميشال عون في إطار جولته التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين· في وقت أعلن ''حزب الله'' أمس استعداده للتفاوض على دور وسلاح المقاومة في إطار حكومة الوحدة الوطنية· ووصف السنيورة أجواء اللقاء مع عون بالإيجابية والهادئة في حين قدم الأخير إليه زهرة جاردينيا قطفها له من حديقة منزله في الرابية· وأكدت مصادر ''التيار الوطني الحر'' بدورها أن أجواء اللقاء كانت جيدة جداً وأن البحث تطرق إلى المسائل الجوهرية والرؤية المستقبلية للمرحلة المقبلة من منطلق الشراكة والانفتاح· وأشارت إلى أن الاجتماع لم يبحث في الحقائب الوزارية بل في ما هو أهم من ذلك· وانسحبت الأجواء الإيجابية على أقطاب من الأكثرية والمعارضة الذين اعتبروا أن عملية تشكيل الحكومة لن تصطدم بعقبات غير قابلة للحل، لكن ستأخذ بعض الوقت نظراً لصعوبة إرضاء جميع الأطراف ولدقة التوازنات الطائفية والمذهبية والحزبية· ووفق بيان صادر عن رئاسة البرلمان فإن السنيورة يبدأ اليوم الاستشارات النيابية التي تستمر يومين لتشكيل حكومة الوحدة في مقر المجلس النيابي وسط بيروت· وأكد مصدر مقرب من رئيس البرلمان نبيه بري لـ''الاتحاد'' أن المعارضة لن تقف عند إصرار الأكثرية على تسمية السنيورة، وستقبل بالمنطق القائل إن هذا الأمر ليس للاستفزاز وستسهل تشكيل الحكومة وستشارك فيها بفعالية وفق ما اتفق عليه في الدوحة· مشيراً إلى أن الاتفاق لم يلحظ أن يكون رئيس الحكومة توافقياً وهذا ما حصل· وشدد المصدر على أن المعارضة ستختار الوزراء الـ 11 (الثلث المعطل) الذين يشكلون حصتها في الحكومة، وفق المنطق التوافقي بين أطرافها من جهة وبالشكل الذي يؤمن حضورها الفاعل ومشاركتها الحقيقية في القرارات التي ستتخذ في المرحلة المقبلة من جهة ثانية· وأشار إلى أن البيان الوزاري سيلحظ مواقف مختلف الأطراف وقد يكون خطاب القسم للرئيس سليمان هو الإطار العام له· وقال مصدر في فريق الأكثرية لـ''الاتحاد'' إن الطبخة الوزارية قد تنضج بحلول الأربعاء المقبل كحد اقصى· لكن الصحف اللبنانية توقعت أن يواجه تشكيل الحكومة صعوبات تتمحور خصوصاً حول توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وحول توزيع الحصص الطائفية والمذهبية بين الطرفين· إلى ذلك، أكد نائب أمين عام ''حزب الله'' نعيم قاسم استعداد الحزب للتفاوض على موضوع دور المقاومة وكل ما يرتبط بها في إطار حكومة وحدة وطنية· وقال قاسم إن الحزب موافق على أن تكون هناك استراتيجية دفاعية تجعل الجيش الوطني قادراً على حماية لبنان، وتمنع إسرائيل من أن تعتدي عليه، وعندها يكون حل السلاح كجزء من هذه الاستراتيجية الدفاعية· وأضاف ''إذاً نحن حاضرون للحلول· واستبعد حرباً إسرائيلية قريبة على لبنان، قائلاً ''إنه لو لم يكن لدى إسرائيل خوف من رد حزب الله لكنا سمعنا باجتياحات عدة''·