الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الآزوري لا يخشى أحداً بحثاً عن الثنائية التاريخية

الآزوري لا يخشى أحداً بحثاً عن الثنائية التاريخية
30 مايو 2008 02:07
لم يدخل المنتخب الإيطالي يوماً احدى البطولات الكبيرة الا وكان بين المرشحين لإحراز اللقب، ولن تكون مشاركته في كأس أوروبا 2008 مختلفة خصوصا وانه مدجج بلقب بطولة العالم الذي أحرزه قبل عامين في المانيا على حساب فرنسا التي ستقابلها في الدور الاول الى جانب هولندا ورومانيا حيث وقعت في مجموعة حديدية· هل تكرر ايطاليا هذا الصيف ما صنعته فرنسا منذ ثماني سنوات عندما أحرزت ثنائية كأس العالم-كأس أوروبا، ام ان مشوارها الصعب في التصفيات لا يعزز فرص فوزها في اللقب للمرة الثانية في تاريخها؟ لطالما أثبت الطليان انهم رجال المناسبات الكبيرة، وتحضيرا للكأس الاوروبية التي تأهلوا لها بصعوبة قدموا أداء راقيا في مباراة ودية مع البرتغال فازوا فيها بنتيجة 3-1 أمام أبرز المرشحين لإحراز اللقب· سجلت إيطاليا بداية بطيئة في تصفيات اوروبا 2008 فبعد تعادلها مع ليتوانيا 1-1 على أرضها في نابولي، وخسارتها على أرض فرنسا 1-3 لقنت منافسيها دروسا في اللعبة، محرزة تسعة انتصارات وتعادلا واحدا في مبارياتها العشر المتبقية لتتصدر المجموعة الثانية بفارق ثلاث نقاط عن فرنسا، ما أزال الحملات المستعرة على المدرب روبرتو دونادوني الطري العود والذي حمل الراية خلفا لمارتشيلو ليبي مدرب الـ''سكوادرا اتسورا'' في المونديال الاخير· وبقي دونادوني دقائق طويلة على أرض ملعب ''هامبدن بارك'' بعد الفوز على اسكتلندا 2-1 الذي ضمن له التأهل الى النهائيات، وهو لم يحقد على أحد رغم انطوائيته وقال ''عندما استلمت مهامي، ورثت لاعبين من طراز نادر وجهازا إداريا دعمني كثيرا، صحيح اننا تأهلنا لكن هذا لن يعطينا أي أفضلية فالمشوار الحقيقي بدأ الآن من نقطة الصفر''· لا يخشى الطليان أحدا، فلديهم من الثقة ما يكفي لمواجهة أقوى المنتخبات حتى ولو خرجوا خاسرين في النهاية· يقول المدرب السابق مارتشيلو ليبي بعد تأهل بلاده الى اوروبا 2008: ''اليوم، لا يوجد منتخب في اوروبا أقوى من ايطاليا''· هجوميا تفجرت مواهب العملاق لوكا توني (31 عاما و96ر1 م) اثناء وبعد المونديال، فمن الهدفين في مرمى اوكرانيا في ربع النهائي الى إحرازه لقب الهداف في البوندسليجا مع بايرن ميونيخ الالماني (21 هدفا) تمكن طوني من فرض نفسه أساسيا في التشكيلة متكاملا مع انطونيو دي ناتالي (30 عاما و70ر1 متر) مهاجم اودينيزي الذي لم يلعب في المونديال والمجهول اوروبيا· الخبرة هي ركيزة ايطاليا، فباستثناء ''ملك'' روما فرانشيسكو توتي المعتزل دوليا، بقيت المجموعة نفسها في ظل وجود الحارس جانلويجي بوفون والقائد فابيو كانافارو وهداف الدوري الحالي اليساندرو دل بييرو وجانلوكا زامبروتا وجينارو جاتوزو واندريا بيرلو· وأعاد دونادوني الى ''الازرق'' المدافع كريتسيان بانوتشي وماسيمو امبروزيني، وزج بوجوه جديدة مثل مهاجمي اودينيزي فابيو كوالياريلا وجنوى ماركو بورييلو، لكنه استبعد لاعبي ميلان المدافع ماسيمو اودو والمهاجم فيليبو انزاجي، والاخير ابدى انزعاجا كبيرا لعدم ضمه· الدفاع المغلق كان دوما علامة الطليان الفارقة لكن في ظل تراجع مستوى قائدهم فابيو كانافارو مع ناديه ريال مدريد الاسباني وإصابات ماركو ماتيراتزي المستمرة، مر دفاع الازوري في مطبات كروية انقذها الحارس بوفون صاحب المستوى الثابت الذي أهله ليتربع على عرش الحراسة العالمية· على عكس نجاحاتها الصاخبة في المونديال حيث أحرزت اللقب 4 مرات، لا تعتبر كأس اوروبا البطولة المفضلة للطليان رغم انهم احرزوها مرة واحدة في تاريخهم عام 1968 وخسروها بشق النفس في نهائي 2000 امام فرنسا بهدف دافيد تريزيجيه الذهبي، في حين خرجوا من الدور الاول في النسخة الاخيرة عام 2004 ''اذا واجهت الملاكم محمد علي كلاي وجها لوجه يمكنه ان يدمرك بالضربة القاضية خلال لحظات، لكن اذا حميت نفسك جيدا بإمكانك الاستمرار حتى تقتنص الفوز''، بهذه الفلسفة يلخص المدرب القدير جوفاني تراباتوني مقاربة الطليان للبطولات الكبيرة· دونادوني طري العود نيقوسيا (ا ف ب) - ترك المدرب الشاب روبرتو دونادوني بصمته مع المنتخب الايطالي في أقل من سنتين بدون ضجة انما بفعالية وطموح كبيرين تحضيرا لكأس اوروبا 2008 مثلما كان يصنع الالقاب مع ناديه ميلان لاعبا مميزا في خط الوسط لمدة عشر سنوات· عندما استلم دونادوني مهامه على رأس الـ''ناتسيونالي'' في يوليو 2006 كان امام موقفين صعبين، الاول يتمثل بخلافة مارتشيلو ليبي بطل العالم الذي أصبح رمزا ايطاليا بعد المونديال، والثاني باقناع الجماهير في قدرته على ادارة المنتخب الوطني نظرا لخبرته الضعيفة في مجال التدريب· مقارنة مع اسلافه من مدربي المنتخب مثل اريجو ساكي وجوفاني تراباتوني وليبي اصحاب الالقاب الغزيرة في الدوري المحلي ومسابقة دوري ابطال اوروبا، يبدو دونادوني طري العود بعد تخرجه تدريبيا من نادي ليكو في الدرجة الثالثة موسم 2002 (المركز التاسع)، ثم موسمين مع ليفورنو، الاول موسم 2003 في الدرجة الثانية (المركز العاشر) والثاني موسم 2006 في الدرجة الاولى قاده فيها الى المركز السادس، تخللهما فترة وجيزة غير ناجحة مع جنوى اقيل فيها بعد ثلاث مباريات· حتى في مظهره الخارجي، يمتاز روبرتو عن تراباتوني ''المسرحي'' وليبي ''الكاريزماتي''، فهو خجول وانطوائي وليس صاحب تصريحات رنانة ومدوية· كان من الطبيعي ان تخف عزيمة الطليان اثر فوزهم بكأس العالم في المانيا، فاستلم دونادوني فريقا منتشيا بلقب المونديال، ما اثر على نتائجهم في بداية التصفيات حيث تعادلوا مع ليتوانيا 1-1 في نابولي وخسروا امام فرنسا 1-3 خارج ارضهم، لكن دونادوني (44 عاما) دور الزوايا وحافظ على رباطة جأشه فانقلبت الامور لمصلحة الـ''سكوادرا اتزورا'' التي تأهلت في المرحلة الاخيرة من التصفيات بفوز على اسكتلندا 2-1 · اعاد دونادوني الثقة لابطال العالم، مستعينا بلاعبين جدد مثل المهاجمين انطونيو دي ناتالي وفابيو كوالياريلا، ومطلقا من جديد المخضرمين المدافع كريستيانو بانوتشي، ولاعب الوسط ماسيمو امبروسيني· ''حلمي هو خلق فريق يملك عقلية الفائز مثل ميلان في ايام ساكي وكابيللو، سنذهب الى اوروبا لنفوز في جميع مبارياتنا ونبرهن لكل الناس اننا سلكنا الطريق الصحيح''، انها الثقة التي تجرعها نجم وسط ميلان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي من مدربيه العملاقين ساكي وكابيللو، عندما كان يمون الكرات لزميله الهولندي ماركو فان باستن الذي سيواجهه مدربا لهولندا في التاسع من يونيو المقبل في مدينة برن السويسرية· خدم دونادوني نادي مدينته اتالانتا (1982-1986)، ثم بقي عشر سنوات (1986-1996) مع ميلان حيث احرز ثلاث مرات لقب دوري ابطال اوروبا (1989 و1990 و1994)، ومرتين كأس الانتركونتينتال، وثلاث مرات كأس السوبر، و5 مرات بطولة ايطاليا الـ''سكوديتو''، قبل ان ينهي مسيرته في الولايات المتحدة المتحدة الاميركية مع نيويورك متروستارز والاتحاد السعودي· كان دونادوني عنصرا رئيسا في ميلان لا غنى عنه رغم وفرة النجوم امثال الهولنديين رود خوليت وفرانك ريكارد وفان باستن والمونتينيجري ديان سافيتشيفيتش، وكان وجوده ضروريا مع المنتخب الايطالي حيث خاض 63 مباراة دولية مسجلا 5 اهداف لكنه لم يحصد ذات النجاح الذي عاشه مع ناديه· يتمنى دونادوني الا يكرر لاعبوه في كأس اوروبا المقبلة ما فعله هو في نصف نهائي مونديال 1990 عندما اهدر ركلة ترجيحية امام الارجنتين، وفي نهائي مونديال 1994 عندما سقط الطليان في النهائي امام البرازيل وفي ركلات الترجيح ايضا، في حين كانت مشاركاته في كأس اوروبا اكثر خيبة عندما خرج من نصف نهائي 1988 والدور الاول عام 1996 ما يجعله مستميتا لاحراز لقبه الكبير الاول على صعيد المنتخبات· دل بييرو ماسة إيطالية نيقوسيا (ا ف ب) - يعتبر الايطالي اليساندرو دل بييرو بين أكثر اللاعبين ثباتا في المستوى وأكثرهم تحقيقا للألقاب ان مع ناديه يوفنتوس او مع المنتخب الإيطالي بطل العالم· يشغل دل بييرو المركز الوسطي بين المهاجم الحقيقي ولاعب الوسط الذي يعرف في ايطاليا بـ''تريكوارتيستا''، من هنا تصعب مراقبة هذا اللاعب الذي يجيد تمرير الكرات الحاسمة، كما التهديف بغزارة إضافة الى ركلاته الحرة القاتلة· اكتسب دل بييرو ألقابا عدة خلال مسيرته الطويلة كان أشهرها ''أليكس'' و''بينتوريكيو'' وهو لقب أعطاه اياه رئيس النادي الراحل ''جاني انييلي'' تشبيها برسام إيطالي شهير· لقد حطم ''بينتوريكيو'' أرقاما قياسية عدة، كالتسجيل مع يوفنتوس في الـ''سيري أ'' وفي دوري أبطال أوروبا ومع المنتخب الايطالي، كما انه صنف ضمن لائحة عظماء الكرة ودخل لائحة أكثر اللاعبين دخلا في العالم· كل هذه الألقاب والميزات لم تجعل من دل بييرو اللاعب المتعالي والمتكبر، فهو توج اكثر من مرة في إيطاليا بلقب اللاعب المثالي وصاحب الروح الرياضية، كما انه حصل على جائزة ''القدم الذهبية'' في ايطاليا المقدمة للاعب الأبرز فنيا وصاحب الشخصية المثالية· يوظف دل بييرو شهرته وثروته لدعم الابحاث الساعية لإيجاد الأدوية ضد أمراض السرطان، ونال تقديرات عدة ليكون قدوة ناصعة لجميع اللاعبين· لقد اكتسب دل بييرو نبله وتواضعه بفضل عائلته الفقيرة ماديا، فكان حلمه في صغره إضافة لأن يصبح لاعب كرة، ان يعمل سائق شاحنة لكي يلف العالم· استمع دل بييرو الطفل الى نصيحة والدته ولعب حارس مرمى كي لا تتسخ ثيابه كثيرا ويتعرض للإصابة، لكن شقيقه ستيفانو (الذي احترف مع سمبدوريا) اكتشف موهبته في مركز الهجوم وكانت بداية المشوار· لم يتأخر الكشافون في رصد الموهبة الصاعدة، فجذبه نادي بادوفا قبل انتقاله التاريخي الى يوفنتوس عام 1993 ومنذ ذلك الوقت التصق اسم دل بييرو باسم اليوفي· لقد تجدد شباب ''السيدة العجوز'' في عصر دل بييرو فانهالت الألقاب في الدوري (7 مع دل بييرو) وأحرز الفريق الشمالي دوري أبطال اوروبا (1996) ووصل الى النهائي ثلاث مرات (1997 و1998 و2003)، لكن الفتى الخارق لم يحصل يوما على جائزة الكرة الذهبية رغم انه يستحقها أكثر بمسافات من بعض الذين نالوها، وربما الإصابات التي تعرض لها في فترات تألقه حرمته من الجائزة الأثمن لدى المحترفين في اوروبا· شكل دل بييرو في تلك الفترة ثلاثيا هجوميا لا ينتسى مع جانلوكا فيالي وفابريتسيو رافانيللي، ومع انتهاء نجومية الاخيرين جدد دل بييرو شبابه وشكل ''تريدنت'' اخر مع الفرنسي زين الدين زيدان وفيليبو انزاجي، كما انه لمع بجوار التشيكي بافل نيدفيد والفرنسي دافيد تريزيجيه· نجاح منقطع النظير مع يوفنتوس قابلته مسيرة فاترة مع المنتخب الايطالي، فهو عاش خيبة الخسارة امام فرنسا في نهائي كأس أوروبا 2000 في الوقت الإضافي الذي حسمه زميله تريزيجيه، ولم يتمكن من تخطي الدور الثاني في المونديال الاسيوي عام 2002 الى ان حقق حلم طفولته وأحرز مع الـ''سكوادرا اتسورا'' كأس العالم الاخيرة في المانيا، وفيها سجل هدف التعزيز في مرمى المانيا في نصف النهائي، وإحدى ركلات الترجيح في النهائي امام فرنسا· لم تحبط فضيحة التلاعب بالنتائج دل بييرو، فرغم إسقاط يوفنتوس الى الدرجة الثانية وهجرة أبرز نجومه، بقي وحارب وأحرز لقب الـ''سيري ب'' ليعود منتصرا الى دوري الأضواء· أثبت دل بييرو انه الرقم الصعب في معادلة الكرة الايطالية، فكلما حاول مدرب إبعاده عن التشكيلة الأساسية كان رده على ارض الملعب بالتسجيل والتمرير والبروز اكثر فأكثر، فكان مصير فابيو كابيللو ومارتشيلو ليبي وكلاوديو رانييري وروبرتو دونادوني مشابها، إبعاد ثم رضوخ وإعادة استدعاء للنجم الذي لا يستسلم، وهو بعمر الـ33 يقدم أداء رائعا جعله نجما دائما من عملة نادرة توج مسيرته مؤخرا بلقب هداف الدوري الايطالي برصيد 21 هدفا·
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©