الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح بني ياس يعرض موسيقى صفراء

مسرح بني ياس يعرض موسيقى صفراء
30 مايو 2008 02:24
عرضت فرقة بني ياس مساء أمس الأول على خشبة مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج مسرحية ''موسيقى صفراء'' للكاتب العراقي الدكتور خزعل الماجدي وإخراج علاء النعيمي، وذلك ضمن نشاطات نادي تراث الإمارات بأبوظبي· وشهد العرض عتيق بن قنون الفلاسي مساعد مدير عام النادي للأنشطة وعدد من المهتمين وجمهور المسرح· اشترك في أداء النص المسرحي الممثل علاء النعيمي في دور المؤلف، وعبدالله الشامسي في دور ''المايسترو''، والفنانة أشواق في دور ''الأم''، وحميد المهري في دور ''المجنون''، وفيصل الحمادي في دور ''المعوق''، والممثل السوري أيمن سرحيل في دور ''قاطع التذاكر''، والملحن إسماعيل العوضي في دور ''عازف عود وكمان''، والفنان محمد مرشد في دور ''عازف الساكسفون''، وريحان العريمي وسلطان اليافعي من ضمن المجاميع، مع مشاركة المخرج فيصل الدرمكي كمساعد مخرج· وتدور أحداث المسرحية في إطار عقدة تتمحور حول شخصية المؤلف الموسيقي المتجبر والمتسيّد والذي يرفض أن يسمع أي معزوفة غير معزوفته، ولهذا فإنه يشيع الرعب في المدينة، تخالط هذه الشخصية نوازع عدوانية وشريرة كان نتاجها عشرات الأموات الذين قتلوا لأنهم أرادوا أن تتغير تلك المعزوفة المفروضة على المجتمع الذي ملّ الاستماع إليها، لقد كان ''المايسترو'' مرتجفاً طوال الوقت، خائفاً مرعوباً حتى أن المؤلف بدأ يشعر بأن الموسيقيين لا يرضون طموحه في عزفهم لمقاطعها لذا يثور عليهم، إلا أنه يواجه بصيحة رفض وتحدٍ من أبناء المدينة، وعندما تأتي الأم ''قامت بدورها الممثلة البارعة ''أشواق'' لتحلّ لغز معزوفة بعثها لها ابنها القتيل أثارت فزع المؤلف فمزق الرسالة لترد الأم بأن الموسيقار لا يريد أن يسمع رسائل الموتى، وشكاواهم من عذاباتهم ضده، هو لا يريد عزف أي موسيقى أخرى غير موسيقاه، تبكي الأم لضياع حلمها في التعرف إلى رسالة ابنها، حيث ترى أن تلك المعزوفة هي معزوفة أحلامها كلها وقد ضاعت مثلما ضاع ابنها نتيجة قسوة رجل جبار لا يريد أن يسمع الناس غير ما يريد أن يسمعه هو، فتقول مخاطبة الفراغ: منحناك كل شيء ولم تمنحنا الأمان، جئتنا بالوحشة والموت، فلماذا مزقت رسالة أناس غائبين، هل لأنها تحمل أسرار الموتى التي تخافها؟ نص يمتلك رمزاً ودلالات عارمة، ومخرجه ''علاء النعيمي'' تلاعب بتشكلات المسرح وبالرمز فخلق جواً قاتماً، قدمه ببراعة مع إجادة تمثيله لدور المؤلف الديكتاتور، استخدم النعيمي المصاطب المربعة والتشكلات الحديدية لرسم النوتات فتلاعب بها، حيث حولها إلى أشكال مختلفة، نصوص لنوتات، سجن، شخوص وهميين· أما ''المايسترو'' الذي قام بدوره عبدالله أبوشامس، فقد تمثّل دوره بشكل دقيق وبخوف مرعب كذلك حميد المهري في دور المجنون فقد فضح عري ''الديكتاتور'' الخائف الذي لا تشبعه غير الدماء كذلك فيصل الحمادي في دور ''المعوق'' الذي تمثل دوره بإتقان واضح· النهاية مفزعة، الموسيقار يتلذذ بالعزف وحده، وثمة دماء تنساب من الجانب وهو يعزف بتلذذ، وقد وظف علاء النعيمي الضوء الأحمر المقيت من المصباح المشع في عمق المسرح ليستخدمه رمزاً للدم والموت، وطوال 45 دقيقة تقريباً قدم الممثلون نصاً صعباً متعمقاً في الرمزية ومغرقاً في الإيحاءات، خطاب صعب الوصول إلى الجمهور وأفكار تحمل شحنات رمزية مغرقة في التمويه حتى بدا المقطع النهائي والممثل وقد احتل موقع ''المايسترو'' أشبه بالنهايات المأساوية العالمية· ولا بد من تأكيد أن رمزية النص وجمالية الإخراج دفعتا بالنص إلى أن يخرج إلى فضاءات أخرى لمسرح جاد لا بد أن يغذى بنصوص جديدة ولا بد من تأكيد أن تشكل هكذا نص بهكذا فكرة تستغرقه الحوارات يبدو صعباً، ولهذا ترى النعيمي و''المايسترو'' قد استغرقا النص بأكمله، وتلك براعة تسجل لهما وربما تحسب عليهما لبطء الحركة على المسرح بالرغم -كما قلنا- من أن النص حواري أكثر منه أحداثاً متصارعة، أي بمعنى آخر أن النص المفهومي الفكري، الرمزي يقلّل من حركة الممثلين بسبب زيادة زمن الحوار·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©