الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابن بوطة يعرض 18 لوحة خزفية في نافذة على التراث

ابن بوطة يعرض 18 لوحة خزفية في نافذة على التراث
30 مايو 2008 02:25
احتضنت جمعية ''الجاحظية'' الثقافية في العاصمة الجزائرية الجزائر مؤخراً معرضاً للفنان الشاب سيد علي بن بوطة ضم 18 لوحة للخزف الفني تراوحت قياساتها بين 40*40 سم، و80*80 سم· مزج ابن بوطة بين الفنون الصغرى (الخزف)، والفنون الكبرى (التشكيلية)، وتظهر كل لوحة على شكل رسم ثنائي، واحد على الجسم الخزفي البارز سنتميترات إلى الأمام، وآخر على اللوحة الحاضنة التي تشكل الخلفية، وقد اعتمد على وحدة الألوان في إطار أكاديمي صارم باعتباره ينتمي إلى المدرسة الرمزية، وهو ما زاد اللوحات جمالاً وتميزاً· ويحمل المعرض عنوان ''الفنون الشعبية·· نوافذ على التراث''، وهو العنوان العام لكل اللوحات، قصد تقديم ترجمة معاصرة للفنون الشعبية التراثية بتبسيط المادة والشكل، واشتغل ابن بوطة بكثافة على رموز التراث الجزائري ومكوناته، وعلى عناصر الهوية الجزائرية الثلاثة: الإسلام والعروبة والأمازيغية، وأبرزَ طريق الأشكال والرموز، تعايشَها جنباً إلى جنبٍ دون حساسية أو خلافات أو صراعات· ففي لوحات عديدة يتعانق الهلال والنجمة، وكذا قباب المساجد والحروف الأمازيغية ''التيفيناغ''، وتتشابك الرموز في إشارة واضحة إلى انصهار الأمازيغ الأصليين والعرب الوافدين إلى الجزائر منذ قرون طويلة بشكل أفضى إلى تشكيل جنس جديد أمازيغي عربي بالجزائر· إحدى اللوحات كانت مميزة، حيث قام الفنان الشاب بتقديم الصحن الخزفي على شكل حرف ''زاي'' أمازيغي، والذي يرمز إلى ''الرجل الحر''، وهو يعانق النجمة والهلال اللذين نقشهما بشكل بديع· أما الرسوم الخلفية التي تظهر في خلفيات اللوحات، فهي تحمل زخارفَ متنوعة، عادة ما تستعملها القبائل، وكذا ''الطوارق'' الأمازيغ في الصحراء الجزائرية· ومن الرموز التي أدخلها ابن بوطة في رسومه أيضاً ما يُعرف محلياً بـ''الخامْسَة''، وهي على شكل يد، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أصابعها الخمسة، وتنتشر ''الخامْسَة'' على نطاق واسع في الجزائر وخاصة في الأرياف والمناطق المحافظة حيث يعتقد مستعملو هذا الرمز أنه يدرأ عنهم شرَّ ''العين''، لأنه ''يد فاطمة الزهراء'' رضي الله عنها· ويترجم كل صحنٍ منطقة أو ولاية جزائرية تحمل عاداتٍ وتقاليدَ وموروثاتٍ شعبيةً ورموزاً محلية متنوعة، ففي إحدى اللوحات نرى رسماً أفقياً لمدينة، وهو مليء بأشكال ورموز تجريدية نجدها عادة في الأواني الفخارية القديمة والسجاجيد والملابس التقليدية المحلية، لكن الفنان الشاب يستعين أيضاً بزخارف أندلسية لإكساب لوحاته جمالاً ودلالات حضارية أكبر· المعرض يؤشر لبروز فنان تشكيلي موهوب سيكون له شأن في المستقبل،علماً بأنه من مواليد عام ،1980 وهو المعرض الثالث عشر الذي يقيمه في ظرف 10 سنوات، إذ أقام أول معرض له وهو لا يتعدى الثامنة عشرة من العمر·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©