الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الاسم

الاسم
30 مايو 2008 02:26
ما الذي يعنيه الاسم حين يشير إلى شخص بعينه أو شيء أو فكرة، وكيف ينفصل بنفسه ليكون وجوداً مستقلاً، فلا يعود لصاحبه أهمية به أو دونه؟ إنه أشبه بآلة بدائية، كحجر صغير تم نحته مدبباً للقطع به، ومع مرور الوقت تطورت عقلية الاحتياج، فأصبح سكيناً بأشكال متنوعه ومتخصصة في قطع أشياء مختلفة، وتجاوز السكين دوره الوظيفي البدائي، ليصبح كائناً فضائياً، وعالماً من عوالم لا نهائية لها، دخل كل المجالات، بدءاً من القتل حتى عمليات الجراحة· يستحوذ الاسم على صاحبه، فلا يعود لمن يملكه أو يشار إليه به سلطة عليه، ويبدأ في نسج حبائله الدلالية، إما باسترجاعات تاريخية لقوالب كانت له سابقاً، أو ببدء جديد نادر· صحيح وبشكل ما إن من يغذي الاسم هو صاحبه، لكن ذلك يقتصر فقط على الوجود اللفظي لعملية التغذية، بينما يقوم الاسم بالسطو سرياً على لب أو قدس أقداس لغة المُسَمَّى، التي هي صورته المفترضة في الوجود· ونحن حين نعشق أو نُجن بشيء، نستخدم الاسم للدلالة على هذه الصورة الوجود المفترض، متمثلاً في ذكرنا لتفاصيل لا نهاية لها، ويكون هناك عنوان عام يقول: في ذِكر محاسن هذا النوع من الفاكهة، أو نرمين أو خديجة، أو فاطمة أو عائشة، أو الخيل بشكل عام، أو هذه الفرس بالتحديد، أو مكان بعينه، لنعود من ذِكرنا للمحاسن مسجونين وواقعين تحت وطأة الاسم، مبتعدين عن صاحبه·· لقد نشأ هنا كائن آخر غير المُعّيَن والمحسوس، بل وحتى الدلالي· يُطلق الصاروخ إلى الفضاء فلا يعود هو الصاروخ الذي صنع ليقوم بالدور المناط به، بل يتعين في اسمه فقط، وتبدأ أسطورته من اختلاق الاسم لكل مراحل إنتاجه، والتشدق بمزاياه، وقد ينزل إلينا بمعلومات أو ينفجر، إنما يظل اسمه هو الوسيلة الأنجع لإقامة احتفال ماسوني علني لافتراض قيمته· ونسهر على ظل وردة مقطوفة بين أحضاننا، ساجدة ونحن مجرد شيء عابر أمامها مقطوفين لها وليس لنا من نجدة سوى اسمنا يحملنا إلى ضياعنا إلى النطق بما لا نعرفه عنا لنهمس به إلى من نحب ليعرفنا ليعرف أن صوره عصافير جنة ومدن كاملة مختفية بأصحابها تحت الأرض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©