كاتماندو (وام)
اختتمت لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بصفتها رئيسة المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2017، زيارة ميدانية مشتركة لأجهزة الأمم المتحدة إلى نيبال لمتابعة أنشطة الأمم المتحدة المختلفة فيها.
وشمل برنامج الزيارة، الاطلاع عن كثب على أنشطة الوكالات الدولية الست على أرض الواقع، ومواءمتها والتنسيق فيما بينها، فضلاً عن الالتقاء بالممثلين الميدانيين لتفهم القضايا التي تؤثر على المشاريع ونتائجها.
وأسهمت هذه الزيارة الميدانية المشتركة التي ترأسها والتون ويبصون، المندوب الدائم لأنتيجوا وباربودا، رئيس المجلس التنفيذي لليونيسيف، في تعزيز إلمام الرؤساء بمعطيات ما يدور من أنشطة للأمم المتحدة في الميدان، لتمكينهم من التحضير للاجتماعات السنوية القادمة للمجالس التنفيذية لهيئاتهم المعنية.
وتضمنت قيام الرؤساء وأعضاء المجالس التنفيذية بزيارة البرامج والمبادرات التي تدعمها الأمم المتحدة في نيبال، والهادفة إلى تقوية البنية التحتية للمجتمعات، والوصول إلى التعليم، وتعزيز تمكين المرأة ومشاركتها والتنمية الريفية، لا سيما في أعقاب تداعيات الزلزال الذي وقع في وسط نيبال عام 2015.
وأوضحت نسيبة في تصريحات لها عقب عودتها، أن هذه الزيارة الميدانية إلى نيبال، شكلت فرصة للاطلاع عن كثب على العمل المهم الذي تقوم به أسرة الأمم المتحدة على أرض الواقع في نيبال، والتنسيق بين وكالات الأمم المتحدة للمساعدة في إعادة بناء ونمو المجتمعات بعد الزلزال المدمر عام 2015.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع نيبال، وبما يتوافق مع أهداف استراتيجية الحكومة وأولوياتها، مشيرة إلى زيارتها الميدانية لهذا البلد إنما شكلت فرصة على صعيد آخر لتجديد تأكيد الالتزام القوي لدولة الإمارات وعلاقتها الوثيقة مع حكومة وشعب نيبال، وهو ما تم التعبير عنه في إطار الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها رئيس وزراء نيبال بوشبا كمال داهال إلى دولة الإمارات خلال يناير الماضي، ولقاءاته المتميزة مع القيادة في دولة الإمارات.
وكشفت السفيرة نسيبة عن أن زيارتها إلى نيبال شملت إجراء لقاء مع وزير الخارجية النيبالي الدكتور براكاش شاران ماهات، لافتة إلى أنها حرصت خلال اللقاء على نقل تحيات وتقدير سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، له ولبلاده، وعلى الإشادة بالعلاقات الثنائية القوية بين البلدين التي ازدادت قوة مؤخراً بافتتاح سفارة دولة الإمارات في نيبال. ونوهت إلى أن برنامج عمل وفد رؤساء برامج ووكالات الأمم المتحدة، تضمن في نيبال مقابلة نائب رئيس المجلس الوطني للتخطيط مين بهادور شريستا، ونائب رئيس مجلس التخطيط الوطني وأيودهي براساد ياداف، كبير مفوضي الانتخابات حول عملية التنمية في البلاد.
ولفتت إلى أنها حرصت خلال هذه اللقاءات على إلقاء الضوء على تجربة دولة الإمارات في الانتخابات البرلمانية، وفي تعزيز ضمان مشاركة المرأة النشطة في العملية السياسية.
وتجولت نسيبة والوفد المرافق في منطقة التجمع الإنساني في كاتماندو، وشاركت في مناقشة حول المرفق واستخدامه خلال زلزال عام 2015.وتوجهت وأعضاء المجالس التنفيذية إلى بيدور، حيث تلقوا إحاطة عن البرامج والمبادرات العاملة التي تم تنفيذها في مقاطعات وسط نيبال، ومن ثم مدينة غيرخو لزيارة مدرسة سيدسور الابتدائية، حيث تقام الفصول الدراسية في مراكز التعليم الانتقالية شبه الدائمة.
واجتمع الفريق خلال وجوده في المدينة مع لجنة حماية الأطفال القروية التي تدعمها اليونيسيف، واطلعوا عن كثب على كيفية دعم التعاونيات النسائية، نساء وأطفال المجتمع المحلي، واستمعوا أيضاً إلى ملاحظات النساء والأطفال حول انطباعاتهم بشأن هذه الخدمات والدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في حياتهم.
وشملت الزيارة الميدانية للسفيرة نسيبة والأعضاء الآخرين من المجالس التنفيذية إلى كاليانبور، تفقد مركز جمع الخضراوات في إطار برنامج البنية التحتية المجتمعية، وبرنامج إنعاش سبل العيش المدعوم من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي هي بمثابة مبادرة مبكرة لدعم المتضررين من زلزال عام 2015.
كما شملت مشروع البنية التحتية المجتمعية القابلة للتضرر وبرنامجاً لتوزيع النقد واللذين يعتبران جزءاً من عملية الإنعاش والإغاثة المطولة التي قام بها برنامج الأغذية العالمي في لاشيانغ وأورليني، وتفاعل الوفد مع المجتمع، وناقش كيفية تعزيز البنية التحتية الجديدة من أجل تنمية المجتمع التي تهيئ الفرص الاقتصادية المستدامة للمستقبل.
وتضمنت الزيارة الميدانية المشتركة، رصد برنامج تنمية المشاريع الصغيرة بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فضلاً عن التفاعل مع موظفي الصحة العاملين في المسائل المتعلقة بالأطفال والأمهات الذين يعانون سوء التغذية.
والتقت نسيبة متطوعات في مجال صحة الإناث، وعاينت دورهن في المجتمع لضمان حصول المرأة على الرعاية الصحية في المناطق الريفية في نيبال.
وفي تعليق لها بهذا الشأن، قالت السفيرة نسيبة «لقد ألهمتني رؤية السبل الحقيقية والملموسة التي أثرت بها الأمم المتحدة على حياة الكثيرين الذين كانوا بحاجة إليها»، معربة عن فخرها لكون دولة الإمارات جهة فاعلة ومانحاً ملتزماً في المجال الإنساني، بما في ذلك في نيبال.
وأضافت «التفاعل مع الأطفال والنساء الذين استفادوا من هذه المشاريع، عكس بوضوح أهمية العمل الذي نقوم به في نيويورك في مجال إصلاح الأمم المتحدة لضمان أن منظومة الأمم المتحدة تعمل وتقدم النتائج بكفاءة وفعالية لضمان أقصى حد من التأثير في حياة الناس الذين هم في صلب عملها». وخلصت نسيبة إلى أن التفاعل مع حكومة نيبال كان مفيداً للغاية لأعضاء المجلس، وأسهم بشكل أو بآخر في حصولهم على ملاحظات بناءة حول دور الأمم المتحدة وأثرها وأولوياتها المستقبلية، مؤكدة أن دولة الإمارات هي بمثابة شريك قوي وملتزم مع نيبال على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، مبدية تطلعها لتعزيز قوة هذه العلاقة بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
وتعتبر نيبال أحد شركاء التنمية المقربين من دولة الإمارات، إذ تستثمر الدولة ملايين الدولارات على شكل منح سنوية واسعة النطاق لتعزيز البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.
كما لعبت الدولة دوراً رئيساً في الاستجابة لزلزال عام 2015، وقامت بدور مركز العمليات للأمم المتحدة والاستجابة الدولية، وأسهمت في حشد فرق البحث والإنقاذ والإغاثة العاجلة، بما في ذلك توفير الطعام ومعدات المياه والأدوية. وقد حازت دولة الإمارات للمرة الثالثة خلال السنوات الأربع الماضية على لقب أكبر دولة مانحة في العالم للمساعدات الخارجية مقارنة بالنسبة المئوية من مجمل الدخل القومي، حسب تقييم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتجدر الإشارة إلى أن نسيبة سترأس زيارة ميدانية أخرى يقوم بها وفد هيئة الأمم المتحدة للمرأة المكون من نوابها الأربعة «غيانا وليبيريا ومونتينيجرو وسويسرا» إلى الهند خلال الفترة من 22 إلى 26 أبريل الجاري.
ويتضمن برنامج الزيارة، مقابلة ممثلين عن الحكومة الهندية ورؤساء وكالات الأمم المتحدة وشركائها من منظمات المجتمع المدني، للاطلاع على أوجه أنشطة برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الهند، وتقديم التوصيات حولها.
شارك في الزيارة رؤساء وأعضاء المجالس التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وبرنامج الأغذية العالمي.
عدد اليوم
