حين يدخل الإنسان ذلك المكان تتداعى إلى الذاكرة صفحات وصور تاريخ الأجداد وهم يسطّرون ملاحم التحدي، فلم يكن في قواميس حياتهم شيء اسمه الصعب أو المستحيل، فقد كان لديهم الإيمان بأن مع العمل والإخلاص للوطن يمكن التغلب على كل صعب، وما كان مستحيلاً بات في متناول اليد وينعم أبناء الوطن بثمرات جهد الآباء والأجداد.
قصر الحصن، قصة نجاح، وقصة تاريخ معبق بأنفاس الآباء والأجداد وعرقهم الطاهر، ونبل أخلاقهم، فمن لا ماضي له فليس له حاضر ولا مستقبل، كما قال القائد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تغمده الله برحمته الواسعة.
احتفال الوطن بقصر الحصن احتفاء بالتاريخ وبالجهد الذي بذله السلف في مسيرة البناء، وتكريم للماضي المشرق، وتقدير لما بذله آباؤنا وأجدادنا لنصل إلى ما وصلنا إليه من تقدم ورخاء، باستكمال مسيرة البناء والعطاء.
وما يثلج الصدر ذلك الاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ، وهم يشاركون أبناء الوطن فرحتهم وتكريمهم لحظة بلحظة، وهم يجوبون على الأقدام فعاليات أيام قصر الحصن، لتتحول الفعاليات إلى أعراس حقيقية.
ويروى أن أحد سكان منطقة ليوا كان يطارد ظبياً في جزيرة أبوظبي - قبل أن يطلق عليها الاسم- وبعد مطاردة طويلة، وجده يشرب من بئر عذبة، فبنى الناس برج مراقبة لحماية البئر، وبدأ أهل المنطقة يتوافدون ويسكنون فيها طمعاً بمائها العذب وتشكل تجمع بشري حوله في سنة 1760 ميلادية ومنها أطلق اسم أبوظبي على الجزيرة والذي يعني أب أو أرض الظبي.
والقَصْرُ لغة: البناء: وقيل هو المنزل، وقيل: كل بيت من حَجَر، وسمي بذلك لأنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أي تُحْبس، وجمعه قُصُور.
وفي التنزيل العزيز: «ويجْعَل لك قُصُوراً».
والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة، وقيل: هي أصغر من الدار.
وحَصُنَ المكانُ يَحْصُنُ حَصانةً، فهو حَصِين: مَنُع، وأحْصَنَه صاحبُه وحَصَّنه.
والحِصْنُ كلُّ موضع حَصِين لا يُوصَل إلى ما في جَوْفِه، والجمع حُصونٌ.
وحِصْنٌ حَصِينٌ: من الحَصانة.
Esmaiel.Hasan@admedia.ae
عدد اليوم
