أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري أمس انطلاق عملية عسكرية لمطاردة تنظيم “القاعدة” في حوض جبال حمرين شمال العراق أسفرت عن اعتقال أحد أبرز المطلوبين في التنظيم والملقب بـ”أبو حمزة الخشالي”، بالتزامن مع تأكيد “القاعدة” مقتل زعيميها أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري.
وقال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية “بدأنا عملية عسكرية منذ ليلة أمس الأول لملاحقة عناصر القاعدة في معظم مناطق جبال حمرين”، وهي سلسلة من الهضاب تمتد من محافظة ديالى إلى الشمال الغربي مروراً بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولاً إلى الحدود السورية.
وأكد العسكري أن “العملية أثمرت حتى الآن عن القبض على أحد أبرز المطلوبين في تنظيم القاعدة والملقب أبو حمزة الخشالي في منطقة التحرير وسط بعقوبة، وهو ضمن قوائم المطلوبين الخطرين”. وأشار إلى أن القوات تمكنت من اعتقال قيادي آخر، يكنى أبو فاطمة، وهو العقل المخطط والمدبر للتفجيرات التي وقعت في يوم الانتخابات التشريعية في بعقوبة.
وفي سياق العملية، ذكرت صحيفة الصباح الجديد العراقية المستقلة أمس أن “قوة عراقية مشتركة مدعومة بطيران عسكري للقوات الأميركية قامت بتوجيه ضربات قاسية لتنظيم القاعدة المتمركز في تلال حمرين وعثرت خلال العملية على وكر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام السابق عزة إبراهيم الدوري”.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أمني عراقي قوله إن قوات عراقية مشتركة من الشرطة والجيش نجحت في الوصول إلى صيد ثمين خلال اليومين الماضيين يتمثل بكشف مقر القيادة المركزية لتنظيم “القاعدة” في بلاد الرافدين والتي كانت تدير عمليات إثارة العنف في أربع محافظات هي: ديالى، وكركوك، وصلاح الدين، إضافة إلى بغداد.
وأضاف المسؤول أن مراكز القيادة جرى وضعها في مناطق نائية وبعيدة جداً في تلال حمرين شمال شرق بعقوبة بمناطق تضاريسها صعبة للغاية من المستحيل أن تصل إليها أية عجلات أو مدرعات عسكرية. وأوضح “تم العثور على سجلات ووثائق مهمة تبين أهم مخططات القاعدة في العراق وأهدافها المقبلة وسبل دعمها وطرق تنقل الانتحاريين العرب من خارج الحدود، إضافة إلى مخازن ومخابئ للعتاد والمتفجرات”.
وأضاف المسؤول “تم العثور على مخابئ لما يسمى بتنظيم الطريقة النقشبندية المرتبط بالدوري، إضافة إلى الوكر الذي كان يقيم به الدوري، وهو أشبه بكهف صخري صغير في منطقة نائية جداً على مقربة من مقرات القاعدة مما يدلل على التنسيق العالي بين تنظيمات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق والقاعدة”.
وأشار إلى أن القاعدة كانت تخطط لاستهداف السفارات والوزارات الحكومية منذ بداية عام 2009، إلا أن ضعف الدعم اللوجستي المتضمن وصول متفجرات ذات قدرة تدميرية هائلة ساهم في تأخير سلسلة من العمليات الكبرى في بغداد، مبيناً أن “أغلب العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة خلال الأشهر القليلة الماضية كانت نقطة الصفر تبدأ من تلال حمرين”.
وأعلنت السلطات العثور على رفات ثلاثة أشخاص في أحد البساتين شمال بعقوبة يعتقد أنهم من قضوا قبل عامين على يد “القاعدة” التي كانت تسيطر على هذه المدينة.
من جهته، أقر تنظيم “القاعدة” في العراق بمقتل زعيميه المصري والبغدادي. وأكد بيان صادر عن تنظيم “القاعدة” نقله أحد المواقع أمس مقتل الرجلين.
وأفاد البيان نقلاً عن وزير الهيئات الشرعية في “دولة العراق الإسلامية” أبو الوليد عبدالوهاب المشهداني أن “البغدادي كان قد وصل إحدى المضافات في تلك المنطقة يستقبل زواراً لحسم بعض شؤون الدولة وحضر اللقاء وزيره الأول أبو حمزة المهاجر”.
وأضاف البيان “لما وصلت القوة المهاجمة اشتبكت معها مفرزة الحماية وأجبرتهم على الانسحاب فما تجرؤا على دخول المنطقة”. وتابع “بعد قصف عدة أهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات وتأكدوا من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها ثم تفاجئوا بوجود الشيخين”.
وفي شأن متصل أسفر انفجار في مصنع للصلب بإقليم كردستان العراق عن مقتل خمسة عمال أمس بعد أن حاولوا بطريق الخطأ صهر قذيفة مورتر حية. وقال متحدث باسم المصنع الذي يقع في ضواحي أربيل أن المصنع مملوك لمستثمرين عراقيين وأتراك.
كما قتل ثلاثة أشخاص وجرح 19 آخرون في هجوم استهدف مساء أمس الأول صالة بليارد وسط بغداد بثلاثة عبوات ناسفة.
واعتقلت القوات العراقية 11 مطلوباً للسلطات القضائية بينهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة خلال عمليات عسكرية نفذت بمناطق في محافظة ديالى. وقال اللواء الركن عبد الحسين الشمري قائد شرطة ديالى إن قيادياً بارزاً في تنظيم “القاعدة” يلقب بأبو إبراهيم كان فاراً خارج المحافظة منذ أكثر من عام كان من بين المعتقلين.
عدد اليوم
