الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صلاح فضل: «أمير الشعراء» أطلق 25 كوكباً

صلاح فضل: «أمير الشعراء» أطلق 25 كوكباً
8 مارس 2015 23:20
كثير من المحترفين لا يمتلكون موهبة الارتجال أشرف جمعة (أبوظبي) استطاع الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل بحضوره المميز في برنامج «أمير الشعراء» وكلماته النقدية التي يوجهها دائماً للشعراء أن يحظى باحترام وتقدير جمهور البرنامج عبر دوراته الماضية، وفي الدورة السادسة التي تحتضنها إمارة أبوظبي على مسرح شاطئ الراحة لا تزال شروط المسابقة صعبة، وتضع بعض الشعراء في مأزق، خصوصاً أن الارتجال أحد أهم شروط اجتياز المتسابقين، وعلى الرغم من كل القيود التي تضع الشعراء في اختبار صعب، فإن البرنامج الذي ينطلق من إمارة أبوظبي أعاد الشعر للشعراء، وحرك الماء الراكد في بحيرة الإبداع العربي. أبواب المستقبل حول أهمية برنامج «أمير الشعراء» في استقطاب شعراء موهوبين، يقول الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل: إن مسابقة «أمير الشعراء» ينبغي أن تتشكل من جديد وفقاً لما أحرزته من انتصارات هائلة في إعادة الحياة للذائقة الشعرية العربية واكتشاف عظام الموهوبين من شباب الشعراء وتنمية قدراتهم الإبداعية في الوطن العربي بأكمله، ولا شك في أن قطاعاً كبيراً من هؤلاء المبدعين، يمارس كتابة قصيدة النثر أكثر من العمودي والتفعيلة، لكن المشكلة تكمن في أن هذه القصيدة تنثر تماماً من الخطابية، ولا تُشبع الحس الإيقاعي في الإلقاء، وتحتاج إلى قراءة صامتة، ومن هنا فقد طالبت منذ ثلاثة مواسم أن تعقد الهيئة مسابقة على هامش برنامج «أمير الشعراء» لقصيدة النثر بشروط مختلفة، ويتم فحص القصائد المكتوبة وتنظيم كيفية جديدة لعرض نماذج منها بالقراءة وإجازة المستويات الفائقة، وفرزها بطريقة تختلف عما هو متبع في برنامج «أمير الشعراء» الآن. سرعة البديهة وعن بعض القواعد الملزمة لاجتياز الشعراء بعض الاختيارات في المسابقة يورد: دائماً هناك صراع خفي بين ضرورات التنظيم المحكم وهاجس الحرية المطلقة ولعل أقدم هذه القواعد في تقديري يتمثل في اختبار الارتجال، الذي أشعر بالمرارة عندما أطبقه على الشعراء الموهوبين؛ لأن كثيراً من كبار الشعراء لا يمتلكون هذه الموهبة الإضافية وهي سرعة البديهة ولو اختبروا لرسبوا فيها لكننا بين اختيارين أحلاهما مرّ، إذ يراودنا دائماً هاجس في احتمال أن تكون النماذج المقدمة منتحلة قد صُنعت للشعراء من أصدقائهم أو ذويهم، ونحاول التأكد من صدق نسبتها لهم، وليس هناك من وسيلة فعالة لاختبار ذلك سوى الارتجال، وقد انتهينا إلى نتيجة أن من الخير لنا أن نبعد شاعراً موهوباً لا يمتلك سرعة البديهة من أن ندخل في عداد الشعراء شاعر لصاً يكتب له الآخرون، فالأول سيجد من ينصفه لكن الثاني سيملأ حياتنا بالزيف والتزوير. شعراء ضعاف ويبين أن ضرورات الوقت من ناحية وآلية التنظيم من ناحية أخرى والاعتماد على اللمح والإشارة واختيار ذكاء المحكمين أنفسهم وقدراتهم على أن يقرأوا النص بسرعة فائقة، وأن يلتقطوا ما يريدون منه حذراً أو يبدوا فيه ملاحظات للشعراء كل ذلك ينتهي إلى أن هذه الوسيلة هي المتاحة حتى الآن، ولو غيرناها لنأخذ مزيداً من الوقت والتريث للحكم على النصوص لاستغرق ذلك أسابيع طويلة لا يحتملها تنظيم البرنامج، وكل ما هنالك أن الشعراء الضعاف إذا لم يرقَ لنا نماذجهم أمن الممكن نطلب نموذجاً آخر، وهذا مخل بمبدأ تكافؤ الفرص، ويدخلنا في جدل عقيم لا جدوى منه، وعلى أي حال مهما كانت الوسائل المتخذة فلن يقبل شاعر بنتيجة تنتهي إلى إبعاده وتنحيته فسيفكر بطريقة أخرى تضمن له الفوز. دورات خمس ويوضح فضل أنه من يشاهد حلقات برنامج «أمير الشعراء» قد يتهمني بالحماس الشديد للأصوات الجديدة عندما أقتنع بها ويضيف: لا تخلو حلقة واحدة من شعراء أشيد بهم وأرفع معنوياتهم وأحثهم على اختراق سقف المألوف وابتكار أساليبهم ورؤاهم ومحاولة تغيير الحياة للأفضل، وأصمم دائماً من خلال مشاركتي في هذه المسابقات على أداء هذه الرسالة في تفجير طاقات الشعر المتجدد لدى الشباب، وألا يكون كل سعينا عبثاً، وقد أسفرت المسابقة في دوراتها الخمس الماضية عن أن الشعراء، الذين انتهت بهم التصفيات أصبحوا نجوماً في سماء الشعر العربي، فالآن لدينا خمسة وعشرون كوكباً شعرياً في فضاء الشعرية العربية أطلقهم هذا البرنامج. صورة إنسانية عن أمنيته التي يأملها من برنامج «أمير الشعراء» يقول فضل: آمل بالاستمرار في بث الحياة في روح الشعر العربي، وتوجيه طاقة الشعراء لأمرين أحدهما شديدي الأهمية الآن، يتمثل في إعادة صبغ الوجدان العربي كله بحب السلام والبعد عن العنف والدماء وإشاعة قيم التسامح والإحساس الإنساني لمقاومة تهمة الإرهاب، التي تلتصق بالشخصية العربية والإسلامية الآن، وتصبغها بلون الدم، وليس سوى الفن كوسيلة فعالة لإعادة التوازن لمنظومة قيمنا العربية، الأمر الثاني دعم مسعى دولة الإمارات، وإمارة أبوظبي على وجه التحديد لنشر نور الثقافة العربية في الوطن العربي بأكمله وتقديم أجمل صورة إنسانية عن شعوب راقية تقدر الحب والخير والسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©