متخصصون يتوقعون استمرار انخفاض أسعار خدمات الاتصالات

توقع متخصصون في قطاع الاتصالات بالدولة، أن تشهد المرحلة المقبلة تطورات جديدة على صعيد المنافسة بين مشغلي خدمات الاتصالات ''اتصالات'' و''دو''، خصوصاً في العروض السعرية التي تساهم في تخفيض أسعار الخدمات للمستهلكين، الى جانب التركيز على جودة المنتجات وتحسين مستوى الخدمات الحالية· وأشاروا الى أن المشغل الثاني لخدمات الاتصالات ''دو'' سيواصل تقديم عروض سعرية ''مغرية'' بغرض توسيع قاعدة عملائه التي تجاوزت مليوني عميل حتى الآن، فيما ستعمل ''اتصالات'' هي الأخرى على تكثيف قاعدة عملائها التي بلغت 6,7 مليون شخص، وتسعى الى زيادتهم الى حوالي 8 ملايين شخص بنهاية العام الحالي، الى جانب مواصلة ''اتصالات'' توجهها للتوسع الخارجي ودخول اسواق جديدة، ويبلغ عدد المشتركين في خدمات ''المتحرك'' بالدولة اكثر من 8,7 مليون مشترك حتى الآن· وجاءت تأكيدات شركة ''دو'' على لسان رئيسها التنفيذي عثمان سلطان بأنها ستواصل تقديم عروض جديدة تساهم في خفض اسعار الخدمات، حسبما ذكره لـ''الاتحاد''، وأوضح سلطان أن الشركة لم تقم بـ''رمي'' كل أوراقها حتى الآن في هذا الجانب، وانها ستقوم بطرح المزيد من العروض خلال الفترة المقبلة، انطلاقاً من مبدأ تعزيز روح المنافسة في قطاع الاتصالات بالدولة· ويتجاوز معدل انتشار الهاتف المتحرك في الدولة بنسبة 170% من عدد السكان، وتعد هذه النسبة من أعلى المعدلات في العالم، فيما تتراوح نسبة انتشار خدمات الانترنت بين 40% و50%، بينما يتوقع مشغلون للخدمات أن يرتفع معدل انتشار المتحرك الى 200% بنهاية العام الحالي، فيما يتوقعون أن تصل معدلات انتشار الانترنت الى 100% خلال 3 سنوات· ويعد قطاع الاتصالات من أهم القطاعات الاقتصادية في الدولة، وتم إدخال المنافسة في السوق العام الماضي، حيث كانت ''اتصالات'' تعمل كمشغل وحيد في السوق لأكثر من 30 عاماً، فيما بدأت شركة ''دو'' بتقديم خدماتها في مجال الهاتف المتحرك خلال فبراير من العام الماضي· وشهدت أسعار الخدمات في قطاع الاتصالات انخفاضاً بنسبة 15% في المتوسط منذ بدء تشغيل خدمات ''دو''، وهو الأمر الذي ذكرته هيئة تنظيم قطاع الاتصالات على لسان مديرها العام محمد ناصر الغانم مؤخراً· ويتجاوز عدد مشغلي المشتركين في خدمات الهاتف المتحرك بالدولة 8,7 مليون مشترك في الوقت الراهن، وتتراوح حصة ''اتصالات'' من السوق المحلية بين 76% و77%، فيما تمكنت ''دو'' من الاستحواذ على ما يتراوح بين 23% و24% بعد 15 شهراً من تشغيل خدماتها· وتأتي حصة ''دو'' في السوق المحلية بما يفوق التوقعات التي كانت سائدة عند اطلاق خدمات الشركة في العام الماضي، والتي كانت تتوقع أن تصل حصة الشركة من السوق الى 30% خلال السنوات الثلاث الاولى للتشغيل، حيث تقترب من تحقيق تلك النسبة بعد اقل من عام ونصف على التشغيل، وذلك في سوق يعد من اكثر اسواق العالم تشبعاً في خدمات الاتصالات، حيث تتجاوز نسبة انتشار الهاتف المتحرك 170% نسبة لعدد السكان حالياً· وتركز خطط الشركة في الوقت الراهن على تعزيز تواجدها في السوق المحلي، حيث أكد مسؤولو الشركة في اكثر من مناسبة عدم وجود خطط في المدى المنظور لأي استثمارات خارجية، وأن تركيزهم ينصب على السوق المحلي وزيادة حصة الشركة فيه وتحسين خدماتها للهواتف المتحركة والثابتة وخدمات الانترنت· وفي الجانب الآخر لا تزال ''اتصالات'' تتمتع بموقع قوي في السوق المحلي بالرغم من تزايد حصة منافستها، وتبرز النتائج المالية الايجابية للشركة ومحافظتها على نسب نمو جيدة خلال العام الاخير والربع الاول من العام الحالي، استمرار النمو والتوسع القوي بالرغم من المنافسة، وهو ما يعد امراً ايجابياً ودليلاً على نجاح ''المنافسة'' في القطاع، بحسب ما ذكره محمد الغانم· والى جانب تعزيز وجودها في السوق المحلية، تراهن ''اتصالات'' الى حد بعيد على عوائد استثماراتها في الأسواق الخارجية، حيث تقدم خدماتها في 16 سوقاً حول العالم لحوالي 63 مليون شخص، وتتركز عملياتها في مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا وآسيا، وتتوقع الشركة أن تصبح بين اكبر 10 شركات اتصالات في العالم خلال السنوات القليلة القادمة· وتعمل ''اتصالات'' على تحسين كفاءة شبكاتها الحالية داخل الدولة وتنفذ خططاً تستهدف تخفيض التكاليف التشغيلية في خدماتها، وتؤكد اهتمامها بالسوق المحلية وأن قيامها بتنفيذ استثمارات خارجية لن يكون على حساب نوعية وجودة الخدمات المقدمة في السوق المحلي· كما تعمل الشركتان حالياً على خطط لتوسعة وتحديث شبكاتهما للهاتف المتحرك، خصوصاً أن الطلب على هذه الخدمات شهد زيادة مكثفة خلال السنوات الاخيرة، وارتفعت أعداد المشتركين من 5 ملايين شخص الى حوالي 8 ملايين شخص خلال 3 سنوات·