الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نفط الرمال يستقطب اهتمام الشركات العالمية

نفط الرمال يستقطب اهتمام الشركات العالمية
31 مايو 2008 00:48
يبدو أن النفط غير التقليدي بات في طريقه لأن يشكل المستقبل المأمول لإمدادات الطاقة العالمية وبالنسبة لشركات النفط الغربية على حد سواء بعد أن أعلنت شركة ايني مجموعة النفط والغاز الإيطالية الأسبوع الماضي عن اكتشافها لأحد المكامن الهائلة للرمال النفطية في جمهورية الكونغو والذي يقدر بأنه يحتوي على مليارات البراميل من النفط· ويذكر أن العالم يزخر بموارد هائلة لنفط الرمال والأشكال الأخرى من النفط الثقيل الذي لا يتدفق بسهولة، ولا يمكن إنتاجه بشكل تقليدي كما هو الحال في الآبار، وبالإضافة إلى ذلك فإن تطوير مثل هذه الموارد يفرض العديد من التحديات الصعبة التي يتعين مواجهتها والتي من المرجح أن تعمل على تحديد وخفض المعدلات التي يتم إنتاج النفط بها وبشكل يؤثر على جدواه التجاري· ولكن الاهتمام المتزايد الذي حظي به النفط غير التقليدي بات يرجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار الخام إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 130 دولاراً للبرميل كما أن مناطق النفط التقليدي في الغرب مثل بحر الشمال أصبحت تعاني من التراجع والانخفاض علاوة على أن الدخول إلى الموارد في العديد من الدول الغنية بالنفط مثل روسيا وفنزويلا بات من الصعوبة بمكان لأسباب عديدة معظمها سياسية· ويعتقد مكتب وود ماكينزي للاستشارات أن الإنتاج التقليدي من الدول في خارج منظمة الأوبك سوف يبلغ ذروته في العقد المقبل· إذ يقول رودري توماس في مجموعة وود ماكينزي'' بالنسبة لشركات النفط التي تسعى إلى النمو فقد أصبح يتعين عليها أما أن تذهب إلى دول الأوبك وهو أمر تكتنفه العديد من المصاعب أو البحث عن النفط غير التقليدي''· لذلك نجد أن جميع كبريات شركات النفط العملاقة تشارك بصورة أو بأخرى في أحد مشاريع النفط غير التقليدي بمن فيها شركة بريتش بتروليوم التي كانت قد أحجمت عن الدخول في هذا المجال لسنوات عديدة قبل أن تعلن عن مشروع مشترك في الرمال النفطية في كندا مع شركة هسكي للطاقة في أواخر العام الماضي· وعدا ذلك فقد ظلت كبريات شركات النفط تسعى وراء مشاريع النفط الثقيل في أماكن عديدة مثل مدغشقر والبانيا ورومانيا وتاتارستان في روسيا حيث تمكنت مجموعة رويال دوتش شل من الفوز بعقد في العالم الماضي· إلا أن الموارد التي تتسم بحجم أكبر بكثير من غيرها ظلت توجد في كندا وفي فنزويلا على الرغم من أن تطوير النفط الثقيل في كلتا الدولتين استمر يواجه العديد من المشاكل والتعقيدات· ففي فنزويلا فقد أدت المبادرات التي يتبناها الرئيس هوجو شافيز والمتعلقة بإعادة التفاوض على عقود تطوير النفط الثقيل بحيث تتم معالجته ليصبح جاهزاً للبيع في الأسواق إلى ارغام شركتي موبيل وكونوكو فيبليبس إلى الخروج والانسحاب من هذه المشاريع· ومنذ ذلك الحين أصبحت شركة أيني هي الشركة الغربية الوحيدة التي تعلن من استثمارات جديدة وكبيرة الحجم في فنزويلا تقدر قيمتها بـ نحو 4 مليارات دولار· وهنالك استثمارات أخرى حظيت بالترحيب من الرئيس شافيز جاءت من دول مثل الصين، أما في كندا فقد ظلت العديد من الاستثمارات الأجنبية تتدفق عليها في مجال إنتاج نفط الرمال إلا أن الأمر اقترن بالعديد من المخاوف بشأن اثار هذه المشاريع على البيئة وبخاصة بسبب استخدامها لكميات هائلة من المياه وما ينتج عنها من انبعاثات لثاني أوكسيد الكربون، أضف إلى ذلك أن مشاريع الرمال النفطية في كندا تأثرت أيضاً بارتفاع حجم التكاليف والنقص في العمالة والمعدات· وإلى ذلك فإن تطوير شركة ايني في الكونغو سوف يتسم بقلة التكاليف كما تقول الشركة أضف إلى ذلك أن المياه متوافرة بكميات هائلة في المنطقة· وعلى كل فإن التأثيرات البيئية سوف تظل حاضرة هناك أيضاً إذ أن المشروع سوف يتخذ لنفسه موقعاً في داخل الغابات مما يستلزم قطع كميات كبيرة من الأشجار من أجل تنظيف الساحة، ولكن شركة ايني أشارت إلى أنها ستعمل على استعادة الغابات أشجارها التي تفقدها بمجرد أن تتم عملية استخراج النفط الذي يقدر أن يبلغ إنتاجه نحو 200 ألف برميل يومياً· وكما يقول توماس في مجموعة وود ماكينزي ''إن النفط موجود في هذه الرمال من دون شك ولكن السؤال سوف يتعلق بمدى السرعة التي سيتم بها استخراجه من الأرض بطريقة اقتصادية فعالة، واعتقد أيضاً أن هنالك العديد من العوائق في سلسلة متسعة من الأنظمة''· نقلاً عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©