الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة فرنسية تحتفي بـ 10 أيام بلا شاشة

31 مايو 2008 01:02
حقق 250 من تلاميذ مدرسة في ضواحي مدينة ستراسبورج شرقي فرنسا إنجازاً، بعد أن نجحوا في مقاطعة شاشات التلفزيون وألعاب الفيديو وأجهزة الكمبيوتر لمدة عشرة أيام، بفضل التزام العائلات والمعلمين، في أول سابقة من نوعها في أوروبا· ولم يستطع مدير مدرسة ''تسيجلر فاسير'' الابتدائية إخفاء شعوره بالفخر وهو يعدد إنجازات تلاميذه الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً، وقال ''نسبة النجاح ممتازة!''· وتشكل عملية ''10 أيام بلا شاشة'' أول سابقة من نوعها في أوروبا· والتجربة التي ابتكرها أساساً باحثون كنديون ولدت من ملاحظة أن الأطفال يمضون 1200 ساعة سنوياً أمام شاشاتهم مقابل 800 ساعة في المدرسة، وأن طفلاً في الحادية عشرة يشاهد ما معدله ثمانية آلاف جريمة قتل على التلفزيون، بحسب سيرج هايجن المشارك في المشروع· وأظهرت الدراسات التي جرت في كيبيك والولايات المتحدة أن هذه التجارب تؤدي إلى تراجع مهم في العنف اللفظي والجسدي، إضافة إلى تحسن التغذية والصحة· وقال مدير المدرسة كزافييه ريمي ''كانت عشرة أيام مكثفة''· وقالت ماري فرانس بيرسون ''الأصعب كان بالنسبة إلى ابنتي الصغرى جينا، ستة أعوام، التي اعتادت مشاهدة مسلسل تلفزيوني عند الساعة 08,00 قبل المدرسة''· وأضافت ''الآن لم اعد اشغل التفزيون صباحاً، والأمر أفضل لأن الأطفال يكونون مستعدين للذهاب إلى المدرسة في الموعد!'' وتم تنفيذ نشاطات بديلة، كفتح مشغل للخياطة· وقالت ماري فرانس ''شارك ما بين 30 و40 طفلاً في المشغل، اعجبني الأمر، وطلبوا مني الاستمرار··''· كما منح الأطفال دروساً في الطبخ عوضاً عن الشاشات، ما شكل نجاحاً كبيراً، إضافة إلى نزهة بالدراجات الهوائية وزيارة إلى مركز الشرطة في الحي· واعتبرت المعلمة سيسيل زيرن أن إلغاء التلفزيون أغنى النقاشات في الصف ''فعوضاً عن التحدث عن فيلم السهرة، كان لدى التلاميذ موضوعات كثيرة إضافية يسردونها، حيث فعل كل منهم الكثير من الأعمال المختلفة''· فيما أشارت زميلتها ماري بابتسامة عريضة أن ''الانسجة الاجتماعية تكونت مجدداً لاستبدال التلفزيون''· ومن الفوائد الأخرى لعملية ''بلا شاشة''، ساعات النوم الإضافية التي اكتسبها قلة من الأطفال، اعتادوا السهر ليلاً حتى الساعة 22,00 أو ·23,00 وقال تلميذ لمعلمته ''أشعر بشيء غريب هذا الصباح، فبالأمس نمت عند الساعة 09,00 مساء''· ومن البديهي أن يكون الأطفال متوترين في فترة الانقطاع هذه، باعتراف الأهل والأساتذة· وقال الاستاذ ايمانويل ''تشكل ألعاب الفيديو متنفساً حقيقياً لبعض الأطفال''· ويمكن تحليل التجربة بشكل معمق مع حلول نهاية يونيو المقبل بفضل استمارة وزعتها مؤسسة ايكو-كونسي، وهي من مسوقي المشروع، على الأهالي· أما الآن، سيعكف الأطفال على الرد على حوالي 400 رسالة وبطاقة تشجيع تلقوها من فرنسا ومن الخارج·
المصدر: ستراسبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©