تحركات في حزب كاديما لإطاحة أولمرت

بدأت الاحزاب السياسية الإسرائيلية، تعد نفسها لانتخابات مبكرة قبل نهاية العام بدلا من العام 2010 في أجواء توحي بقرب انتهاء سلطة رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي فقد ثقة الرأي العام بعد الاشتباه في تورطه في قضية فساد· وداخل حزب اولمرت نفسه ''كاديما'' الوسطي بدأت بالفعل معركة الخلافة، بعد أن طرح بعض القادة فكرة اجراء انتخابات تمهيدية داخل الحزب في الأشهر المقبلة، لاختيار زعيم جديد للحزب يحل محل أولمرت· وتدور المنافسة بشكل اساسي بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الرأي العام، لكنها تفتقد إلى دعم الجهاز الحزبي، ووزير النقل شاؤول موفاز المدعوم من أولمرت والذي ينتمي الى التيار اليميني للحزب· وقد عمدت تسيبي ليفني التي تمثل الاعتدال في حزبها، إلى تحدي اولمرت صراحة يوم الخميس بالدعوة الى اجراء انتخابات تمهيدية للحزب متهمة ضمنا رئيس الحكومة بانتهاك ''القواعد الاخلاقية'' التي يجب أن يتقيد بها المسؤولون السياسيون· وفي المقابل، اتهم موفاز رئيس الاركان السابق، غريمته بأنها تحيك ''المؤامرات''لاطاحة رئيس الوزراء والتنسيق بشكل غير مباشر مع حزب ''العمل'' الشريك الاساسي في الحكومة الحالية، كما ذكرت الاذاعة العامة امس· وحتى الآن، لم يبد أولمرت أي نية في الانسحاب وهو ينفي تقاضيه أموالا غير مشروعة ويرفض التخلي عن منصبه كرئيس للحكومة طالما لم يوجه اليه اتهام رسمي· وكما لو ان شيئا لم يحدث، يتوجه اولمرت الاسبوع المقبل الى واشنطن، بدعوة من اللوبي الاسرائيلي في العاصمة الاميركية، في زيارة تصفها وسائل اعلام اسرائيلية بسخرية بـ''زيارة الوداع''· وفي هذا الضباب السياسي، الشيء الوحيد المؤكد وفقا لاستطلاع الرأي هو فوز اليمين بقيادة زعيم حزب ''الليكود'' رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتانياهو في حال اجراء انتخابات مبكرة· فاستنادا الى استطلاع جديد نشرته امس صحيفة ''معاريف'' سيضاعف ''الليكود'' ثلاث مرات تقريبا تمثيله البرلماني بحصوله على اكثر من 30 من مقاعد الكنيست الـ،120 كما سيكون بإمكانه الاعتماد على تحالف يضم ما بين 64 الى 70 نائبا· وكان رئيس الوزراء السابق ارييل شارون قد أسس حزب ''كاديما'' في نهاية عام 2005 تمهيدا للانتخابات التشريعية التي جرت في مارس ،2006 والتي فاز بها هذا الحزب الوسطي· ولا توجد للحزب آلية لانتخاب رئيسه، وهو حاليا اولمرت، أو عزله· ووجد استطلاع للرأي اجرته صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الواسعة الانتشار، أن ليفني ستفوز في أي تصويت داخلي على زعامة ''كاديما''· وحصلت ليفني كبيرة مفاوضي اسرائيل مع الفلسطينيين، على تأييد 39 في المئة من اعضاء الحزب وفقا للاستطلاع· وجاء موفاز في المرتبة الثانية وحصل على 25 في المئة· وقال تساحي هنجبي رئيس اللجنة المركزية في حزب ''كاديما'' لراديو اسرائيل امس، إن اعضاء الحزب سيعقدون الاجتماع بعد عودة أولمرت من زيارته للولايات المتحدة بنهاية الاسبوع المقبل· وذكرت مصادر من ''كاديما'' أن أولمرت يريد تأجيل انتخابات الحزب لعدة أشهر، على أمل أن يتمكن من تخطي الفضيحة التي تحقق فيها الشرطة· ووجدت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' أن 60 في المئة من اعضاء حزب ''كاديما'' يرون أنه لا يتعين على أولمرت أن يستقيل في هذه المرحلة في التحقيق· وقالت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' إن ''أولمرت أصبح مطاردا من ماضيه، وهو مسؤول عما يحدث له''· وأضافت أن ''إمكانية بقائه في منصبه شبه معدومة· فهو ليس برلسكوني واسرائيل ليست ايطاليا''·