الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محور المقاومة وفرص السلام في الشرق الأوسط

محور المقاومة وفرص السلام في الشرق الأوسط
31 مايو 2008 01:50
خلال الآونة الأخيرة تداخلت مجموعة من الأحداث في الشرق الأوسط لتؤثر على الصراع على النفوذ الجاري حالياً في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران ولتحدث بعض التغييرات الملحوظة· فرغم الصعود الظاهر لما يسمى ''بمحور المقاومة'' الذي تقوده إيران ويجعلها في صف واحد ضد الولايات المتحدة وحلفائها وإسرائيل، فإن فرصاً جديدة للسلام قد تُعيد تحديد مفردات الصراع لصالح واشنطن· ففي خطوة تُعتبر من المحظورات قياساً إلى خطابهما السابقة، أعلنت سوريا وإسرائيل الأسبوع الماضي استئنافهما السري لمحادثات السلام عبر الوسيط التركي، وذلك لأول مرة منذ ثماني سنوات· ومع أن التوقعات منخفضة والتقدم الحقيقي مازال بعيداً، فإن مجرد لقاء الحليف الاستراتيجي لإيران ولـ''حزب الله'' و''حماس'' مع إسرائيل يثير جملة من التخمينات والتوقعات حول إمكانية تغيير اللعبة السياسية في المنطقة· وفي هذا السياق يقول ''رامي الخوري''، رئيس معهد السياسة العامة والشؤون الدولية بالجامعة الأميركية في بيروت: ''هناك نزاع يجري في المنطقة، معركة أيديولوجية يتقمصها الوكلاء والجماعات المسلحة، والأمر ليس بالبساطة لنقول إنها مواجهة أميركية- إيرانية، إنهما رمز للأيديولوجيات المتخاصمة''· والحدث الآخر المهم في الإقليم هو اتفاق الدوحة الذي رعته الجامعة العربية في قطر بين ''حزب الله'' الذي تدعمه إيران، والحكومة اللبنانية التي يساندها الغرب· وقد جاء الاتفاق لينهي أزمة سياسة طاحنة دامت 18 شهراً، ويضع حداً للعنف الذي خلف 65 قتيلاً، وكاد يتطور إلى حرب أهلية، وهو اتفاق جنى فيه ''حزب الله'' مكاسب عديدة· أما في العراق، حيث تتهم الولايات المتحدة إيران بممارسة ''نفوذ ضار'' من خلال تسليح الميليشيات وتدريبها، فقد انتشر الجنود الأميركيون بسلام في مدينة الصدر، المعقل الرئيسي لرجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، المعروف بعدائه لأميركا· ولم يكن خافياً الدور الذي لعبته إيران في إبعاد ميليشيا الصدر من الشوارع وإنهاء المعارك الضارية التي أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل خلال الشهرين الماضيين· وعلى صعيد السلام، أعلنت إسرائيل أنه على سوريا قطع علاقاتها مع إيران و''حزب الله'' و''حماس'' مقابل استعادتها لمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ العــام ·1967 لكن سوريا رفضت ذلك المطلب تماماً، وقامت بدلاً من ذلك بتوقيع اتفاقية دفاع مع طهران· ويوضح ذلك ''رامي الخوري'' بقوله: ''لن يتم الأمر بالطريقة التي تريدها إسرائيل، كل ما يمكن أن يحدث هو نوع من التعديل في العلاقات، لأن السلام بين سوريا وإسرائيل سيعني أن سلاماً مع لبنان سيعقب ذلك، وهو ما سيؤثر على وجود ''حزب الله'' كقوة للمقاومة''· ويُضاف إلى ذلك حدث آخر لا يقل أهمية، يتمثل في العرض الذي قدمته إيران إلى الأمم المتحدة في 13 مايو الجاري من خلال رسالة موجهة إلى الأمين العام ''بان كي مون'' بعنوان ''حزمة مقترحة من أجل مفاوضات بناءة''، وجاء في الاقتراح أن إيران مستعدة لبدء مفاوضات حول عدد من القضايا من بينها البرنامج النووي، ومناقشة كيفية التوصل إلى ''سلام عادل··· في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار، والوجود العسكري والعنف والإرهاب''، وأضافت الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة أن إيران ''ستساعد الفلسطينيين في التوصل إلى خطة شاملة'' تكون ''مستدامة وديمقراطية وعادلة''، بمعنى التوصل إلى سلام، رغم أن الرسالة لم تشر إلى ذلك بصريح العبارة· وتعليقاً له على مضمون الرسالة، قال أحد المحللين السياسيين في طهران: ''إنه تغير نوعي في السياسة الخارجية لإيران، وأعتقد أنهم جادون، حيث تسود رغبة في التسوية ناتجة أساساً عن الثقة بالنفس التي تشعر بها إيران في الوقت الحالي، فهم يعتقدون أنهم انتصروا في لبنان والعراق· لذا لا بأس من تليين المواقف فيما يتعلق بالملف النووي''، ويضيف المحلل السياسي أن إيران ربما تنظر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، قائلاً: ''قد يكون التحرك الإيراني جزءاً من مقاربة شاملة تريد أن تظهر للرئيس الأميركي المقبل أن بإمكانه التعاطي مع إيران، وأنه في حال تعاملت الولايات المتحدة بجدية مع طهران وراعت كرامتها، فإن الفائدة ستشمل أماكن أخرى في المنطقة''· ويرى محللون في بيروت وطهران أنه من غير المرجح أن تعمد إيران إلى عرقلة اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، كما أن إيران، رغم انتقاداتها اللاذعة لإسرائيل، كثيراً ما أعلنت أنها ستدعم اتفاق سلام يكون مقبولاً للفلسطينيين· وقد كانت لافتةً التصريحات التي أدلى بها وزير البنية التحتية الإسرائيلي ''بنيامين بن أليعازر'' إلى الإذاعة الإسرائيلية قائلاً: ''إن السلام مع سوريا سيحدث اختراقاً في الوضع الاستراتيجي الحالي، لأنه سيعزل إيران وسيسكت ''حزب الله''· ونحن نتكلم هنا عن سلام حقيقي ينهي الأعمال العدائية ويفتح الحدود، وإسرائيل من جهتها مستعدة لدفع ثمن مثل هذا السلام والتعايش مع سوريا''· لكن المشكلة تكمن في الحكومة الضعيفة التي يرأسها ''إيهود أولمرت'' وعدم قدرتها على تطبيق بنود السلام· ويتفق مع هذا الرأي ''توبي دودج''، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، حيث يرى أن ''الطريقة الوحيدة لفصل طهران عن دمشق هي بإعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا''، لكن ''دودج'' المدرك للعمق الاستراتيجي الذي تمثله سوريا لإيران يستعبد أن تقطع دمشق علاقاتها مع طهران· ويضيف ''دودج'' أن هناك ثلاثة مسارات متوازنة ''حزب الله وسوريا وإيران، ورغم الدعم المتبادل لبعضهما البعض، فإن التطلعات مختلفة، لأن ما يجمع المحور المناهض لأميركا هو المصالح المشتركة''· سكوت بيترسون- إسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©