الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجع جذور الروح

وجع جذور الروح
20 يوليو 2009 22:32
كطفل يتيم، بائس وفقير، لا يملك في ليالي العيد إلاّ أن يمر بانكساراته أمام محال الحلوى والألعاب والهدايا، ويتلذذ بوجع الاشتهاء والأحلام، يستبدلها بأوراق يصنع منها عصافير أحلامه ويطيّرها في فضاء حسرته. هكذا كانت «الشاعرة» تطيّر أحلامها بكمّ فاهٍ وقيد معصم وخطوة موثقة. يباغتها خنجر القهر بطعنات متتالية، تتحسّب لها معصوبة العينين، وكل لحظة ترقب، تغز قلبها أكثر مما يفعل الخنجر! العينان لا تريان شيئا! عينٌ ثالثة، من أين لها بها؟ تقول تلك الشاعرة: أهلا بكم في حزني ولا تسألوني عنه! فالطفلة التي كانت تحصي النجوم تعلمت اليوم دروسا صعبة: تلتزم الصمت بينما يتدفقها الكلام. تلتزم الصبر بينما يؤرقها القلق. تلتزم الهدوء بينما يعنّيها الشوق. و.. تلتزم الحياة بينما يداهمها الاحتضار. وحين تتوجع جذور الروح وتتفتق، لايمكن أن ترتقها إبرة التجاهل أو النسيان، فكل دواء سيمنحها وحدة مع الحزن أكثر.. حرية في الألم.. شراكة مع الفراق. ودائما ثمة ما يسرد عليها كل الخيبات، وأولها التشرد في وطن جهاته الأربع منافي. تقول: إنها لا تدري كيف تجهضه! كأنما الحزن- القهر، ابن خطيئة! كلما تكوّر في حشاشة القلب، تنهره، تقمع عاره، وتطأه بحذاء الصمت. فللإنسان الطيب قلبه القطن وروحه الحمام، يتأذى إن يخدشهما ظفر استطال في البنصر. نعم تأذت.. حين كانت تصون قلوب المحبين حولها، تخيط من رموشها جراحهم، تسكن أسرارهم عيونها، ولا تفتحها بعد عليهم. تأذت في رحلة الوحدة والشقاء، في دروب لا جدران تستند إليها، ظهرها لريح واحدة، ووجها لألف! مضت عني إلي، وهي تغني: «ما كسرتُ فيما كسرتُ إلاّ خاطري ولا جرحت فيما جرحتُ إلاّ شعوري ولا آذيت لو نملة، قيد أنملة». ذاك كان الموجز. أما التفاصيل: فتعبت. روعة يونس rawa.younis@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©