الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كريستينا فيرنانديز··· تأييد يخبو لـ هيلاري الأرجنتين

كريستينا فيرنانديز··· تأييد يخبو لـ هيلاري الأرجنتين
31 مايو 2008 01:52
عندما دخلت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر في صراع مع المزارعين الذين قاموا بسد الطرق السريعة بعد إعلان حكومتها عن زيادة الضرائب على الصادرات مؤخراً، فإن موقفها كان واضحاً لا لبس فيه، حيث وصفتهم بـ''المضرِبين الأغنياء''، ولم تستطع إخفاء الاستياء في صوتها· وقد شجع العديد من المؤيدين السيناتورة السابقة في معركتها مع بارونات قطاع الزراعة الذين يُقال عنهم إنهم يحرضون على الإضراب· غير أن عنادها، عقب نقص الإنتاج الغذائي وارتفاع الأسعار، أثار أيضاً أكبر احتجاجات مناوئة للحكومة تعرفها العاصمة بيونس أيرس منذ أزمة 2001 التي أدت إلى انهيار مالي في البلاد· وتقول ''بولونيا جوميز''، وهي واحدة من سكان العاصمة، عن الرئيسة فيرنانديز دي كيرشنر: ''إنها متغطرسة··· إنها مستبدة''· ومن جانبها تقول ''باتريسيا مالدونادو'': ''إنها متغطرسة··· لا أطيق نبرتها''· فيرنانديز دي كيرشنر -التي يسميها البعض ''هيلاري أميركا اللاتينية''- دخلت القصر الرئاسي بسهولة الخريف الماضي مباشرة بعد انتهاء ولاية زوجها وسلفها نيستور كيرشنر، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة، غير أنه بعد ستة أشهر على وصولها إلى سدة الحكم -وبعد صراع متواصل مع المزارعين، اندلع من جديد يوم الثلاثاء الماضي، وتوتّر مع وسائل الإعلام، ومخاوف من أزمات اقتصادية قد يخبئها المستقبل، وأسلوب خشن يقول الكثيرون إنه صدامي جداً- فإن شعبيتها سرعان ما انهارت، حسبما تفيد بذلك استطلاعات رأي مختلفة· كان الناخبون يريدون النمو الاقتصادي الذي حققه زوجها، والذي أبعد البلاد عن حافة الهاوية، ولكنهم كانوا في الوقت نفسه يريدون زعيمة أكثر دبلوماسية على الساحة الدولية، وامرأة يمكن أن تحقق التوافق مع الفصائل المختلفة داخل المجتمع الأرجنتيني· غير أن ما يقولونه اليوم هو أنهم لم يحصلوا على هذه ولا تلك· وفي هذا السياق يقول ''مارك جونس''، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ''رايس''، والذي يقدم آراءه الاستشارية للحكومة الأميركية: ''الكثير من الأشخاص كانوا يعتقدون أن حياةً سياسية جديدة ستظهر، وأنها (فيرنانديز دي كيرشنر) ستعمل بشكل أفضل مع المعارضة، ولكن ما نراه في الواقع هو استمرارية مباشرة لفترة (زوجها وسلفها) نيستور كيرشنار الرئاسية''· وحسب ''خورخي خياكوبي''، الخبير في استطلاعات الرأي في بيونس أيرس، فقد انخفض معدل تأييد فيرنانديز دي كيرشنر من 42 في المئة وقت تنصيبها في ديسمبر إلى 23 في المئة اليوم، انخفاض أظهرته أيضاً استطلاعات أخرى للرأي طعنت فيها كيرشنر الأسبوع الماضي ووصفتها بأنها ''زائفة وغير حقيقية''· والأكيد أن الوقت ليس إلى جانبها، فطالما تساءل الاقتصاديون بشأن ما إن كانت السياسات الرامية إلى رفع النمو الاقتصادي التي تبناها كيرشنر إلى جانب تحديد الأسعار، يمكن أن تدوم على المدى البعيد، غير أنه إذا كان الناتج الداخلي الخام قد ازداد بمتوسط 8 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية، فإن الأرجنتين اليوم تواجه، بالمقابل، معدل تضخم يقدر بما يصل إلى 25 في المئة، وإن كانت الأرقام الرسمية تقول إن المعدل هو 9 في المئة· وتُتهم إدارة فيرنانديز دي كيرشنر بتضييع وتبذير الموارد بسبب المحسوبية والإنفاق العام في أوج فترة ارتفاع الأسعار· وفي هذا الإطار، يقول ''روسيندو فراخا''، المحلل السياسي في العاصمة الأرجنتينية، إنها تستطيع تصحيح التضخم، إلا أنه لم يصدر عنها ما يشير إلا أنها ستنتقل إلى تدابير لا تحظى بالشعبية مثل زيادة معدلات الفائدة أو رفع قيمة العملة الأرجنتينية ''البيسو''· وبينما يزداد القلق -في ضوء تقارير عن إقبال الأرجنتينيين من الطبقة الوسطى على شراء الدولار الأميركي لحماية أنفسهم من انهيار محتمل للعملة- فإن أكبر أزمة تواجهها فيرنانديز دي كيرشنر اليوم هي إضراب المزارعين الذي اندلع في مارس الماضي بعد أن أعلنت عن زيادة الضرائب على صادرات حبوب الصويا وبذور عباد الشمس إلى ما يزيد على 40 في المئة· وتقول حكومتها إن هذه السياسة ترمي إلى توزيع أكثر عدلاً للثروات والعمل على بقاء أسعار الغذاء الداخلية منخفضة، لكن الأرجنتينيين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج بعد أن دعا المزارعون، يوم الثلاثاء الماضي، إلى ثالث إضراب في ظرف لا يتعدى الشهرين، احتجاجاً على الضرائب المفروضة على الصادرات، حيث سيتوقفون عن بيع الحبوب والماشية إلى الأسبوع المقبل· وإلى ذلك، اتهمت فيرنانديز دي كيرشنر وسائل الإعلام عدة مرات بعدم الحياد، وهو ما يعد تصعيداً في معركة بدأت في عهد إدارة زوجها· وتعليقاً على ذلك يقول ''فراخا'': ''التضخم، والصراع مع القطاع الزراعي، والصراع مع وسائل الإعلام كلها عوامل أثّرت سلباً على شعبيتها''· وإضافة إلى ذلك، عرفت العلاقات مع الولايات المتحدة فتوراً أيضاً، ولاسيما عقب فضيحة تتعلق بتمويل غير قانوني مفترض للحملة الانتخابية من قبل فنزويلا· ولكن فيرنانديز وصفت التحقيق، الذي تقف وراءه الولايات المتحدة، بأنه ''عملية لا قيمة لها''· عندما انتخبت فيرنانديز دي كيرشنر رئيسةً للبلاد -في وقت كانت ''ميشيل باشليت'' تحكم تشيلي المجاورة- كانت ثمة آمال كبيرة في أن يشكل ذلك بداية عهد جديد للنساء في المجتمع الأميركي اللاتيني، وهو أفق مازال يحمس مؤيديها· وفي هذا السياق تقول ''سيلفيا خيمينيس''، التي تدير متجراً سياحياً في أحد مطارات بيونس آيريس: ''أشعر بالفخر أن تكون لدينا امرأة في منصب الرئاسة، وخاصة امرأة لديها مثل هذه التجربة''· سارة ميلر لانا- بيونس أيرس ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©