الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد بن سلطان بن خليفة: برنامج «تحقيق أمنية» الاحتفالي

26 ابريل 2010 12:52
هُم أناس اختاروا أن يشاركوا الأطفال المرضى وأهاليهم أصعب أوقاتهم للتخفيف عنهم، وزرع البسمة في وجوههم، وإدخال السعادة على قلوب تقلبت في الوجع طوال سنوات. اختاروا أن يحققوا أمنيات الأطفال المصابين بأمراض مستعصية فأنشأوا مؤسسة “تحقيق أمنية”، التي تحتفل بالذكرى الثلاثين لقيامها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. لكبيرة التونسي (أبوظبي) ـ تحتفل مؤسسة “تحقيق أمنية” في الإمارات مع مثيلاتها حول العالم بذكرى التأسيس الثلاثين، على مدار أربعة أيام كاملة، تحقق خلالها 100 أمنية دفعة واحدة على مستوى الإمارات السبع، وتعرف بأهداف المؤسسة الإنسانية، وتفتح أبواب المشاركة والتطوع والتبرع ومد يد العون لهؤلاء الناس الذين هم في أمسِّ الحاجة لمن يخفف عنهم أحزانهم معنوياً. 100 أمنية عن مؤسسة “تحقيق أمنية” في الإمارات، يقول الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، عضو مؤسسة “تحقيق أمنية” في الإمارات: “تعمل المؤسسة منذ تأسيسها في الإمارات سنة 2004 على تحقيق أمنيات الأطفال من مواطنين ومقيمين ممن يعانون أمراضاً مزمنة وخطيرة تجعل حياتهم مهددة في أية لحظة”، لافتاً إلى أن مؤسسة “تحقيق أمنية” الإماراتية التي تترأسها حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي بأبوظبي، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان أخذت على عاتقها وبجهود فريق من المتطوعين غرس البهجة في قلوب هؤلاء الأطفال، ورسم الابتسامة على وجوههم، على الرغم من آلامهم ومعاناتهم. ويضيف: “أراد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة أن نكون إلى جانب أطفال يعانون أمراضاً مستعصية، أطفال لا حيلة لهم، يتقلبون في أوجاعهم هم وعائلاتهم، ونحاول أن نكون إلى جانبهم لرسم الابتسامة على شفاههم، وذلك من خلال تحقيق أمنياتهم، وهذه مسألة معنوية تضفي على قلوبهم السعادة، وتشعرهم بأن هناك من يساعدهم ويتذكرهم، وأن هناك من يقول لهم نحن هنا معكم”. أهداف إنسانية يقول الشيخ زايد: “حين نقوم بهذا العمل الإنساني نعتبر الأمر من واجباتنا كبشر تجاه بعضنا، فنشعر بالمرضى، ونمد لهم يد العون، حيث نرفع من معنوياتهم ونخفف عنهم مصابهم، ليدركوا أن هناك من يقف إلى جانبهم، فنحن نعرف الضغط النفسي الكبير الذي يتخبط فيه الطفل المريض وأهله”، موضحاً أن المؤسسة “لا تفرق في تحقيق أمنيات الأطفال المستعصية أمراضهم بين مواطنين ومقيمين؛ لأن المسألة إنسانية، وغير مشروطة بجنسية محددة”. وعن كيفية تلقي الطلبات وآلية التعامل معها، يقول: “نعمل بشكل متواصل مع إدارات المستشفيات، حيث تزودنا ببعض الحالات التي تتوافق مع شروط المؤسسة، لكن البعض يراسلنا على البريد الإلكتروني الخاص بمؤسسة (تحقيق أمنية) في الإمارات، وهناك لجنة من الأطباء تدرس الطلبات المقدمة، وتختار منها ما يتوافق مع لوائح المؤسسة وشروطها”، لافتاً إلى أن تحقيق أمنية واحدة يتطلب 10 ساعات من العمل المتواصل، تتضمن البحث عن الحالة ودراسة الملف. ويتحدث الشيخ زايد عن طبيعة الأمنيات التي تحققها المؤسسة للأطفال، فيقول: “منذ انطلاق مؤسسة (تحقيق أمنية) في الإمارات استطعنا تحقيق حوالي 80 أمنية، لكن منذ بداية هذا العام تم تحقيق 100 أمنية على يد والدي سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، وكان هذا الأمر دافعاً لنا للعمل على تحقيق المزيد احتفالاً بالذكرى الثلاثين على إنشاء مؤسسة تحقيق أمنية حول العالم، وكل ذلك بجهودنا وبجهود المتطوعين الذين لا يسعون إلى الشهرة، همهم الأول تحقيق الأمنيات، وما يساعدنا على ذلك التنظيم الذي يعتبر واحداً من أهم الأمور في مثل هكذا أعمال خيرية، بالإضافة إلى الحفاظ على خصوصية الأطفال الذين نقدم خدماتنا لهم، حيث إن أعضاء مجلس الإدارة حريصون على التعامل مع جميع ملفات الحالات بكثير من السرية، إلا إذا وافق بعض أولياء الأمور على ظهور طفلهم أو طفلتهم في وسائل الإعلام”، مؤكداً أن المؤسسة لم تتوان عن تحقيق أية أمنية من شأنها أن ترفع من معنويات طالبها. وبين أن الدولة بصدد إقامة احتفالات بهذه المناسبة تتضمن برامج توعية بأهداف المؤسسة الإنسانية، داعياً الجمهور إلى التبرع أكثر وتقديم يد العون لهؤلاء الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للمساندة المعنوية، وإدخال الفرحة على قلوبهم. دعوة للتبرع والتطوع حول التساؤلات التي تثار حول تحقيق 80 أمنية فقط منذ انطلاق المؤسسة، يقول الشيخ زايد: “نحاول أن نصل إلى الأطفال المرضى في كل الإمارات، ونحاول تحقيق أمنياتهم. واحتفالاً بذكرى التأسيس، سنعمل على تحقيق أكثر من 100 أمنية دفعة واحدة”، موضحاً أن الإعلام بدأ يقدم دعماً كبيراً لهذه المؤسسة، ويساهم بالتعريف بها، وبالتالي زاد إقبال الناس على المؤسسة لتحقيق أمنيات أولادهم، وكذلك إقبال المتطوعين، على الرغم من أن ما تحقق لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. ويبين أن مؤسسة “تحقيق أمنية” في الإمارات، التي تحتفل مع مثيلاتها من مؤسسات “تحقيق أمنية” حول العالم بالذكرى الثلاثين للتأسيس، لن تكتفي بالاحتفال ليوم واحد فقط، بل ستحتفل لمدة أربعة أيام في الـ”مارينا مول”، وسيساهم هذا الحدث في الوصول إلى كل شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، وهذه فرصة إضافية لتسليط الضوء على أهداف المؤسسة والإحاطة بإنجازاتها، مشيراً إلى أن المؤسسة تريد جذب انتباه الناس إلى فئة من الأطفال الذين هم بحاجة إلى أيادٍ بيضاء وقلوب رحيمة، كما تريد التعريف بأهمية انخراط المتطوعين في عمل المؤسسة للمشاركة في تحقيق الأمنيات. ودعا الشيخ زايد الجميع إلى لتطوع والتبرع، لافتاً إلى أن مؤسسة “تحقيق أمنية” ترغب بتأسيس بيئة تبرع تدوم مستقبلاً، أي ألا يقتصر التبرع والتطوع على حدث معين، كما تريد المحافظة على خصوصيتها كمؤسسة موجودة في الإمارات، وذلك بما يتوافق مع العادات والتقاليد، مؤكداً عدم قبول أي تمويل من الخارج. ويبين أن “المؤسسة الأم تضع ضوابط إجرائية عامة، إلا أنها لا تتدخل في تفاصيل أمنيات أطفالنا وطرق تحقيقها، ولا في طرق إدارة المؤسسة في الإمارات ومهامها اليومية”. سقف الأمنيات عن طبيعة الأمنيات التي يتم تحقيقها في الإمارات، يقول الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، عضو مؤسسة “تحقيق أمنية”: “نحاول تحقيق كل أمنيات الأطفال الذين توافقت حالاتهم مع معايير المؤسسة، لكن في حدود الاستطاعة والمقدرة والمعقول، فمثلاً هناك طفل يطلب رؤية (سوبر مان) وقضاء يوم معه، أو زيارة الفضاء، وهناك أطفال يتمنون أن يعيشوا في بيت مثل البيوت التي تظهر في بعض الأفلام، وتحقيق هكذا أمنيات مستحيل، لكن حتى الآن لم تعترضنا مثل هذه الصعوبات، بحيث كل أمنيات الأطفال بريئة، مثل طلب (لاب توب) كمبيوتر محمول، أو زيارة (ديزني لاند)، أو جولة في الطائرة، أو القيام بعمرة، وغير ذلك من الأمنيات التي بإمكاننا تحقيقها”. حزن وابتسامة في الذاكرة عن ذكرياته، وهو يحقق شخصياً أمنيات الأطفال المستعصية أمراضهم، يقول الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان: “هناك ذكريات أليمة، كما أن هناك بعض المواقف التي أعتبرها في غاية الصعوبة، خاصة عند رؤية طفل يتألم ولا يعلم أن مرضه يهدد حياته في أية لحظة، وفي بعض الأحيان أصارع الوقت لتحقيق أمنية ما، خوفاً من حدوث مكروه للطفل قبل رؤية أمنيته تتحقق، لكن هناك جانب آخر مضيء في الذاكرة، وهو عند رؤية فرحة طفل وقد تحولت أمنيته واقعاً، وكل هذه المواقف مؤثرة بالنسبة لي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©