الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مسافي» المكان المفضل لدى أهل الإمارات الشمالية لقضاء أروع الأوقات منذ القدم

«مسافي» المكان المفضل لدى أهل الإمارات الشمالية لقضاء أروع الأوقات منذ القدم
26 ابريل 2010 20:23
عند وصولك إلى مسافي تجد منطقة تختلف عما سواها من مناطق الإمارات، تنتشر بيوتها في أحضان الجبال المحيطة كما الزهور في بستانها، شاهدة على تكيف الإنسان مع الطبيعة، خصوصا إذا كانت تلك الطبيعة ساحرة وذات خصائص مميزة تجعل منها المكان المفضل لدى أهل الإمارات الشمالية لقضاء أروع الأوقات منذ القدم وحتى يومنا هذا، وإن أصبح يشاركهم في ذلك العديد من الزائرين من مختلف أنحاء الإمارات، من وافدين ومقيمين، بعدما صارت وسائل المواصلات أكثر سهولة ويسراً. تقع مسافي في المنطقة الشرقية، وتتوسط سلسلة الجبال الممتدة هناك من الذيد وحتى رأس الخيمة، وتبلغ مساحتها، 5 كيلو مترات مربعة تقريباً، وتتميز بسمات عديدة جعلت منها منطقة متفردة في دولة الإمارات منها: 1-انعدام الرطوبة فيها تقريباً على مدار العام. 2-المناخ المعتدل من حيث توسط درجات الحرارة. 3-كثرة العيون المائية والتي تعطيها جمالاً وبهاءً غير عادي بما تتيحه من مساحات خضراء تنتشر في سفوح الجبال. 4-المياه المتجمعة في تلك العيون تمثل مصدر رئيسي لكثير من الأودية التي تصب في أكثر من إمارة، وهو ما يجعل منها مصدراً رئيسياً للحياة والزراعة للكثير من أبناء الإمارات. والعوامل السابقة جعلت من أرض مسافي شديدة الخصوبة وبرع أهلها في زراعة أنواع من المحاصيل مثل الهامبا (المانجو)، النخيل، الليمون، الذرة، السفرجل، التفاح، البرتقال، الياس، وفي تصريح سابق للاتحاد ذكر علي خميس المحرزي أن نساء مسافي كن قديماً يستخدمن أوراق شجر الياس لتعطير ملابسهن، لما له من رائحة ذكية، لكن دهشتك سرعان ما تتراجع حين يخبرك المحرزي أن مسافي كانت أشهر منطقة في الخليج العربي لزراعة المانجو، وترى بأم عينك جذعاً لإحدى أشجار المانجو يمتد عمره لأكثر من سبعمائة عام. وتتواتر إليك المعلومات لتؤكد لك أن أشجار المانجو التي كانت تُزرع في مسافي عرفت أيضاً بكثرة ثمارها ورائحتها النفاذة، فثمار الشجرة الواحدة تكون بالآلاف، أما الرائحة فتستمر يومين أو ثلاثة في المكان الذي توجد به. رغم ذلك لم يعتمد أهالي مسافي على الزراعة وحدها كمصدر للدخل، بل اعتمدوا أيضاً على تجارة العسل الذي كانوا يجمعونه من الكهوف الجبلية الموجودة في جبال مسافي، وكان اشتغال أهالي مسافي بالزراعة وتجارة العسل منذ القدم سبباً في أن تتميز بثقل اقتصادي بالنسبة لغيرها من المناطق المجاورة، حيث نَعِمَ أهلها بالعيش الكريم نظراً لما كانت تدره الزراعة وتجارة العسل من دخول مالية جيدة. كما أشار إلى أن الاستقرار الاقتصادي في مسافي منذ القدم جعل منها مركزا ثقافيا وحضاريا أيضاً بالنسبة للقرى والمناطق المجاورة، حيث انتشرت بها المدارس الدينية لتحفيظ القرآن الكريم وبعض العلوم الدينية. بل وشهدت ستينيات القرن الماضي إنشاء أول مدرسة نظامية في مسافي قدمت الخدمات التعليمية لأبناء القرية وغيرها من القرى المجاورة. وبرغم الطفرة الحضارية التي شهدتها مسافي بعد قيام الاتحاد، وانتقال السكان من العيش في البيوت الحجرية إلى بيوت حديثة تتوفر فيها كافة المرافق من كهرباء ومياه ووسائل اتصال، إلا أن مسافي لا زالت تحتفظ ببساطتها وبعدها عن مظاهر المدنية الصاخبة من مجمعات تجارية أو مبانٍ شاهقة الارتفاع، وهذا بالضبط سرّ ما تستشعره النفس من صفاء وجمال في ظل الخضرة والمشاهد الطبيعية. أما اسمها «مسافي» فأوضح أنها سميت بهذا الاسم لكثرة الماء الصافي الموجود بها. وعندما جاء الإنجليز كانوا ينطقونها بالسين وليس بالصاد، وكثرة هذا الماء الموجود فيها جعلها المصدر الرئيسي لكل الأودية التي تجري على أرض الإمارات، ومن أشهر هذه الأودية: وادي حام الذي يصب في الفجيرة، وادي سيجي ويصب بين رأس الخيمة وأم القيوين في منطقة المدفق على الخليج العربي، وادي العبادلة ووادي الطيبة ويصبان في دبا، وادي الوريعة ويصب في الفجيرة. وعن القلعة الموجودة في مسافي، قال علي خميس إنها أعلى قلعة في الإمارات، وتم تشييدها في هذا المكان المرتفع لأغراض المراقبة وحماية القرية من الأعداء. وهي مبنية من الحصى والحجارة، لكنه سعى إلى تطويرها وجعلها عنصر جذب لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين الذين يرغبون في التعرف على مسافي والاستمتاع بطبيعتها البكر، وبالفعل أقام سبعة شلالات تهبط مياهها من أعلى القلعة، وكل شلال منها يرمز إلى إمارة من إمارات الدولة السبع، كما أنه أحضر إلى القلعة العديد من الأشجار النادرة من مختلف دول العالم لتكون شاهداً على التواصل بين المجتمع الإماراتي والعالم الخارجي، بالإضافة لوجود مغارة كبيرة أسفل القلعة قام بتجهيزها بشكل يسمح للزائرين بالتعرف على ماهية الكهوف والمغارات وكيف استطاع الإنسان التعايش مع البيئة الجبلية.
المصدر: مسافي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©