سعيد هلال، عماد عبدالباري (أم القيوين، رأس الخيمة) - تنجز الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء إنشاء محطتي توزيع الكهرباء الرئيسيتين في أم القيوين ورأس الخيمة، بتكلفة 180 مليون درهم، خلال شهر أكتوبر المقبل، ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تطوير قطاعي الماء والكهرباء في مختلف مناطق الدولة، بتكلفة 1?470 مليار درهم، بحسب معالي سهيل محمد المزروعي وزير الطاقة، رئيس مجلس إدارة الهيئة.
جاء ذلك خلال تفقده أمس محطة توزيع الكهرباء في منطقة أم الثعوب بأم القيوين، بحضور محمد محمد صالح مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء وعدد من المسؤولين بالوزارة.
وأكد المزروعي أن الوزارة تسعى جاهدة لتقديم أفضل الخدمات للمستهلكين من خلال مشاريعها الحيوية التي تنفذها باستمرار في مختلف إمارات الدولة، مضيفا أنه لا توجد لدى الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء قوائم انتظار لمباني تجارية في أم القيوين، فجميعها تمت الموافقة عليها بتزويدها خدمة الكهرباء والماء.
ووصلت نسبة إنجاز المحطة حتى الآن 25%، وتبلغ طاقتها 132 ك/ط، بتكلفة 80 مليون درهم، ستغطي احتياجات الإمارة وبقية المناطق مستقبلاً، وسيتم تزويدها بالطاقة من أبوظبي بواسطة كابلات أرضية، فيما يجري العمل على إنشاء محطة كهرباء مماثلة في رأس الخيمة بتكلفة 100 مليون درهم، وتقع في منطقة دهان.
وقال وزير الطاقة، إن هذه المشاريع الحيوية ستواكب التطور العمراني والحضاري لإمارات الدولة، وستساهم بشكل كبير في جذب المستثمرين إليها، وستشجع المواطنين على إيجاد فرص استثمارية جديدة.
وأشاد معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة، بجهود واهتمام الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، على توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين، وسعيها الدائم إلى توفير الطاقة للمباني السكنية والتجارية والصناعية وغيرها من المنشآت الحيوية في مختلف مناطق الإمارات.
وأكد أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وجه الوزراء والمسؤولين في جميع الدوائر الحكومية بضرورة النزول للميدان ومتابعة احتياجات المواطنين عن قرب، وتلبيتها في أسرع وقت، وكذلك متابعة المشاريع الحيوية التي تنفذها القيادة الرشيدة.
وأضاف أن هذه الزيارة تأتي من أجل توجيه المقاولين بسرعة إنجاز مشاريع الوزارة، حتى تتمكن من تلبية احتياجات المستهلكين سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات حكومية وخاصة، لافتاً إلى أن الموافقة على طلبات الحصول على خدمة الكهرباء والماء للمباني التجارية كانت في السابق تستغرق من 3 أشهر إلى سنة، إلا أنه بعد الانتهاء من المشاريع الجديدة لن ينتظر مقدم الطلب كثيراً، في حال تقدم بشهادة إنجاز لمشروعه.
وقال إن الوزارة وضعت خططاً مستقبلية للحفاظ على الطاقة للأجيال المقبلة، من ضمنها منع بيع المصابيح العادية في أسواق الدولة، والاعتماد على المصابيح “إل سي دي” لتوفير الطاقة، كما ستضع اشتراطات جديدة للبناء بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه وهيئة الإمارات للمواصفات، بهدف التقليل من إهدار الطاقة في المباني، واستخدامها عند الحاجة. كما أطلقت الوزارة حملة ترشيد لاستهلاك الكهرباء والماء على مختلف المؤسسات التعليمية والحكومية في الدولة، ونفذت زيارات ميدانية، قدمت خلالها الإرشادات والنصائح في كيفية توفير الكهرباء والماء.
وأكد أن الطاقة متوفرة لدى الهيئة، وبإمكانها توصيل الخدمة لأعمدة الإنارة التي لا تعمل في منطقة السلمة بأم القيوين في ثاني يوم من تقديم الطلب، ولكن حتى الآن لم تتقدم أي جهة حكومية في الإمارة بموافقتها بتحمل دفع فواتير الكهرباء الشهرية، مؤكداً أن الهيئة لن تقدم خدماتها مجاناً.
شبكة المياه
إلى ذلك، بلغت نسبة إنجاز مشروع تطوير وتأهيل شبكة المياه في أم القيوين 90%، بكلفة تقدر بـ 300 مليون درهم، وبطول 200 كيلو متر، وتم تشغيل أجزاء من الشبكة الداخلية للإمارة، وجار العمل على تنفيذ ما تبقى من الخطوط الفرعية، والمتوقع الانتهاء منها بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، بحسب معالي سهيل المزروعي.
وأعلنت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء عن استعدادها لتشغيل خط المياه الرئيسي القادم من محطة أبوظبي في الفجيرة الممتد على شارع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك خلال الشهر المقبل، حيث تم توصيله إلى محطة الماء بمنطقة الأبرق بأم القيوين.
وقال: نهدف إلى تحقيق التوازن المائي بعيد المدى بين الموارد المائية المتاحة والطلب عليها خلال السنوات المقبلة، وتفعيل إجراءات المحافظة على الماء وترشيد استعماله في جميع القطاعات، وكذلك تعزيز الرقابة للحد من الإسراف والهدر.
من جهة أخرى اطلع وزير الطاقة على سير عمل مشروع إنشاء وإنجاز محطة تحلية مياه البحر بالتناضح العكسي والتي يجري تنفيذها محطة غليلة لتحلية المياه في رأس الخيمة، والتي ستزيد في كميات المياه العذبة التي تُغَذي مناطق مختلفة في إمارة رأس الخيمة ومن المتوقع البدء في إنتاج المياه اعتباراً من شهر يوليو المقبل واستلام المحطة بكامل طاقتها في نوفمبر 2014.
وقال إن التوسعات الجديدة ستعمل على رفع طاقة محطة غليلة الإنتاجية من المياه العذبة، إلى 4 أضعاف من طاقتها الإنتاجية الحالية التي تبلغ 4 ملايين جالون، لتصل إلى 15 مليون جالون، وبتكلفة إجمالية تصل إلى 550 مليون درهم، منها 325 مليون درهم خاصة بمحطة التحلية، وبالإضافة إلى محطة الضخ يجرى إنشاء خزانات مياه من الخرسانة المسلحة عدد (2) بسعة تخزينية لكل منها 10 ملايين جالون مياه وبتكلفة إجمالية قدرها 73 مليون درهم، ومن المتوقع استلام المشروع في شهر يونيو المقبل.
وقال إن التوسعات الجديدة ستمكن المحطة من توفير المياه العذبة المحلاة من البحر، في منطقة غليلة وباقي المناطق المجاورة، والتي ستضخ إليها في سبتمبر المقبل، حيث ومن شأن إنجاز هذا المشروع المتكامل نقل إنتاج محطة التحلية 15 مليون جالون مياه يومياً إلى مراكز توزيع المياه في البريرات وخزانات توزيع المياه الجديدة في الرمس وسهوات ووادي شعم، وذلك من خلال منظومة من خطوط النقل بأقطار 1200 ملم و1000 ملم جاري.
ونوه بأن المحطة تعمل على تحلية مياه البحر، ولا تتعامل مع المياه الجوفية وفق استخدام أفضل أنواع التكنولوجيا في العالم التي تحافظ على البيئة، والتي تعد من أولويات اهتمام الهيئة، مبينا أنه يتم الكشف على المياه المحلاة بشكل يومي وأسبوعي وشهري من قبل مختبرات حيادية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة.
وأضاف أن الهيئة تقوم باستخدام تقنيات متطورة لمواجهة المد الأحمر، وذلك في تواجد المد تقوم محطات تحلية المياه التابعة للهيئة بوقف شفط مياه البحر واستخدام المياه المخزنة في الآبار الشاطئية لسد النقص في ضخ المياه العذبة.
ترشيد الاستهلاك
ودعا معالي وزارة الطاقة، المواطنين والمقيمين في الدولة إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه خاصة خلال فترة الصيف المقبل، حيث إن الإمارات تستهلك ثلاثة أضعاف الاستهلاك العالمي.
وأضاف أن نسبة التوطين تفوق 80% في الوزارة والهيئة، مبينا أن الهيئة بصدد رفع الهيكل الوظيفي الجديد لمجلس الوزراء الذي سيتم من بعد اعتماده استحداث مجموعة من الوظائف التي ستوفر استقطاب 100 موظف مواطن جديد مع تعديل رواتب الموظفين في الهيئة من المواطنين والمقيمين، منوها بأن الهيئة تتعاون مع مبادرة أبشر، وسيتم بموجب هذا التعاون في توظيف ألفي مواطن خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث انتهت حاليا من إجراء مقابلات مع 1400 مواطن ومواطنة، وعينت 200 مواطن ومواطنة منهم.
رافق معاليه خلال الزيارة محمد محمد صالح المدير العام للهيئة، والدكتور مطر النيادي وكيل وزارة الطاقة والمهندس عبد الرحيم يوسف المدير التنفيذي لدائرة التوليد والإنتاج، والمهندس محمد السويد مدير دائرة المياه والمهندس خالد فايز الشامسي مدير تنفيذي لدائرة الكهرباء والمهندسة عائشة سعيد الشحى مدير إدارة إنتاج المياه في الهيئة الاتحادية، ومحمد خليل الشمسي مدير الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، وعدد من المسؤولين ومديري الإدارات.
عدد اليوم
