تلقى النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام لطمة عنيفة لم يكن يتوقعها يوماً ما، ففي مباراته الأولى على ملعب فريقه لوس أنجلوس جالاكسي الأميركي بعد 5 أشهر من الإعارة في صفوف ايه سي ميلان الإيطالي قوبل بعاصفة من الشتائم، ووجد في استقباله لافتات تدعوه إلى الرحيل وتنعته بالخائن الغشاش، وكانت أقوى هذه اللافتات وأكثرها عنفاً تقول : «كنا هنا من قبلك.. وسنكون هنا رغماً عنك.. وسنظل هنا من بعدك.. ارحل أيها الغشاش.. عليك بالعودة من حيث أتيت» وفي ذيل اللافتة تم وضع علامة «توقف» على رقم 23 وهو رقم قميص بيكهام مع الفريق.
ومع كل لمسة من بيكهام للكرة أثناء المباراة الودية بين فريقه لوس أنجلوس جالاكسي وميلان التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق كانت الجماهير الأميركية تطلق صيحاتها وتوجه له الشتائم، فحاول اللاعب القفز من فوق حواجز الإعلانات والصعود إلى المدرجات عقب نهاية الشوط الأول الأمر الذي استفز الجماهير الثائرة التي حاول بعضها النزول إلى الملعب لمواجهة اللاعب إلا أن تدخل الأمن منع بيكهام من التصادم مع الجماهير وتمت السيطرة على الموقف. وقد اهتمت الصحف الإنجليزية والأميركية بنقل تفاصيل ما حدث وفي تفسيراتها لثورة الغضب التي اجتاحت المدرجات قالت الصحف الإنجليزية إن جماهير لوس أنجلوس جالاكسي تعمدت توجيه الإهانات لبيكهام مستغلة وجود فريق ميلان الذي كان يلعب له على سبيل الإعارة وهو الأمر الذي لم تكن تلك الجماهير تشعر بالرضا تجاهه، خاصة أن بيكهام أعلن في أكثر من مناسبة أنه يرغب في العودة إلى الدوري الإيطالي وربما الدوري الإنجليزي مؤكداً أن كرة القدم في أوروبا أفضل كثيراً من نظيرتها في الولايات المتحدة، ورغم أن بيكهام لم يتجاوز الحقيقة في هذه التصريحات إلا أن الجماهير الأميركية بشكل عام وجماهير لوس أنجلوس جالاكسي بشكل خاص شعرت بالإهانة بسبب تلك التصريحات. وعقب اشتعال الموقف على هذا النحو اتجه عدد من رجال الأمن نحو المنطقة التي انطلقت منها الثورة الجماهيرية المضادة للنجم الإنجليزي من أجل السيطرة على الموقف ومنع احتكاك تلك الجماهير معه، وفي الدقيقة 65 من المباراة التي أقيمت أمس الأول تمكن بيكهام من صناعة هدف لفريقه فتوجه على الفور بالقرب من المكان الذي تتواجد به الجماهير الثائرة وهز كتفية في إشارة منه إلى عدم رضاه عن هتافات الجماهير وأنه يؤدي ما عليه كلاعب محترف، وفي الدقيقة 75 تم استبدال بيكهام ورغم مشاركته في تحقيق التعادل لفريقه إلا أن صيحات الاستهجان لاحقته أثناء خروجه من الملعب، وما زاد من شعور اللاعب بالحزن هو وجود زوجته فيكتوريا وأطفاله الثلاثة في المدرجات لمتابعة المباراة، التي تابعها كذلك صديقه توم كروز الممثل الشهير. وفي تعليقه على ما حدث قال بيكهام عقب انتهاء المباراة في لقاء مع شبكة سكاي للأخبار : «الهتافات العدائية خرجت من مجموعة قليلة من الجماهير، وغالبية الحضور لم يكن لهم علاقة بما حدث، وعموماً فمثل هذه التصرفات متوقعة وواردة في عالم كرة القدم، وأحياناً يحدث ما هو أكثرسوء من ذلك، وقد حاولت الذهاب نحو المدرجات للتهدئة من روع هؤلاء المشجعين، كما أنني كنت أريد السلام على هذا المشجع الذي اندفع باتجاهي ولم تكن هناك نوايا لإحداث أي مشكلة». وقال أحد المشجعين ويدعى ريكاردو فيجيل 28 عاماً وهو شاهد عيان على ما حدث : «لقد اقترب بيكهام من المدرجات وبدأ في الصياح في وجه أحد المشجعين قائلاً له .. تعال إلى هنا.. تعال إلى هنا، وهو ما دفع زميلنا إلى محاولة النزول إلى الملعب لمواجهة بيكهام، إنها المرة الأولى التي أرى فيها أحد اللاعبين يتعامل مع صيحات الجماهير على هذا النحو، فقد سبق وأن قمنا بالهجوم على الكثير من اللاعبين من قبل، ولكنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا النوع من ردود الأفعال، لا ندري ماذا يريد بيكهام؟ هل يريد الدخول في عراك مع الجماهير؟» وقال مشجع آخر يدعى أيريك 34 عاماً : «أعتقد أن هذا المشجع الذي حاول الاشتباك مع بيكهام كان ثملاً، ولا ندري كيف يقوم لاعب محترف بمثل هذه التصرفات ويقوم بالرد على الجماهير، كان لزاماً على بيكهام أن يظل هادئاً وما كان يجب عليه أن يظهر بهذا الشكل غير اللائق، فهو في نهاية المطاف لاعب محترف، وسيكون مذنباً حينما يحاول الرد على الجمهور الساخط عليه».
عدد اليوم
