الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

30% من المصابين بسرطان الدم في دبي أطفال

30% من المصابين بسرطان الدم في دبي أطفال
31 مايو 2008 03:05
تردد على قسم الأورام وطب الأطفال في مستشفي دبي أكثر من 270 طفلا مصابا بمرض السرطان· ويقوم المستشفى سنويا بتشخيص بين 35 و45 حالة مصابة بالسرطان· واستقبل برنامج سرطان الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي 280 حالة منذ تأسيسه· وتتراوح أعمار الأطفال في هذا البرنامج بين الشهر الواحد والـ 13 عاما· منهم من تماثل للشفاء، والآخرون لا يزالون تحت العلاج· وأفاد استشاري الأورام وطب الأطفال في مستشفى دبي الدكتور عبدالرحمن الجسمي أن 30% من مرضى السرطان هم من الأطفال، في مستشفي دبي، يعانون من ''اللوكيميا'' أي سرطان الدم، وعددهم 90 حالة· ووصل عدد المصابين بسرطان الدماغ إلى 36 حالة· اما المصابون بسرطان الغدد اللمفاوية فبلغ عددهم 54 حالة· وتتوزع بقية الحالات على سرطان الكبد والجهاز الهضمي وسرطان العظام· وأرجع الجسمي ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الدم إلى ''السكن بالقرب من المناطق الزراعية''· وأشار إلى عدم وجود احصاءات رسمية دقيقة لرصد عدد الاطفال المصابين بالسرطان على مستوى الدولة· وقال ان قسم أورام الأطفال في مستشفي دبي رعى، منذ إنشائه في العام ،1998 270 حالة، منها حالات مازالت تتلقى العلاج ومنها من لم يفلح العلاج معها· ولفت الى ان ''معظم المترددين على القسم هم من المناطق الشمالية وأكثرهم من إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة''· وكشف الجسمي عن افتقار مستشفيات الدولة، باستثناء مستشفى توام في العين، إلى أجهزة الكشف المتطورة لا سيما جهاز ''الفحص الاشعاعي'' لمرضى السرطان، مؤكدا أن الكثير من المرضى يسافرون الى الخارج لإجراء ''الفحص الإشعاعي''· وأسف الجسمي لعدم توفر العلاج ''الجيني و النووي''، وهو أحدث علاج معتمد عالميا، في مستشفيات الدولة· وأشار الى أن علاج زراعة النخاع العظمي غير متوفر في الدولة وأن معظم المرضى يسافرون الى سلطنة عمان والسعودية ومصر والاردن لتلقي العلاج· وأكد على أن زراعة النخاع تساهم في علاج الحالات المستعصية· وأوضح أن الحالات المتقدمة تحتاج إلى جرعات كبيرة من العلاج الكيماوي الذي يتسبب في ''تحـــــــطم النخـــــاع''، مما يتطلب حاجة المريض إلى زراعة النخاع العظمي· وطالب الجسمي بضرورة إنشاء مركز لزراعة النخاع العظمي على مستوى الدولة لعلاج مرضى السرطان، وقال إن ''الدولة لديها ما يكفي من الامكانات التي تساعدها على سرعة إنجازه''· ولكن رغم كل المطالبات يبقي هناك ما وصفه ''بالتعطيل'' الذي يحول دون انشائه· واعتبر أن سفر المرضى الى الخارج على نفقة الحكومة يتطلب تكاليف ''مرتفعة جدا''· وتتراوح تكلفة زراعة النخاع العضمي ما بين 500 الف ومليون درهم للمريض الواحد· وأشار الجسمي إلى المعاناة التي يتكبدها أهالي المنطقة الشمالية في الدولة لعدم توفر خدمة العلاج بالقرب من مناطقهم· موضحا أن مريض السرطان يتلقى جرعات بشكل أسبوعي ''حسب انتشار المرض'' ومدة العلاج تتراوح بين أربع وثمانية أشهر ''مما يستدعي عزل المريض في الفجيرة عن أسرته لتلقي العلاج في مستشفيات دبي''· ويشير دليل الإحصاء السنوي الصادر عن هيئة الصحة في دبي إلى أن عدد حالات الإصابة بالسرطان التي دخلت مستشفى دبي ارتفع من 2195 حالة عام 2004 إلى 2879 حالة عام ·2006 وارتفعت أعداد المواطنين المصابين بالسرطان من 471 مصاباً عام 2004 إلى 747عام 2006 بنسبة تقترب من 40% خلال عامين فقط· وأشار الجسمي الى نسبة نجاح علاج ''اللوكيميا'' عند الأطفال وصلت الى 75%، وبلغت نسبة نجاح علاج سرطان الغدد اللمفاوية الـ 90 %، فيما تنخفض نسبة نجاح علاج سرطان العظام الى الـ 40% وتتدنى نسبة نجاح علاج سرطان الدماغ الى حدود الـ 20% فقط· وحث الجسمي الجهات المسؤولة في الدولة على ''ضرورة إنشاء مركز لأبحاث السرطان ولإجراء دراسات متخصصة حول التأثير البيئي على انتشار المرض ولإجراء فحص دائم على جميع المواد التي تدخل إلى الدولة سواء غذائية أو أدوية أو مستحضرات طبية أو تجميلية''· وعن مسببات الاصابة بالسرطان، قال الجسمي إنه ''لا يوجد مسبب ثابت وإنما الأمر يعود احيانا إلى عوامل وراثية او ما يسمى بـ''الطفرات الجينية''، وهو معروف في الدول الصناعية''· واضاف ان العلماء ربطوا بين ''الطفرات الجينية'' وبين تلوث البيئة سواء بالغازات اوبالكيماويات، مشيرا الى انها تدخل الجسم وتعمل على خلق تغيرات خطيرة وتنمو بطريقة متسارعة في جسم الانسان· وأوضح أن استخدام المبيدات الحشرية خصوصا في المناطق الزراعية يؤدي الى ارتفاع نسبة انتشار أمراض السرطان· واعتبر أن ارتفاع نسبة مرضى اللوكيميا بين الاطفال في الدولة ناجم عن القرب من المناطق الزراعية· ولفت الى وجود علاقة مرض السرطان وبين قرب المساكن، ايضا من المولدات الكهربائية· وحث على وجوب العمل على ''إبعاد'' المولدات الكهربائية عن المناطق السكنية تفاديا لانتشار الامراض السرطانية· وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الإصابة بأمراض السرطان في الدول النامية، ومن بينها دول الخليج حيث نسبة المصابين بالسرطان من 120 الى 140 مصابا لكل 100 ألف نسمة خلال الاعوام الخمس الماضية· فيما انخفضت معدلات الإصابة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية من 360 الى 420 لكل 100 ألف نسمة بعد عام 2000 ''بسبب الإجراءات التي طبقت للسيطرة على المواد المسرطنة في مستحضرات التجميل، وقرار منع التدخين''· واعتبر الجسمي أن ارتفاع نسبة انتشار المرض في الدول العربية ''أمر مفاجئ'' لا سيما أن الدول العربية ليست من الدول الصناعية· وقال ''بالنسبة لنا في الامارات، فإن ما يحصل هو ضريبة للتقدم والتطور، حيث تشهد الدولة نهضة سريعة صناعية واقتصادية وعمرانية''· واعتبر أن انتشار المرض في البلاد ''أمر لا يستهان به'' خصوصا في المناطق الشمالية· وقال ''إن التطور الكبير في مجالات الحياة لابد أن يقابله الحد من انتشار الأمراض الناجمة عن هذا التطور''· وشدد على ضرورة إجراء حملة للكشف المبكر عن السرطان على مستوى الدولة، وأشاد بقرار هيئة ابوظبي للصحة بإطلاق حملة مماثلة، ''أما في دبي فتوجد مبادرات قليلة جدا''· وحذرت دراسة طبية جديدة نشرتها مجلة ''علم الوباء وصحة المجتمع'' في عام ،2006 من أن التلوث الجوي الناتج عن الأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات ومركبات النقل الأخرى، يزيد خطر إصابة الأطفال بالأمراض السرطانية الخبيثة· ووجد الباحثون في جامعة بيرمنجهام البريطانية، بعد متابعة أكثر من 22 ألف طفل قضوا ضحية السرطان في بريطانيا بين عامي 1955 - ،1980 وكانوا يسكنون بالقرب من محطات النقل، أن مواد كيميائية معينة كانت منتشرة بالقرب من مناطق سكنهم أدت إلى إصابتهم بالمرض الخبيث·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©