السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أن ترحل» تكشف الجحيم في جنة الهجرة الموعودة

«أن ترحل» تكشف الجحيم في جنة الهجرة الموعودة
20 يوليو 2009 23:29
صدرت في السويد ترجمة جديدة إلى اللغة السويدية لرواية «أن ترحل» للروائي المغربي الطاهر بن جلون، وهي العمل السادس عشر الذي ينشر له باللغة السويدية. وتتناول الرواية العلاقة بين الشرق والغرب، عبر تجربة المهاجرين المغاربة الى إسبانيا. العلاقة، التي هي أبعد من مساحاتها الجغرافية القصيرة، كما جاء في المراجعة النقدية التي كتبها بيرون ووكر بمناسبة صدورها « 14 كليو مترا هي المسافة الفاصلة بين المغرب وإسبانيا، لكنها وفي بعدها الحقيقي تتجاوز ذلك بكثير، إنها مسافة بين قارتين، بين أوروبا وأفريقيا بين المسيحية والإسلام بين الفقر والغنى». ويصف ووكر «بطلها واسمه عازل (اسمه الحقيقي عز العرب) بأنه رمز لاختلال العلاقة بين الضفتين. فالوصول إلى الجنة كما يصفها عازل لا يحتاج إلى أكثر من عبور المياه، ودون الوقوع بأيدي دوريات رجال الشرطة، لكنه لم يسأل نفسه يوما أي ثمن سيدفعه مقابل الوصول إلى هناك؟. لقد عرض عليه أحد السائحين الإسبان رحلة مجانية الى الضفة الأخرى. لم يفكر عازل بثمن هذا التبادل الجغرافي، حيث كان كل ما يريده هو الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر ولاشيء آخر». الرواية تنطلق من تجربة شاب مغربي ثم تتسع لتحوي حيوات وعوالم وتمزقات وفقدان لآمال عظام لتنتهي بعودة خائبة وتبديد لأحلام. إنها رواية تصف عالما غير مستقر، ولا تقدم أجوبة شافية على ما تطرح من أسئلة؛ وهي كذلك رواية مستفزة، لأنها توصف حياة بشر، تائهون، بل أبعد من هذا «انها تصف عالما كاملا، مضطربا ومختلا»، كما يقول الناقد السويدي ووكر. مكان الحدث في رواية «أن ترحل» مدينة طنجة المغربية، حيث يعيش الشاب عازل حياة تشرد وبطالة، رغم حصوله على شهادة الحقوق وفي إحدى المرات يتعرض عازل فيها لملاحقة وتعذيب رجال الشرطة، فيقرر اثرها اللجوء إلى الإسباني ميشال ليساعده مع أخته كنزة للرحيل إلى الضفة الأخرى ويرتب لهم ميشال طريقا شرعيا للسفر عبر اقترانه صوريا بأخته وإشهار إسلامه وأبرامه عقد عمل لعازل وهناك، وفي بداية حياتهم، بدا لهما انهما يعيشان حقيقة في الجنة، لكن سرعان ما أنقلبت الأمور ضدهما حين بدأ ميشال يغار من علاقة عازل مع شابة غجرية، وخوفه أن يتركه وينهي العلاقة الشاذة التي تجمعه به، فيقرر سحب إقامته وبعد تنفيذ ما أراد ميشال، وفي لمحة بصر، صار عز العرب مهاجرا غير شرعي، تطارده الشرطة الإسبانية في كل مكان وحين قبضت عليه الشرطة وهو يحمل مخدرات في جيب بنطاله، عرض عليهم التعاون، والعمل على كشف التنظيمات الإسلامية السرية الناشطة في إسبانيا مقابل السماح له بالإقامة في بلادهم. وبعد حين سيدفع عازل ثمن عرضه، فالمنظمات السرية وبعد معرفتها بدوره كمخبر مندس يعمل لصالح الشرطة الإسبانية حسمت أمرها بتصفيته. وذات ليلة وجد عازل مذبوحا في أحد شوارع المدينة. مصير أخته لم يكن أقل تراجيدية. فالرجل التركي الذي تزوجته، أكتشفت بعد مدة أنه متزوج وعنده أولاد لم يخبرها بوجودهم من قبل، فتقدم، أثر هذا، وفي لحظة يأس على الانتحار، لكنها لم تفارق الحياة، فتعقد العزم على العودة ثانية إلى المغرب، خائبة وممزقة، بعد تجربة مريرة مع الغربة عاشتها مع أخيها عازل، في الجنة الموعودة، التي ظهرت لهما بعد حين انها الجحيم بعينه.
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©