الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد البريكي: بيت الشعر لا ينتصر لاتجاه شعري معيَّن

محمد البريكي: بيت الشعر لا ينتصر لاتجاه شعري معيَّن
8 مارس 2013 23:55
إبراهيم الملا (الشارقة)- دأب بيت الشعر بالشارقة منذ تأسيسه على إقامة بعض الدورات والورش السنوية التخصصية حول فن الشعر والعروض، وإضاءة بعض الجوانب الشارحة لأنواع واتجاهات وأساليب التعاطي مع هذا الفن، وإيصالها للمشاركين في الورشة من أجل تقوية معارفهم في هذا السياق، وإيضاح طرائق ومفاهيم ومنابع هذا الفن للهواة والمبتدئين الراغبين مستقبلا بالمضي وبشكل جدّي في إنتاج الشعر وكتابته اعتمادا على معايير قياسية واستنادا أيضا إلى موهبة فردية وخيال متّقد وذخيرة لغوية، تعين المشارك على استيعاب هذه المفاهيم وترجمتها تطبيقياً في قادم الأيام. ويقيم بيت الشعر خلال هذه الأيام ورشة جديدة حول فنون الكتابة الشعرية، يحاضر بها عدد من الأكاديميين والشعراء المعروفين في الساحة الأدبية والنقدية، وتستمر الورشة ــ التي انضم إليها ما يقارب الخمسة والعشرين مشاركا، حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري وهو اليوم الذي يصادف اليوم العالمي للشعر. الورشة وللتعرف على جديد الورشة مقارنة بالسنوات السابقة، واستشراف أهدافها، وسبب تركيزها على الشعر الكلاسيكي رغم طغيان الكتابة الشعرية الجديدة على معظم الإصدارات الشعرية، وتسيدها للمجلات والملاحق الثقافية المحلية، التقت «الاتحاد» محمد البريكي الذي تسلم إدارة بيت الشعر حديثاً من أجل بعث روح جديدة في زوايا هذا البيت، وخلق مساحة أرحب من التفاعل والحيوية والتواصل مع الفنون الأخرى الموازية والمتداخلة مع فن الشعر ومداراته الخصبة. يشير البريكي بداية إلى أن ورشة «فن الشعر والعروض» كانت تقام في مناسبات متفرقة خلال السنوات الماضية، وكانت تحمل مسمى»دورة فن العروض»، ولكن تقرر هذه السنة ــ كما يوضح البريكي ــ تسميتها بالورشة لفسح المجال أمام المشاركين للتفاعل الحيوي مع ما يطرحه المحاضرون من مواضيع متنوعة تدور في فلك العنوان العام للورشة، وأضاف البريكي أن الورشة مقسمة على عدة مراحل يتسلم دفة كل مرحلة منها محاضر متخصص يساهم بآرائه وخبراته في تناول ثيمة معينة، وهكذا حتى يتم الإلمام قدر الإمكان بالجوانب المختلفة لفن الشعر وبحوره، ولاتجاهاته ومدارسه المتنوعة. واستطرد البريكي قائلا «ميزة الورشة المقامة هذا العام تتمثل في اهتمامها وتركيزها على الجانب التطبيقي، لأن الجانب النظري وحده لا يحقق عنصر التفاعل مع ما يطرحه المحاضر، ولا يقدم مؤشرات واضحة حول مدى استفادة المشارك من الأطروحات والمفاهيم التي يتلقاها في الورشة». وألمح البريكي إلى أن جديد الورشة أيضاً يتمثل في تناولها للعروض في الشعر النبطي وملامح التشابه والاختلاف بين هذا النوع من الشعر بالذات، وبين تاريخ وإرث الشعر العربي الفصيح انطلاقاً من جذوره القديمة ووصولاً إلى المنجز الشعري المعاصر، وسوف يساهم في إلقاء الضوء على هذا المحور، الباحث والشاعر عيضة بن مسعود. محاور متعددة وحول المحاور الأخرى للورشة أوضح البريكي أنه بالإضافة للمحور الأول والأهم وهو أساسيات العـروض، فإن الورشة الحالية ستتناول محاور أخرى مهمة مثل: «معنى فن الشعر»، يحاضر فيها الناقد المعروف الدكتور صالح هويدي، وهناك محور: « قضايا الشعر» يحاضر بها الشاعر عبدالله الهدية، ومحور: «العروض في القصيدة العمودية» يقدمه الدكتور حسام النعيمي، بينما يتناول الباحث والشاعر عبداللطيف الزبيدي محور «قصيدة التفعيلة». وحول غياب المحاور المتعلقة بقصيدة النثر رغم هيمنتها على الساحة الشعرية العربية والخليجية والمحلية أيضا، أكد البريكي أن الورشة خصصت محوراً خاصاً بهذا الاتجاه الشعري باسم «فنيات النثر» ولكن المحاضر اعتذر في اللحظة الأخيرة ولم يتم إدراج هذا المحور ضمن البرنامج العام للورشة. وأضاف البريكي أن بيت الشعر لا ينتصر لاتجاه شعري معين ويلغي الاتجاهات الأخرى، وقال إن الشعر الجيد والمتميز يفرض نفسه بغض النظر عن الشكل أو المحتوى الأسلوبي الذي ينتمي إليه، وأضاف: كما أن بيت الشعر وبالتنسيق مع دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة سوف يقوم في المرحلة المقبلة بإصدار مجموعات شعرية لكتاب القصيدة الإماراتيين والمقيمين وبمختلف الاتجاهات والمدارس الشعرية، مؤكداً أن الرهان الشعري يتمثل هنا على جودة وجمالية ما هو مطروح في القصيدة وليس القالب أو الشكل الذي تنتمي إليه هذه القصيدة. وفي سؤال حول مدى قدرة الدورات والورش المتعلقة بالشعر في تقديم شعراء بارزين ومتوهجين للساحة الشعرية، على اعتبار أن الشعر ينبع من موهبة ذاتية ولا يمكن خلقة من خلال النظرية ولا حتى من خلال التطبيق القائم على المحاكاة والتقليد، يجيب البريكي بأن الورشة لا تهدف إلى صناعة شاعر جديد، بل إلى اكتشافه واحتضان صوته المختلف والمتميز مستقبلا. وأضاف بأن الورشة تهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بفنون وأساليب الشعر، حيث إنها تضم في أغلبها شعراء يكتبون القصيدة ولهم إسهاماتهم في هذا المجال، ومشاركة بعضهم في الورشة إنما تجسّد رغبتهم في تجويد أدواتهم وتواصلهم وتفاعلهم مع الشعراء الآخرين والاستفادة من خبرة الباحثين والأكاديميين الذين لهم باع في النقد والتحليل والقراءة المتمعنة في فنون الشعر واتجاهاته المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©