الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أجل التفرغ للصيد

26 ابريل 2010 20:52
الصياد المواطن تواجهه عدة تحديات، وكان التحدي الأول يكمن في الإغراءات التي تصدت للصياد الإماراتي حين ترك البحر من أجل وظيفة تؤمن له دخلاً ثابتاً، فكان أن حلت مكان الصيادين فئات مساعدة لم يكن لها أي اهتمام بما يمكن أن يحدث للبيئة البحرية نتيجة الصيد الجائر، وكان لتلك الممارسات نتيجة سيئة أدت لسن قوانين أسهمت في الحد من خروج الصياد المواطن للصيد أو التفرغ له، لأن عمليات الصيد لا تأتي بعائد مجز يكفي نفقات ومصاريف خروج زوارق الصيد في ظل غياب الدعم. خلال الخمسة عشر عاماً الماضية زاد من العبء عدم توافر الدعم المساعد على الاستمرار في مهنة الصيد، خاصة لأولئك الذين تقاعدوا من الوظائف ليتفرغوا للصيد، حيث صرح الكثير من الصيادين بأن المساعدات التي كانوا يحصلون عليها انحصرت فقط في منحهم المكائن التي تستخدم للزوارق، ويحصل كل صياد على ماكينة واحدة كل ثلاث أو خمس سنوات، وينتظر بعضهم سبع سنوات ليحصل على دور للحصول على ماكينة جديدة، ومابين السنة الأولى والخامسة تتعرض تلك المكائن للتلف ويضطر الصياد للاقتراض من أجل المستلزمات كي يستمر في الخروج للصيد طلباً للرزق، وتجاوباً مع الدعوات الموجهة له بالاستمرار للخروج تشجيعاً لبقاء مهنة الصيد في يد المواطن. اليوم وبعد كثير من المعاناة تخلى الكثيرون عن مهنة الصيد في إمارات مختلفة إلا في إمارة دبي، حيث يحصل الصياد على الدعم، خاصة أن حكومة دبي وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أصبح الصياد المتفرغ يحصل على مساعدات مالية تبدأ من خمسة آلاف درهم، ولذلك يطمع الصيادون في الإمارات الأخرى بالحصول على هذا النوع من المساعدات، من أجل الاستمرار في مهنة الصيد بأقل الخسائر، كما يحلمون بالحصول على تسهيلات مثل شراء مستلزمات الصيد، بدءاً من الزوارق وغيرها بنصف السعر دعماً من الجهات التي ترعى مهنة الصيد، وهم يعتقدون أن الدعم سوف يجعل الأبناء ممن يعملون الآن في وظائف يكملون مسيرة الآباء بالعودة للصيد بعد تقاعدهم. هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الصيادين حول مصير عائلاتهم، حيث لم تعد المساعدات المالية تفي باحتياجاتهم نتيجة ارتفاع الأسعار المستمر دون رحمة، ولم تعد اللجان التي أقيمت لمراقبة المخالفين من التجار، الذين يرفعون الأسعار دون احترام القانون، قادرة على صد جشع التجار، ولذلك يرى هؤلاء الصيادون أن أي جهد يبذل لمواصلة مهنة الصيد هو جهد لا يأتي بحجم ما يبذل، وأن ما يحصلون عليه لا يوفرون منه ما يعينهم على شراء المستلزمات الخاصة بمهنة الصيد، ولذلك يتطلعون للحصول على مكافآت شهرية لكل صياد متفرغ لمهنة الصيد أسوة بإخوانهم في إمارة دبي. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©