الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحيرة والخيرة

24 ابريل 2017 00:22
عندما يجد الرجل نفسه أمام اختيار شريكة حياته، تتداخل خطوط تشبه بيت العنكبوت، ينسجها كل من القلب والعقل، تساؤلات ترهق عقل كل امرئ مقبل على الزواج، هذه الخيوط يطرحها القلب لاختيار المرأة الجميلة التي تتمتع بكل مقومات الجمال، ثم يأتي جمال العقل المتمثل في التعليم، الأخلاق، يصوغ الرجال قالباً خاصاً لزوجته ويعيش تفاصيل الاختيار بكل دقة، متقلباً بين ما يحبذه وما يرفضه، فيحسم هذا ويبرر ذلك، ما دامت المرأة قد طرقت أبواب قلبه، وهنا قد يتغلب القلب على العقل ويكاد يحسم القرار لمصلحة القلب، ولكن يأتي العقل ليشرّح له هذا وذاك، فيطرح عليه أصعب سؤال، أنت تختار امرأة أم أماً لأبنائك؟ وتتمدد الخيوط به إلى النسب، والثقافة، والتعليم، والخلق في التعامل مع الآخر، والدين، وحتى صحيفة العائلة الأخلاقية ومدى قدرتها على تحمل مسؤولية البيت والأبناء، حتى قوة الضبط النفسي والعصبي، تتداخل كل هذه الأفكار في الاختيار ويتقلب الرجل يمنة ويسرى ويشرق ويغرب أياماً وشهوراً بين مطالب القلب وتساؤلات العقل، ويختار في نهاية المطاف أطروحة العقل، ويعزم على أن يعصي قلبه ويلقي به خلف ظهره، رافضاً النظر إليه كي لا يضعف لنبض وجدانه، وتنقضي السنون، وتتكون الأسرة، وتشرف رسالته على الانتهاء، وإذا به يدير خواطره، ويعيد حساباته، فيندم في وقت لا ينفع فيه الندم، ليجد نفسه تعيساً بائساً، فهل لو بدل الاختيار ودارت رحلة عمره مع قلبه، وما كان سيجلبه عليه.. فما شعوره وقتها؟ أحمد فخر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©