الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مركز الإفتاء: القرآن الكريم نهانا عن الإسراف والتبذير

مركز الإفتاء: القرآن الكريم نهانا عن الإسراف والتبذير
9 مارس 2013 00:17
عرضت “الاتحاد” ظاهرة الإسراف في حفلات الأعراس على المركز الرسمي للإفتاء للدولة في أبوظبي وقد جاء رد مركز الإفتاء من خلال ثلاثة محاور دينية وشرعية، أولها (الحكم الشرعي في الإسراف في الأعراس)، حيث أشار التقرير إلى أن القرآن الكريم نهانا عن الإسراف والتبذير وأرشدنا إلى البعد عنهما في جميع شؤوننا، فقال تعالى:(وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) الأعراف 31، وقال سبحانه:(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) الإسراء 26، والإسراف يتضمن مجاوزة الحد في كل شيء، والأخطر من الإسراف التبذير الذي هو صرف المال في ما لا ينبغي. والفرق بين الإسراف والتبذير أن السرف صرف الشيء فيما ينبغي زائداً عما ينبغي، والتبذير صرفه فيما لا ينبغي، وكل من الإسراف والتبذير محرم شرعاً، لما فيهما من إضاعة المال ومنافاة الاقتصاد المطلوب في العيش. فقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة”، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال”. وكل إنسان سيسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم”. ولا يعتبر الشخص مسرفا، إلا إذا جاوز الحد المتعارف عليه في مجتمعه أو كلف نفسه فوق طاقته، مما يجره إلى الديون ونحو ذلك من الالتزامات المالية، بل ينبغي أن يكون الإنفاق عموماً بين الإسراف والتقتير، فقد ذكر الله من صفات عباده المؤمنين في سياق المدح فقال:(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان :67]. وأشار مركز الإفتاء الرسمي إلى الهدي النبوي في تيسير المهر ونفقات العرس كالوليمة، وفي هذا الأمر قد ورد في السنة من ذلك أحاديث كثيرة، منها: ما جاء في سنن أبي داود وصححه الحاكم عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خير الصداق أيسره”. وفي مسند أحمد عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة”. وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يمن المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها”. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه قال: سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: أتدري ما النش؟ قال: قلت: لا. قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه - رواه مسلم، وهو ما يساوي الآن حوالي خمسة وثلاثين ألف درهم تقريباً. وقد جاء في السنة المهر بأقل من ذلك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، قال: “ما هذا؟”. قال: يا رسول الله! إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. فقال: “فبارك الله لك، أولم ولو بشاة”. متفق عليه، واللفظ لمسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لرجل أراد أن يزوجه امرأة “انظر ولو خاتماً من حديد”، فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، فلما لم يجد الرجل ذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ماذا معك من القرآن؟، قال: معي سورة كذا، وسورة كذا. فقال: “تقرؤهن عن ظهر قلبك؟”. قال: نعم. قال: “اذهب، فقد زوجتكها بما معك من القرآن”. رواه البخاري، وكل هذا يدل على أن التيسير في المهر ونفقات العرس مطلوب ويراعى فيه حال المتزوج. وفي المحور الثالث، توجه المختصون في مركز الإفتاء بالنصائح للمقبلين على الزواج وأفاد المركز: “ننصح المقبلين على الزواج وأولياء أمور النساء أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في التخفيف من المهور ونفقات الأعراس، وأن يتجنبوا الإسراف في ذلك وخاصة الذين لا تسمح أوضاعهم المالية، وأن يحذروا من التنافس المؤدي إلى تحمل الديون، وليكن الفرح والسرور بحفلة العرس في حدود التوسط والاعتدال وحسب الإمكانات للمقبل على الزواج، فالاستمتاع بالزينة مباح ما لم يصل إلى حد الإسراف والتبذير، قال الله تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) الإسراء (29) وعلى الشاب المقبل على الزواج أن يكون واقعيا في تقدير الصداق ويحذر من أن يتكلف ما يشق به من التكاليف عند إقامة وليمة العرس، وإذا كانت لديه سعة فإن الاقتصاد في الإنفاق والحرص على الادخار سيكون عونا له في مواجهة تحديات المستقبل، وقد كان للقيادة الحكيمة في دولة الإمارات دور كبير في ترسيخ هذا الهدي النبوي الشريف في المجتمع، فأنشأت لذلك صندوق الزواج ونظمت الدورات للمقبلين على الزواج تعينهم وتوجههم إلى التصرف الصحيح، نسأل الله تعالى أن يوفق شبابنا وبناتنا لبناء أسر متماسكة متآلفة أسها الحب والتآلف واليسر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©