الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

دور الأسرة محوري للحفاظ على المهارات المكتسبة للمعاقين

دور الأسرة محوري للحفاظ على المهارات المكتسبة للمعاقين
3 يونيو 2016 22:39
أحمد السعداوي (أبوظبي) يمثل المعاقون واحدة من الفئات الاجتماعية التي تتطلب اهتماماً خاصاً ودائماً من أجل الاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم على أفضل وجه وفي شكل يفيدهم وينفع مجتمعهم في آن واحد. ويشكل هذا الاهتمام مسؤولية مشتركة بين مراكز التأهيل والأسرة التي يزداد التركيز على دورها خلال العطلات الصيفية، وما يصحبها خلال وجود الابن المعاق فترات طويلة داخل المنزل، وذلك من أجل الحفاظ على المهارات والمعارف التي اكتسبها خلال الموسم الدراسي، والتي يمكن أن يفقد الأبناء بعضها حال عدم وجود متابعة علمية ومخططة من جانب أولياء الأمور، خلال الفترة التي لا يذهب فيها الابن إلى مركز التأهيل والعلاج التابع له. وتقول أم الطالب بلال سيد أحمد (8 سنوات)، والذي شخصه أحد المراكز بأنه مصاب بـ«طيف التوحد»، إنها تدرك جيداً دورها كأم في التعامل مع حالة ابنها على مدار العام، وليس فقط خلال موسم الصيف، مشيرة إلى أن هذه الفترة تمثل أهمية خاصة لها، وتستعد لها بشكل مختلف عن طريق التعاون مع مركز التأهيل حتى تتعرف على النقاط الأساسية للتعامل مع حالته، والإرشادات الواجب اتباعها معه. خطة عمل وتلفت «أم بلال» إلى أن هذه المتابعة كفيلة بحفظ المهارات التي تعلمها، بل وتزيد عليها أيضا في بعض الأحيان كونها تبحث بنفسها عن كل ما يفيد طفلها، مشيرة إلى أنها تستفيد من التقييمات الفصلية التي يعطيها المركز للطلاب وتستشير الاختصاصين قبل وضع خطة عمل للتعاطي مع حالة ابنها خلال العطلة الصيفية، لوضع برنامج في البيت بالتعاون مع بقية أفراد الأسرة، معتبرة أن هذا يجعلها كأم تدرك قيمة الدور الذي تقوم به في تحقيق دمج الطفل مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه،والذي يبدأ من الأسرة. برامج ذهنيةأم الطالب محمد (7 سنوات)، مصاب بمتلازمة داون، تقول إنها تستعد دوما للإجازة الصيفية بالاعتماد على التقارير التي تتسلمها وتوجهها إلى المناطق التي تحتاج تركيز في ابنها، وكيف تتعامل معها وتعمل على إنمائها، خاصة وأن كل طالب له مهارات متنوعة تحتاج عناية خاصة، وعلى سبيل المثال هناك برامج ذهنية، مثل تعلم الكتابة والصور، بحيث تطبقها بشكل شبه يومي مع ابنها مثل الحال تماما في مركز التأهيل، والتي تتم في الصيف بمتابعة ولي الأمر. وتلفت إلى أن الاعتماد على هذه البرامج العلمية ومراجعة ما تلقاه في مركز التأهيل، أسهمت في توسعة آفاق وذهن ابنها، وصار الآن لديه القدرة على التواصل مع الآخرين وتركيب جمل طويلة، وصارت لديه قدرة على التعبير عما يريد من احتياجاته الشخصية رغم أنها تعتبر في مقدمة مشاكل مصابي متلازمة داون ، مشيرة إلى أن التعامل مع الابن في هذه الفترة يستلزم التواصل المباشر مع الاختصاصيين المشرفين عليه في المركز قبل وضع خطة داخل البيت للتعاطي مع الحالة خلال الصيف، وهذه الخطة تفيد ولي الأمر بشكل كبير لأنها أقيمت على أسس علمية وموجهة لتنمية قدراته والمحافظة على مستواه المهاري الذي وصل إليه خلال العام الدراسي. خطة تربوية من ناحيته، يقول الدكتور محمد جمال فودة، اختصاصي التأهيل في مركز تنمية القدرات في أبوظبي، إن هناك مجموعة من البرامج والخطوات موجهة لأولياء الأمور قبل العطلة الصيفية، أولها استدعاء ولي الأمر في نهاية العام الدراسي لتسجيل بعض الملاحظات السلوكية والمهارات التي اكتسبها الطالب خلال العام بناء على الخطة التربوية التي توضع منذ بداية السنة، ومناقشتها من خلال التقرير النهائي واتباع الخطوات التي يتم الاتفاق عليها مع الاختصاصيين لاسترجاعها صيفاً. ومن هذه الخطط جزء من برنامج «تيتش» يتمثل في تنظيم الحياة الخاصة بالطفل بمعنى عمل جداول خاصة تنظم أوقاته بواسطة «جداول يومية» مصورة يكون فيها التعليم بصرياً مع تنظيم المساحات الخاصة بغرفة النشاط الموجودة في المنزل والتي تهدف إلى إكساب الطفل أو الطالب مهارات التكيف مع البيئة، علماً أن هذه الغرفة يمكن أن تكون ذات مساحة صغيرة تستوعب فقط بعض الأدوات التي تسهم في حفاظ الطالب على المهارات المكتسبة سابقاً. ويوضح فودة أن هذه الاستراتيجية في التعامل مع الابن المعاق تقوم على تقسيم المرحلة المستهدفة إلى مهام جزئية تقسم تبعاً لاحتياجات الفرد الشخصية، كما يمكن تطوير المهارات بشكل هرمي بدءاً من تعلم المهارات الأسهل وتدريجياً يصل إلى مهارات أكثر دقة بمتابعة مستمرة من ولي الأمر، خلال فترة العطلة وفي هذا نجاح كبير لبرامج التأهيل لما فيه من تعاون وتكامل بين الأسرة والمركز. الرسم والتلوين ورداً على سؤال عما ينبغي لولي الأمر فعله أثناء العطلة، يذكر فودة، «أن لابد من تحديد السلوكيات مسبقاً حتى يتم اختيار النشاط المناسب لهذه الأنماط من السلوكيات التي يمكن تقسيمها إلى: الطفل الحركي، ويستخدم معه أنشطة رياضية مثل السباحة، كرة السلة، وركوب الخيل إذا توافرت القدرة لذلك. وهناك الطفل الضعيف التركيز والانتباه، ونستخدم معه أنشطة تعليمية مثل الرسم، التلوين، واستخدام الكمبيوتر كوسيلة تعليمية ومعززة في نفس الوقت كونه يحتوي على بعض البرامج التركيز والانتباه. أما الأطفال ضعيفو الحركات الدقيقة، يمكن لولي الأمر استخدام أنشطة، مثل التلوين بالرمل، الرسم بالصلصال». دمج المعاق اجتماعياً يقول د. محمد جمال فودة: يجب إيجاد جهات داعمة للمراكز الخاصة التي تعتمد على ذاتها في تقديم الخدمات، لتوفير خدمة مناسبة يحظى بها المعاق خلال حياته، لا سيما فترة الصيف فقط، وتوطيد التعاون والشراكة مع جهات محلية وعالمية لتوفير البرامج المعلوماتية لمساعدته، ودمجه داخل الأسرة والمجتمع، مع أهمية الجانب النفسي والاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©