الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«من أين تأتي أفكار الكتابة» تستعرض 4 تجارب أدبية

«من أين تأتي أفكار الكتابة» تستعرض 4 تجارب أدبية
24 ابريل 2017 02:05
الشارقة (الاتحاد) استضاف «ملتقى الكتاب»، مساء أمس الأول، في مهرجان الشارقة القرائي للطفل «19 إلى 29 أبريل الجاري»، أربع تجارب إبداعية متخصصة بأدب الطفل، في ندوة حملت تساؤلاً هو «من أين تأتي أفكار الكتابة» قدم فيها المشاركون شهادات من تجاربهم في القصة والقصيدة، متوقفين عند محطات ولحظات فارقة في علاقتهم مع الكتابة. وجمعت الندوة التي أدارتها الكاتبة العمانية، د. فاطمة اللواتي كلاً من: سامان شامسي، وجاش نايار، وناندي ناير، وسناء شيباني، حيث كشف كل منهم أثر الواقع، والماضي، والمشاهد العابرة، في تقديم أفكار للكتابة، تتجاوز صورتها الظاهرة، لتصل إلى أفكار عميقة وإنسانية كبيرة. واستهلت الندوة الكاتبة سامان شامسي بسرد حكاية واحدة من القصص التي كتبتها مؤخراً، لتبين آلية اختيارها لأفكار نصوصها، حيث قالت «كنت في أحد الأيام أعبر جسراً في العاصمة البريطانية لندن، فشاهدت بطة تسبح في الماء وحيدة، وتعبر من أسفل الجسر، تاركة خلفها حلقات تماوج الماء، فأثارني المشهد للحد الذي وقفت على الطرف الآخر من الجسر حتى أتابع رحلتها، فقررت حينها كتابة قصة حول تلك البطة، إذ بنيت حكاية تخيلية للأطفال، أنسج فيها حواراً بين طفل وبطة، تروي فيه لماذا هي وحيدة، ولماذا اختارت أن تظل كذلك؟». إيقاع موسيقي وعرض الشاعر جاش نايار تجربة فريدة في كتابة القصيدة، أوضح فيها أن القصيدة في كثير من الأحيان لا يجب أن تكون مفهومة المعنى، وتحمل أفكاراً كبيرة، لكن أحياناً من الجميل أن تكون مكتوبة بمفردات ذات إيقاع موسيقي جميل، يثير الدهشة، والفرح في نفس القارئ، مؤكداً أنه يطبّق هذا في نصوصه الشعرية، بالاستعانة بأحد المواقع الإلكترونية التي تقدم مرادفات الكلمة الصوتية. ولخّصت القاصة نانديني ناير تجربتها في استلهام الأفكار، بالقول «أجد نفسي في الكثير من الأحيان أعود بالزمن إلى الوراء، وأستعيد حكايات مرت عليّ في طفولتي لكتابة قصصي، الأمر الذي يجعل بعض النصوص أشبه بتحويل مشاهد من سيرتي، إضافة إلى أنني أجد التاريخ مادة غنية بالأحداث والمواقف، والعبر التي يمكن أن تكون قصصاً إبداعية، بقوالب جديدة ومغايرة». وانطلقت القاصة سناء شيباني من تجربتها الشخصية في عيشها تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية، معتبرة أن الواقع والتجربة هي المساحة الأكثر خصوبة للعثور على أفكار نادرة، وجديدة، وعميقة، مشيرة إلى أنها تعيش تفاصيل يومها بحالة من التأمل في كل ما يمر عليها، إضافة إلى أنها ترتبط بعلاقة مع الحيوانات، وتتواصل معها، وتفهم تعابيرها، لتضيف إلى منافذ أفكارها بعداً جديداً، قائماً على تعميم الإنساني، ونقل التجربة بفرح وحب، بدلاً من العنف والقتل. قراءة القصص من جهة أخرى أوضحت الكاتبة الدكتورة وفاء الشامسي، مساء أمس الأول، في جلستها الحوارية «تواريخ تروي» أنها قامت مؤخراً، بإجراء استطلاع ميداني لقياس اتجاهات الرأي في محافظتها بعمان، حول الطرق التي يحب الأطفال من خلالها التعرف على الأحداث التاريخية، وأكدت أن نتائج الاستطلاع بينت أن 95% من الأطفال يفضلون معرفة التاريخ من خلال قراءة القصص، التي تصاغ في قالب أدبي شيق وجميل مُدعم بصور جاذبة. وقالت: القصة السردية التاريخية من أهم الوسائل التعليمية التي يميل إليها الطفل أثناء بحثه عن الحقائق التاريخية، إلى جانب كونها تساهم بشكل كبير في بناء شخصية الطفل، وتعزز القيم الإيجابية فيه، حيث إنها تجعل منه قادراً على المقارنة ما بين شخصيته وشخصيات القصة، ليأخذ الجوانب الإيجابية ويترك كل ما هو سلبي». وحول كيفيّة تقديم التاريخ للطفل، إذا ما حمل في طياته مشاهد عنف، قالت «علينا ألا نكذب على الطفل، وأن ننقل له الأحداث التاريخية كما هي، من دون أي إضافات أو تجميل، لضمان عدم تعرضه إلى صدمات نفسية، عند اكتشافه للحقائق مستقبلاً». وبيّنت أنه فيما يخص كيفية سرد الأحداث التي تحتوي على أعمال عنف، «ينبغي تحديد الفئة العمرية التي تخاطبها القصة، ومن ثم اختيار مفردات تناسب هذه الفئة، وعلى الكاتب ألا يكتفي بالسرد فقط، فينبغي عليه تقديم حجج منطقية للأسباب التي دفعت للدخول إلى ميادين العنف، بعدها يتوجب على الكاتب أن يتجه للتعاون مع رسام مناسب ليكمل الكلمات بالصور والرسومات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©