الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلل «الكروموسومات» الصبغية يسبب «متلازمة داون»

خلل «الكروموسومات» الصبغية يسبب «متلازمة داون»
17 مارس 2014 22:06
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - يصادف يوم الجمعة القادم، اليوم العالمي لـ «متلازمة داون»، نسبة إلى الطبيب البريطاني جون لانغدون داون، الذي كان أول من وصف هذه المتلازمة في عام 1862 والذي سماها في البداية باسم «البلاهة المنغولية»، ووصفها كحالة من الإعاقة العقلية بشكل موسع في تقرير نشر عام 1866. وتشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن بين كل 1000-800 حالة ولادة طبيعية نجد حالة طفل مصاب بمتلازمة داون تقريباً. ويلاحظ أن %80 من الحالات المصابة لا تتجاوز أمهاتهم عمر 35 سنة، كما أن إنجاب طفل مصاب يزيد من فرصة إنجاب طفل آخر. وتزداد هذه النسبة من سن 40 إلى 44 سنة إلى 1- 100، وفوق عمر سن 45 سنة تصبح النسبة من 50:1. وتوصف الحالة طبيا بوجود تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم، وتتسم غالباً بضعف العقل والنمو البدني، وبمظاهر وجهية معينة يمكن التعرف عليها غالباً أثناء الولادة، ومن أهمها صغر الجسم، أوالبدانة، وبروز الجبهة. ما هي حقيقة متلازمة داون؟ وما أسبابها؟ هل هي خلل جيني وراثي، أم اختلالات وراثية مكتسبة؟ وهل يمكن اكتشاف إصابة الجنين في وقت مبكر؟ وكيف يمكن التعرف عليها مبكراً؟ وما هي الآفاق المستقبلية لتجنب الإصابة وإمكانية التأهيل والعلاج؟ تقول الدكتورة زينب الجباس، أخصائية الأطفال في مستشفى النور في أبوظبي: «متلازمة داون من أكثر الظواهر انتشاراً في العالم، وهي عبارة عن زيادة في عدد المورثات الصبغية عند الشخص المصاب، بحيث يكون إجمالي المورثات الصبغية لديه47 مورثاً، بينما هي في الشخص الطبيعي 46 مورثاً. وقد توصل العلم إلى بعض أسباب زيادة هذا المورث الصبغي الذي يؤدي إلى تثلث الصبغية 21 المعروفة بمتلازمة داون، والأطفال من هذا النوع عادة يشبه بعضهم بعضاً في ملامح الوجه وخصوصاً في العين التي تمتد إلى أعلى والتي تشبه شعوب «العرق الأصفر» وهناك ثلاثة أنواع أساسية من متلازمة داون، النوع الأول «الثلاثي 21» ويشكل 95% من متلازمة داون، والنوع الثاني يطلق عليه اسم «الانتقال» ويعنى به التصاق مورث زائد زوج من المورثات، ويشكل 4%، أما النوع الثالث، «موزيبك» ويشكل 1%». خطأ صبغي وتضيف الدكتورة الجباس: «إن متلازمة داون عبارة عن خطأ صبغي «كروموسومي» يحدث خللا في المخ والجهاز العصبي ينتج عنه عوق ذهني واضطراب في مهارات الجسم الإدراكية والحركية، كما يظهر هذا الشذوذ في ملامح وجهية وجسمية مميزة وعيوب خلقية في أعضاء ووظائف الجسم، ولا يحدث هذا الشذوذ الصبغي نتيجة خلل في جهاز من أجهزة الجسم أو نتيجة للإصابة بمرض معين، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون حالة وراثية، بل هو خلل يحدث خلال انقسام الخلية عند بداية تكوين الجنين، وعليه فإن أي زوجين ومن دون تمييز معرضان لأن يولد لهما طفل ذو متلازمة داون. وتختلف القدرات العقلية والجسدية لكل حالة من شخص لآخر، وهذا يعني أنهم قادرون على التعلم والاستيعاب، لكن لابد من بذل جهود إضافية لتحقيق ذلك من خلال عملية اتباع طرق وبرامج تربوية خاصة». أما عن المشاكل الصحية المتوقعة للأطفال المصابين بمتلازمة داون، تقول الدكتورة الجباس: «إن المشاكل الصحية تتمثل في زيادة الوزن لقلة الحركة، ولإصابتهم بارتخاء العضلات مع تأخر المشي والحركة، وازدياد العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي أكثر من الأطفال العاديين، وقلة السمع التي تؤثر على اللغة والنطق بنسبة كبيرة تصل إلى 70% لوجود تشويه مركب في الأذن الوسطى، والتعرض لداء «الزهايمر» وفقدان القدرة على التذكر، وعدم ثبات الفقرات المحورية والأطلسية للرقبة نتيجة لارتخاء الرباط الذي يربط بين الفقرتين، ونقص عمل الغدة الدرقية، إلى جانب ملاحظة أن 50% من الأطفال ذوي متلازمة داون يعانون وجود عيوب خلقية في القلب، ونسبة كبيرة من هؤلاء يتم علاجهم جراحياً. ولتجنب حدوث مشاكل صحية أكبر ينصح بالتشخيص المبكر، وملاحظة عمل الغدة الدرقية بصفة دورية، وقياس السمع والنظر بشكل دوري، وعمل أشعة لفقرات العنق، وعمل تخطيط للقلب وأشعة صوتية، ومتابعة فحص الجهاز الهضمي بشكل دوري». التأهيل أما عن برامج تأهيل أطفال متلازمة داون، فتقول الدكتورة الجباس: «لكل طفل كيانه وتركيبته الخاصة التي تختلف من طفل لآخر. وأطفال متلازمة داون ليست لديهم مشكلة خاصة بهم من ناحية التخاطب بشكل عام، ويسهل عليهم اكتساب مفردات جديدة أكثر من استطاعتهم ربط هذه المفردات والكلمات لتكوين جملة صحيحة. وهذا يعني أن المتخصصين في مجال علاج النطق يستطيعون استعمال خبراتهم وقدراتهم في علاج مشاكل التخاطب بتصميم برامج العلاج، بشكل فردي مبني على قدراتهم ومهارات الطفل الغوية بعد التقييم الكامل له. ومن المهم إشراك العائلة في برنامج العلاج. وخلال مرحلة الدراسة يجب أن يكون علاج التخاطب والنطق متعلّقاً بالمرحلة التعليميّة للطفل وحاجاته في التواصل وحاجات المواد التي تدرس له. التفاعل الاجتماعي إن الأساس في عملية التواصل والتخاطب هو التفاعل الاجتماعي، وبعض المهارات العامة مثل تبادل الأدوار في الحديث بين الطفل ومدربه عن طريق اللعب والتقليد والتمثيل، ويمكن أن يصمم البرنامج العلاجي بناء على أساس مهارات الطفل اللغويّة، لذلك فالعلاج قد يستهدف مهارات سمعيّة أو تخاطبية ومهارات النطق وحركة الفم واللسان، ومن الممكن استعمال التدريب على مهارة معينة لدعم وتقوية مهارة أخرى كاللغة التعبيرية أو الشفوية أو لغة الكتابة، ومن الممكن أن يعدل البرنامج فيجعل البرنامج على أساس المقررات التي يدرسها الطفل في المدرسة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©