الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكشف المبكر عند ظهور الأعراض يخفف من وطأة «الروماتويد»

الكشف المبكر عند ظهور الأعراض يخفف من وطأة «الروماتويد»
17 مارس 2014 22:06
لكبيرة التونسي (أبوظبي)- - تشير الدراسات الطبية إلى أن ليس هناك أسباب محددة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وأنه غالباً ما يصيب الإنسان في العقد الثالث والرابع والخامس من العمر، وعادة ما يصيب النساء أكثر من الرجال. من جهة أخرى تشير الإحصاءات أن نسبة المرضى من النساء مقارنة بالرجال تقدر بـ 4.5 سيدة مقابل شخص واحد من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشرين وأربعين عاماً، بينما تتقارب هذه النسبة لتصبح حوالي «1.5 من النساء مقابل شخص واحد من الرجال» بين الأشخاص المتقدمين في السن ممن تزيد أعمارهم على خمسين عاماً. فما حقيقة هذا المرض؟ وكيفية التعامل معه والتخفيف من وطأته؟ الدكتور حيدر العطية، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض المفاصل والروماتويد في مستشفى المزروعي في أبوظبي، يوضح أن سبب المرض غير معروف، وقد يكون السبب تعرض الإنسان لالتهاب معين بسبب بكتيريا أو فيروس أو مؤثر خارجي أو غير ذلك. وقد يحدث الفيروس اختلالاً في جهاز المناعة فيضطر الجسم أن يدافع بأجسام مضادة تستهدف النسيج الذي يغطي أو يبطّن المفاصل، وعادة ما يصيب المرض النساء أكثر من الرجال، وقد يصيب هذا المرض الإنسـان في أي مرحلة من عمره، لكن يختلف نوعه بين مرحلة عمرية وأخرى، فبالنسبة للصغار واليافعين الذين تصل أعمارهم إلى 16 أو 17 عاماً، يصيـبهم نوع آخر من الروماتويد يتسم بأعـراض مختلفة عن مرض الكبار، لذا ننصح بالحذر من هذه الأعراض التي تصيب الصغار، لا سيما إذا استمرت ووجدت أورام أو التهابات في المفاصل، فلا بد من مراجعة الطبيب المتخصص لمتابعة الأمر والكشف المبكر عن المرض إن وُجد. تجنب المرض يضيف الدكتور العطية: «شهدت التقنيات الطبية المتعلقة بتشخيص الروماتويد تقدماً كبيراً، مثل تحاليل الدم، وتقنيات الفحص بالتصوير الشعاعي بكافة أنواعها، ومنها التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التي تستخدم أيضاً لهذا الغرض نظراً لحساسيتها العالية لالتقاط التغيرات التي تطرأ على المفاصل بشكل أكثر كفاءة من الأشعة العادية، كما أصبح لدينا الآن تحاليل مخبرية فائقة الحساسية للاختلالات المناعية، حيث تكشف عن المرض في مراحله المبكرة مما يساعد على العلاج، ونود الإشارة هنا إلى أن كافة هذه التقنيات الطبية الحديثة متوفرة في الإمارات، ومما لا شك فيه أن التشخيص المبكر يساعد على التحكم في المرض، فهو بمثابة المفتاح الذي يقودنا إلى تحقيق أفضل النتائج، فكلما كان التشخيص أبكر حصلنا على نتائج أفضل في العلاج. وإذا كان سبب بعض الأمراض غير معروف فإنه يصعب تجنبها، لا توجد أساليب أو حلول بعينها يمكن اتباعها لتجنب هذا المرض، لأن سببه غير معروف ويتعلق بجهاز المناعة، إلا أن بعض الدراسات أثبتت أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد. ومن لديهم استعداد وراثي للمرض هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة أيضاً، ولذا فمن المستحيل فحص التركيبة الوراثية لكافة الناس، إلا إذا توفرت ميزانيات هائلة لهذا الغرض ودون إدخال الخوف على قلوب الناس الذين لديهم استعداد وراثي لهذا المرض أم لا، لأنه ليس من الضروري لكل من لديه استعداد وراثي أن يصاب بالمرض، ولكننا ننصح به، إذا ظهرت أعراض المرض لدى أي شخص فلا يهمل نفسه وليتوجه إلى طبيب متخصص ليتسنى له الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة إن وُجد ليسهل التحكم به». الأعراض يقول الدكتور العطية: «للمرض أعراض اعتيادية وغير اعتيادية، وتبدأ بشعور المريض بالكسل والخمول وجفاف في الجسم خاصة في فترات الصباح عند الاستيقاظ، يصاحبه آلام في المفاصل الصغيرة وأحيانا الكبيرة، ويستمر ذلك لمدة ساعة أو أكثر إلى أن يشعر المريض بالتحسن ويستعيد جزءاً من نشاطه، ويمكن أن يترافق ذلك مع فقر الدم والاكتئاب قبل ظهور التهابات أو أورام المفاصل. وعند ملاحظة هذه الأعراض لا بد من الإسراع إلى الطبيب المختص للكشف المبكر عن المرض إن وجد. وقد يكون المريض لا يعاني من الروماتويد وإنما التهاب عادي في المفاصل، ولا بد من التفريق بين التهاب وأمراض المفاصل الروماتيزمية وبين الروماتويد، فالروماتيزم كلمة تطلق على أمراض المفاصل بشكل عام، بينما الروماتويد هو أحد أنواع التهاب المفاصل الحادة، وهو الأكثر شيوعا بين تلك الأمراض». وللروماتويد مضاعفات موضعية مثل تسمّر (تشنّج) المفاصل ويمكن أن تصل إلى مرحلة التيبّس، وحدوث العاهات أو الإعاقات الجسدية التي تؤثر على حركة المفاصل، وبالتالي على حركة الجسم، وضمور العضلات، إضافة إلى مشاكل أخرى مرافقة، مثل فقر الدم، وتراجع الحالة النفسية والاكتئاب، وتأثيرات المرض على القلب وأطراف الأعصاب، فضلاً عن التأثيرات الجانبية للأدوية التي يتناولها المريض إذا كانت غير ملائمة لحالته. يضيف الدكتور العطية: «هناك دراسات تشير إلى أن النساء أكثر عرضة لمشاكل الروماتويد ومضاعفاته، لكن هذا التفاوت يتضاءل مع التقدم بالعمر لما بعد سن الخمسين، حيث تتقارب نسبة إصابة النساء مقابل الرجال، والمرض ليس له علاقة بالتعرض لأشعة الشمس من عدمه، لكن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين الروماتويد ونقص فيتامين (D) الذي يحصل عليه الجسم من أشعة الشمس، إلا أن هذه الدراسات ليست مؤكدة، ونجد أيضاً أن الروماتويد يشعر براحة أفضل عندما يكون دافئا أو متعرضاً لأشعة الشمس، نظراً لانخفاض ألم المفاصل، بينما يزيد ألم المفاصل عند الشعور بالبرد، كما لا توجد علاقة بين نوع الأكل والإصابة بالمرض، لكن يُنصح باتباع النظام الغذائي المتوازن والمتنوع كالخضروات والفواكه وكميات متوازنة من اللحوم والأغذية المحتوية على النشويات والفيتامينات والدهون غير المشبعة كزيوت السمك، والتقليل من تناول الأغذية المحتوية على دهون مشبعة لأنها يمكن في بعض الحالات أن تزيد من حدّة المرض». تكلفة العلاج عن تكلفة العلاج، فيشير الدكتور العطية أنها تختلف حسب حدة المرض من شخص لآخر، وأن هذا الأمر نسبي ويختلف من حالة إلى أخرى، فمن الحالات ما تكون خفيفة ويمكن أن تُعالج بمجرد أدوية مضادة للالتهابات وبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون ويتحسن المريض، ومنها ما يكون متوسطاً، ومنها ما يكون متقدما من حيث حدة الأعراض «أي الحالة الهجومية للمرض» ليتطلب ذلك أدوية أكثر تكلفة، نظراً لكونها حديثة، لكننا نطمئن المرضى بأن كافة أنواع العلاجات متوفرة في الإمارات، بما فيها أحدث العلاجات وهي الأدوية الحيوية أو البيولوجيات التي تحدث تغييرا ملحوظاً في مسار المرض وتقلل من تأثيره على المفاصل وبقية الأجهزة والأعضاء كالرئتين والقب والدم، إذ إنه مرض عام يمكن أن يصيب أعضاء رئيسية في الجسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©