السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلاحف البحر في اليمن تواجه خطر الانقراض

سلاحف البحر في اليمن تواجه خطر الانقراض
22 يوليو 2009 00:10
تعد السلاحف البحرية جزءاً مميزاً من التنوع الحيوي العالمي فهي تعيش في البحار والمحيطات منذ ما يزيد عن 100 مليون سنة مضت، وتمتلك تاريخاً مدهشاً، فهي من الأنواع طويلة الأعمار وتصل سن النضج متأخراً، وتقطع مسافات شاسعة خلال فترة حياتها، كما تتميز بقدرات ملاحية ممتازة، حيث تهاجر باستمرار مئات أو حتى آلاف الكيلو مترات بين مناطق التغذية ومواقع التعشيش. وتوجد في اليمن مجموعة من المناطق التي تعشعش فيها السلاحف ومنها السواحل الجنوبية والشرقية الواقعة على خليج عدن ومنها محميات «شرمة وجثمون وجزيرة ميون وخور عدن ورأس عمران وعرفة ونشيمة وبير علي وسيحوت وخلفوت وجزر أرخبيل سقطرى وغيرها». مواقع مهمة تعتبر منطقة شرمة جثمون التي تقع شرق المكلا بمحافظة حضرموت على مساحة إجمالية تمتد بطول 75 كيلومتراً من خيصة قصيعر وحتى صويبر ثوبان مديرية الديس الشرقية مأوى رئيسياً لتعشيش السلاحف البحرية المهددة عالمياً بالانقراض، إذ يقول أخصائي المحميات جعفر الحضرمي: «إن منطقة الشرمة تعتبر من أهم المحميات، وواحدة من أهم المناطق العالمية المتبقية لتعشيش السلاحف الخضراء، رغم أن السلاحف فيها تتعرض للذبح إلا أنها ما تزال ترصد في هذه المنطقة وهي اليوم أقل بكثير مما كانت عليه في السابق بشكل ملحوظ لأسباب كثيرة أهمها الاصطياد المباشر للسلاحف على شواطئ التعشيش في فترات وضع البيض». ويؤكد الحضرمي أن «شواطئ البحر الأحمر اليمني مثل (هارونية والرويس والخوخا) وعددا كبيرا من جزرها أيضا مواقع مهمة لتعشيش السلاحف إلى جانب جزر (كمران وعقبان الكبرى وتكفاش وزقر وحنيش) وغيرها. إعلان المحمية تشير مصادر في «إدارة المحميات البرية والبحرية» في «الهيئة العامة لحماية البيئة» الى أن الشواطئ اليمنية «تعتبر واحدة من أهم المناطق العالمية لتعشيش السلاحف البحرية، وهي اليوم بأمس الحاجة للحماية سواء في البحر أو في مواقع التعشيش لذا وجب وضع عدد من النقاط للاستدلال على حماية هذا النوع من الكائنات البحرية المهددة بالخطر. وتفيد المصادر أن «شرمة جثمون، هي من مجموعة شواطئ لتعشيش السلاحف ذات قيمة بيئية وسياحية متميزة، كون هذه الشواطئ تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء المعششة في اليمن، تفد إليها من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي، والبحر الأحمر وشواطئ شرق أفريقيا. ونظراً لأهمية هذه المناطق الطبيعية وغيرها سعت «وزارة المياه والبيئة» ممثلة في «الهيئة العامة لحماية البيئة» لإعلان منطقة الشرمة محمية طبيعية للسلاحف البحرية عام 2001. والمحمية معروفة باسم شرمة- جثمون، وهي تشغل مساحة طولية تقدر بحوالي 55كم تقريباً بموازاة ساحل البحر العربي، وتشمل مناطق عديدة مثل: رأس شرمة وجثمون ورأس باغشوة وشصر القرن وذنبات وقصيعر.. وكلها مناطق تقبع في هذا الحضن الساحلي الأخضر. القتل والتخريب أظهرت بعض الدراسات الميدانية الحديثة أن هناك الكثير من آثار القتل والتخريب التي تتعرض لها السلاحف البحرية ومواطن تعشيشها حيث وجد العديد من بقايا أذرع السلاحف الخضراء منتشرة في مواقع التعشيش على طول الشريط الساحلي لخليج عدن والمواقع الساحلية وخاصة القريبة من المدن والتي كانت في السابق مواقع تعشيش السلاحف البحرية أصبحت في الوقت الراهن مواقع طاردة لها. ويؤكد المهتمون بشؤون البيئة أن «العديد من الجزر البحرية اليمنية التي أصبحت مأهولة بالأفراد والصيادين غدت تضيق الخناق على أماكن تعشيش السلاحف، نتيجة انعدام الوعي، لأن هؤلاء في الغالب لا يعرفون الشيء الكثير عن السلاحف ودورة حياتها وما تواجهها من أخطار». يقول المسؤولون في الهيئة العامة لحماية البيئة باليمن إن «العديد من السلاحف البحرية أصبحت تبتعد عن مواقع تعشيشها ومناطق تغذيتها بسبب المضايقات التي تتعرض لها أثناء وضع البيض أو التغييرات وإقامة المنشآت المستحدثة في بعض شواطئ التعشيش». فيما يقول رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة محمود شديوه: «تم في وقت سابق الاتفاق مع قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت على تطبيق غرامات مالية سبق وأن بدأت الهيئة عملية تطبيقها في جزيرة سقطرى، إضافة إلى تطبيق إجراءات عقابية نص عليها قانون حماية البيئة، وتم بناء نوبات حراسة في منطقة شرمة وتزويدها بالحراس من قبل الهيئة والسلطة المحلية بغية إيقاف عمليات قتل السلاحف بغرض أكلها». أنواع نادرة يشير مدير «الجمعية اليمنية للتوعية وحماية البيئة» إلى أن السلاحف المتواجدة في منطقة شرمة «تصنف من بين الأربعة أنواع النادرة على المستوى العالمي والموجودة في السواحل اليمنية والتي يجب أن تعطى الحماية الكافية لضمان استمراريتها، ومن يريد أن يعرف عن السلاحف التي يضرب بها المثل في البطء! فعليه أن يتوجه مباشرة إلى محمية شرمة التي استوطنتها السلاحف منذ آلاف السنين، هذه المحمية هي أشبه ما تكون بمملكة صغيرة أسستها هذه المجاميع المتوافدة من كل البحار المحيطة. تعشش السلاحف فيها وتنطلق باحثة عن رزقها في جوف البحر وتعود إليها كلما حان موسم التزاوج ووضع البيض».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©