الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتفاقية الأمنية مع أميركا··· هواجس عراقية

الاتفاقية الأمنية مع أميركا··· هواجس عراقية
1 يونيو 2008 01:06
يواجه رئيس الوزراء العراقي ''نوري المالكي'' معارضة متزايدة للاتفاقية الأمنية المقترحة مع الولايات المتحدة، والتي ستحدد مدة تواجد قواتها وقواعدها في العراق، فقد قال بعض من كبار القادة العراقيين، إن لديهم مخاوف جدية بشأن النقاط الجوهرية التي تجري مناقشتها في الوقت الراهن بين الجانبين، منها على سبيل المثال نوعية العمليات العسكرية، وطبيعة عمليات القبض على العراقيين التي يمكن للقوات الأميركية القيام بها دون إذن من السلطات العراقية، وأنواع الحصانات القانونية، والمطالب الأخرى التي قال الإميركيون إنها تتعلق بوجودهم الطويل الأمد· ويقول القادة العراقيون إن لديهم تحفظات حول تسريع المحادثات بين الجانبين، لأنه ليس هناك معنى في نظرهم من التفاوض مع رئيس أميركي تحول الآن إلى بطة عرجاء، يقول'' سيد على أديب'' -العضو الرفيع المستوى في حزب الدعوة الإسلامي الشيعي- في معرض تعليقه على تلك الاتفاقية: ''هذه الاتفاقية هي اتفاقية بين العراق وبين رئيس الولايات المتحدة، ولذلك فإنني أرى أنه يتوجب علينا الانتظار حتى موعد الانتخابات الأميركية للتعامل مع رئيس ديمقراطي أو جمهوري جديد''، كما أضاف مسؤول أميركي ضالع في المحادثات، أنه لم تصدر عن المسؤولين العراقيين أي إشارة تفيد برغبتهم في التأجيل، بل إن ما يسمعه الطرف الأميركي يؤكد أنهم ''يودون أن يمضوا قدما في الموضوع بأقصى سرعة''· والمشاعر السلبية التي ولدها الحديث عن تلك المفاوضات لدى العديد من العراقيين -الذين ينظرون إلى احتمالات الوجود الأميركي الطويل الأمد في العراق- على أنها تنطوي على إهانة وإذلال لهم، تبرز طبيعة المخاطر السياسية التي تنطوي عليها مثل تلك المفاوضات بالنسبة لحكومة المالكي· وتلقى تلك المفاوضات معارضة شديدة من الشيعة أنصار ''مقتدى الصدر'' الذين تظاهر عشرات الآلاف منهم عقب صلاة الجمعة الماضية، احتجاجا على تلك الاتفاقية وأحرقوا الأعلام الأميركية، فقد قال ''محمد محسن'' ( 25 سنة) -أحد المحتجين الذين حضروا صلاة الجمعة في مدينة الصدر-: ''الحكومة الحالية ليست حكومة عراقية، وإنما هي حكومة أميركية في الحقيقة، والأميركيون يواصلون الضغط على المالكي لإجباره على تنفيذ ما يريدون''· وكان ''المالكي'' الذي يستخدم -على ما يبدو- الجدل الدائر حول تلك الاتفاقية لبناء قاعدة دعم له، خصوصا بعد أن احتل الجيش العراقي معاقل الصدريين في بغداد والبصرة، قد طالب بطرح أي اتفاقية تسفر عنها المفاوضات الجارية للاستفتاء العام· في نفس الوقت هناك سياسيون عراقيون عديدون منهم زعماء من السنة، يؤيدون تلك المفاوضات لأنهم ينظرون إلى الوجود الأميركي على أنه يعتبر بمثابة حاجز وقاية، يحول دون أي محاولة قد يقوم بها زعماء الشيعة المدعومون من إيران لإحكام قبضة طائفتهم على بغداد، وعلى الأحياء المختلطة التي يعيش فيها سنة وشيعة حول العاصمة، في هذا الإطار أدلى ''عدنان الدليمي'' -رئيس جبهة التوافق العراقية التي تمثل أكبر كتلة سنية في البلاد- بتصريح قال فيه: ''نعتقد أن هذه الاتفاقية سوف تضمن حقوق العراق والولايات المتحدة معا، لأن القوات الأميركية لو انسحبت من العراق قبل الوقت المناسب، فإن حالة من الفوضى والحرب الأهلية ستنشأ عقب ذلك''، والمعارضة للاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة لا تقتصر على ''الصدريين'' فقط، وإنما تشمل أيضا ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق'' الذي قال إن هناك عدة أجزاء في الاتفاقية تنتهك السيادة العراقية· بالإضافة إلى ذلك، قال مشرعون عراقيون آخرون إن المفاوضات بشأن تلك الاتفاقية، يجب ألا تبدأ قبل انتهاء سريان قرار الأمم المتحدة الخاص بوجود القوات الأميركية في العراق، لأن العراق -بدون ذلك- سوف يكون على درجة من الضعف لا تسمح له بالتفاوض بشكل فعال مع الأميركيين، ثم أنه من الخطأ عقد اتفاقية طويلة الأمد مع إدارة ''بوش'' الذي لم يتبق له في الحكم سوى خمسة شهور فقط· من ناحية أخرى، قال مسؤول أميركي آخر في بغداد إن العراقيين على ما يبدو غير راغبين في تقديم أي تنازلات قبل موعد عقد الانتخابات الإقليمية -في موعد لاحق من هذا العام- خوفا من أن تبدو مثل هذه التنازلات في نظر الناخبين على أنها نوع من التساهل الشديد مع قوات الاحتلال، وقال السيد ''أديب'' و''حيدر العبادي'' - مشرع آخر- في مقابلة أجريناها معهما، أن هناك العديد من جوانب الاختلاف بين العراقيين والأميركيين، منها أن الأميركيين يريدون'' إطلاق يدهم'' في القبض على ما يشاءون من عراقيين، وفي تنفيذ العمليات العراقية، كما يريدون تفويضا بإنشاء 50 قاعدة عسكرية لفترات طويلة في العراق، بالإضافة إلى سيطرتهم على المجال الجوي العراقي، والحصول على حصانات قانونية للقوات الأميركية، والمقاولين، والحراس الأمنيين، وقال ''أديب'' إنه لا يعتقد أن أي اتفاقية أمنية تصاغ وفقا للخطوط الأميركية تلك، يمكن أن تحظى بموافقة من قبل البرلمان العراقي· وكان مسؤول أميركي ضالع في المفاوضات -رفض ذكر اسمه- قد أتهم إيران بأنها تقود حملة تضليل إعلامي لتقويض المفاوضات، قائلا: إن العمليات التي يمكن أن يجريها الأميركيون دون إذن من العراقيين، يمكن أن تخضع لمراجعات مستمرة، بما يعكس طبيعة التعاون القائم على الأرض بين قوات البلدين في الوقت الراهن، وأن اقتراح الولايات المتحدة الخاص بسيطرتها على المجال الجوي العراقي، يرجع إلى أن العراق ليست لديه القدرة على تلك السيطرة في الوقت الراهن، فالمسألة تتعلق بالكفاءة التقنية قبل أي شيء آخر· وكان السفير الأميركي في العراق ''رايان سي· كروكر'' قد قال الشهر الماضي: إن الاتفاقية لن تؤسس قواعد دائمة في العراق، ولن تحدد مستويات القوات كما أنها لن ''تغل أيدي الإدارة القادمة''· ريتشارد أوبيل وستيفن فاريل-بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©