الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزاوية مدينة أشباح والحصار يمنع دخول الأغذية!

12 مارس 2011 00:32
حولت أيام من المعارك الضارية قلب بلدة الزاوية إلى “مدينة أشباح”، حيث يستعد المعارضون المسلحون للهجوم التالي للقوات الموالية للقذافي الذين قطعوا الإمدادات عن المدينة الواقعة في غرب البلاد. وقال إبراهيم، وهو مقاتل متمركز في وسط المدينة لـ”رويترز” عبر الهاتف: “لم يحدث أي شيء حتى الآن سوى التوتر. تبدو وكأنها مدينة أشباح لا يوجد أي شخص في الشوارع والمتاجر مغلقة. المتاجر التي لم يدمرها القصف حتى الآن لم تفتح أبوابها بعد”. وتقع الزاوية المدينة الساحلية التي يقطنها 290 ألف شخص وبها مصفاة ضخمة وجامعة، على بعد 50 كيلومتراً غرب طرابلس، وهي أكبر معقل للمعارضين في غرب ليبيا الخاضع أغلبه للقوات الموالية للقذافي على عكس الشرق الواقع تحت سيطرة المعارضين. وقال نيجيري يدعى سلفرتر كان يعمل في الزاوية ولكنه تمكن من الفرار بمساعدة صاحب عمله صباح أمس الأول مع احتدام القتال “الأمور سيئة جداً جداً هناك”. وأضاف فور دخول الحدود التونسية “المتمردون الآن يسيطرون. إنهم أقوياء ولديهم الكثير من الذخيرة. كل ما يريدونه أن يروا القذافي يغادر البلاد لا يكترثون بأي عدد يموت منهم. إنهم يريدون طرده”. وأوضح قائلاً “شاهدت مباني تقصف وأناساً يموتون أمام عيني. فقط يسقطون قتلى. الموقف يدعو للجنون وقلت لماذا أبقى هنا”. وكان إبراهيم الذي تعهد بالبقاء والقتال صريحاً بشأن المخاطر التي تحدق به وبغيره من المعارضين، وقال “إن قوات القذافي تطوق المدينة. إنها مدينتنا وسندافع عنها حتى النصر أو الشهادة”. ومثل تفاصيل أخرى كثيرة، فإن حجم أعمال القتل بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة هناك غير معروف. وقال إبراهيم إن المعارضين فقدوا 9 من المقاتلين الأربعاء الماضي، بعد سيطرة قوات القذافي على الميدان الرئيس، ولكنهم تمكنوا من طردهم فيما بعد. وقال طبيب لـ”رويترز” الأربعاء الفائت إنه شاهد 40 جثة على الأقل، وتوقع وجود العديد من الجثث الأخرى التي لم يستطع ذووها انتشالها بسبب القناصة الذين يطلقون النار على أي شخص يخرج إلى الشوارع. وأوضح إبراهيم أن ميزة انتماء المعارضين للمدينة نفسها ساعدتهم على السيطرة على الميدان الرئيس رغم دخول القوات الموالية للقذافي إليه. ومضى يقول “عندما دخلوه بدأنا في مهاجمتهم من كل الاتجاهات لذا لم نترك لهم أي خيار سوى الانسحاب”. وأضاف “انهم ليسوا من الزاوية؛ لذلك لم يعرفوا كيف يتحركون حتى عندما انسحبوا فإنهم سلكوا الطرق نفسها التي دخلوا منها؛ لأنهم لا يعرفون غيرها”. واستفاد السكان من هدوء القتال أمس الأول للاطمئنان على أسرهم وأصدقائهم ودفن قتلاهم. وقال إبراهيم “لا ندفن الناس في المقابر بسبب وجود القناصة هناك. دفنا كل الشهداء قرب موقع سقوطهم”. ونظم مسؤولون ليبيون جولة لصحفيين أجانب إلى الزاوية مساء الأربعاء الماضي، ولكنها اقتصرت على استاد خارج المدينة، حيث شاهدوا احتفالات مؤيدة للقذافي ومساعدات غذائية توزع على السكان المحليين. وقال محمد وهو ليبي منفي تمكن من الوصول إلى أحد أقربائه على مشارف المدينة صباح أمس، إن القوات الموالية للقذافي قطعت الطريق عن وسط المدينة. وأضاف “الخميس حاولوا (المتعاطفون مع المعارضة) إدخال أغذية وأدوية من صبراية ولكنهم فشلوا. القوات الحكومية تحاصر الزاوية من كل اتجاه”. وذكر قريبه أنه لم يتضح بعد من يسيطر على وسط المدينة. إنه قتال من شارع لشارع ولا يوجد اتصال مع منتصف المدينة. هناك الكثير من الناس في الداخل مختبئون”. وقال إبراهيم إن الجيش يحكم الحصار على المدينة. وأضاف “تنفد منا الأغذية وألبان الأطفال. أمامنا كارثة، ونحن كبالغين يمكننا التحمل دون غذاء، لكن الرضع لا يفهمون ويصرخون”.
المصدر: راس جدير (تونس)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©