1 يونيو 2008 01:10
عاد فريق أبوظبي بي بي فورد إلى المنافسة بقوة في المرحلة الثامنة من رالي اليونان الذي يمثل المرحلة السابعة من بطولة العالم للراليات، وأحرز هيرفونين ولاتفالا المركزين الأول والثاني، وأبدى سائقو الفريق في اليوم الثاني إصراراً واضحاً على تعويض نتائج اليوم الافتتاحي الذي اختتمه لاتفالا في المركز الـ،6 في حين حل هيرفونين في المركز الـ،7 وتراجع القاسمي إلى المركز الـ،19 واستمر لاتفالا في الاقتراب من قمة الترتيب بحصوله على المركز الثاني في المرحلة العاشرة من السباق·
وتضاءلت فرص هيرفونين، متصدر الترتيب العام لبطولة العالم، في الصعود إلى منصة تتويج رالي ''الأكروبوليس''، نتيجة تعرض سيارته لأعطال ميكانيكية في نظام الرفع الأيمن الخلفي في المرحلتين التاسعة والعاشرة·
وفي منتصف منافسات يوم أمس، احتل الفنلندي المركز الـ8 بفارق نحو 3 دقائق عن مواطنه لاتفالا صاحب الترتيب الـ،4 الذي يتخلف عن متصدر الرالي داني سوردو بفارق 47 ثانية·
ويسير الشيخ خالد القاسمي بخطوات ثابتة في ثاني أيام رالي ''الأكروبوليس''، محسناً ترتيبه من الـ19 إلى الـ14 مع الوصول إلى محطة الخدمة عقب المرحلة العاشرة، ويشارك في بطولة العالم في إطار التحالف الاستراتيجي بين هيئة أبوظبي للسياحة وفريق ''بي بي فورد''، وتسعى الهيئة إلى الاستفادة من الرياضات ذات الطابع الدولي لتعزيز الوعي بالمقومات السياحية للعاصمة الإماراتية بوصفها إحدى وجهات الرياضة والأعمال والفعاليات المفضلة على الخريطة العالمية·
وواجه فريق أبوظبي تحديات صعبة في رالي الأكروبوليس الدولي عقب تعرض سيارات أعضاء الفريق إلى أعطال متباينة في الإطارات وأنظمة الرفع قبل إنهاء المرحلة الخاصة السادسة أمس الأول·
وعلق القاسمي: ''أُصيبت سيارتي يوم أمس الأول بأضرار جسيمة في الجانب الأيمن الخلفي نتيجة الاصطدام بصخرة غير ظاهرة على الطريق قبل خط النهاية بحوالي 100-200 متر، وتعطل ذراع السحب على الفور، وفقدنا السيطرة على العجلة، وتأرجحت السيارة على الطريق''·
وأضاف: ''علمت لدى الوصول إلى مركز الخدمة أن جاري - ماتي وهيرفونين اصطدما بالصخرة ذاتها، لقد أصابت ثلاثتنا في أقل من نصف ساعة، وتمكنت من إصلاح الأعطال بفضل براعة فريقنا الفني''·
وأوضح لاتفالا: ''قدمت أداءً طيباً، ولم أواجه مشكلات حقيقية صباح اليوم (أمس)، وحرصت على القيادة بحذر في المراحل الطويلة لتجنب الإضرار بسيارتي، وارتفعت بسرعتي في المرحلة التاسعة''·
وأضاف: ''سأتبع النسق نفسه في المراحل المقبلة، الموازنة بين السرعة في المناطق السهلة واتخاذ مسلك محافظ في الطرقات الصعبة الوعرة، وأتطلع إلى إحراز أحد المراكز الثلاثة الأولى على الأقل، سأحاول تقليص الفارق عن سباستيان لوب وداني سوردو سائقي ستروين رغم صعوبة ذلك''·
''محطم السيارات'' أسطورة حاضرة
لم تغب أسطورة ''محطم السيارات'' عن رالي اليونان، وهي مستمرة باستبعاد عدد من أبرز السائقين الذين تعرضوا لتصادمات وأعطال فنية، ومن أهمهم الإيطالي جيجي جالي، والتشيكي مارتين بروكوب والنرويجي مادس أوستبرج·
ويطلق اسم ''الأكروبوليس'' على رالي اليونان أحد مراحل بطولة العالم التي تتألف من 15 مرحلة؛ لأنه أبرز المعالم، وبشكل أو بآخر يدور السائقون حول معبد إغريقي مهم يحمل هذا الاسم، ويعد أحد أشهر معالم أثينا واليونان قاطبة، في رحلة البحث عن المجد الأسطوري، وقد شيدت أثينا حسبما تذكر كتاباتهم التاريخية حول التلال الصخرية للأكروبولس، وكانت عاصمة دولة أتيكا الموحدة قبل عام 700 ق·م· وسكانها من الأيونيين، ويعد جبل أوليمبيا أو أوليمبوس، أعلى جبال البلاد، وترتفع قمته 2,925 مترا فوق سطح البحر·
ويعد إكمال رالي ''الأكروبوليس'' الذي يمثل المرحلة السابعة من بطولة العالم للراليات إنجازاً في حد ذاته، وكان الشيخ خالد القاسمي أحد نجوم فريق بي بي فورد أبوظبي حريصاً على التأكيد من أول يوم على أنه يريد إنهاء الرالي الصعب بدون مشكلات، كما أشار إلى اعتماده على ثلاث استراتيجيات للتعامل مع التضاريس الصعبة لهذا الرالي· وجاء استبعاد عدد من النجوم من الرالي بعد أن قهرهم ''الأكروبوليس'' وحال دون تحقيق أحلامهم، ليؤكد أن النجم الواعد الشيخ خالد القاسمي أصبح يمتلك حصيلة من الخبرة تفوق العام الذي أمضاه تقريباً مع الراليات من الفئة الأولى، وأن بطلاً بهذا النضج والقدرة على اختزال التجارب واستدعائها عند الحاجة مؤهل عما قريب ليصبح من نجوم الصف الأول· وأشار البطل الإماراتي إلى أن النجاح في رالي الأكروبوليس يعتمد على الدقة وقوة التحمل أكثر من المجازفة والسرعة، موضحاً أن محاولة زيادة السرعة أو الارتفاع بنسق الأداء إلى تحديات غير متوقعة يعد مغامرة غير مأمونة العواقب، لاسيما وأن مسارات الرالي تتسم بخطورة بالغة، ويتحتم تجنب الأخطاء في هذا الرالي الصعب، حيث تنتشر فوق مساراته صخور ضخمة تشغل أحياناً نصف الطريق·
منطقة الخدمة عالم من الميكانيك
في منطقة الخدمة، حيث تتجمع الفرق لابد وأن تشدك خلية النحل من المهندسين والفنيين والمتخصصين التي تظهر فجأة عند وصول أي سيارة تابعة لها·
والحال نفسه موجود لدى فريق بي بي فورد أبوظبي العالمي والذي يضم أكثر من 150 فرداً من العاملين في جميع التخصصات، معظمهم من المهندسين والفنيين والمتخصصين في كل ما يخص السيارات·
والمشهد حين قدوم أي سيارة من الثلاث التابعة للفريق يبدو مدهشاً، وتتابعه الجماهير من خارج المنطقة بشغف بالغ، حيث يتم التعـــــامل مع السيارة مثلما يتعامل فريق الأطباء في عملية جراحية كبرى، ويتولى السيارة الواحدة فريقـــها الفني المؤلف من أكثر من 12 شخصاً، كل منهم يعرف واجباته ومكانه جيداً·
ويتحول الفريق إلى خلية نحل بمجرد وقوف السيارة في المنطقة المخصصة لها، ويذهــــب كل إلى مكانه الذي يعـــــرفه، سواء في منطقة الإطارات أو الموتور أو الدواليب، وشيــــئاً فشــــيئاً يبدون لك وكــــأنهم يغــــيرون الــــسيارة بالكـــــامل، ولا يبــــــق منها للعيان ســــــوى الهيـــــكل الخارجي، الذي قد يتـــغير بعـــــضه أحـــــياناً، والموتـــــور الذي يتم التـــــعامل معه هو الآخر، والكشـــــف عليه وتحديد كفـــــاءته وتغـــــيير ما يلزم، حـــــتى تخرج السيارة من المنــــطقة الفنية وقد استعادت شبابها·
لا يترك العــــاملون بالفريق أي تفصــــيلة صغيرة كانت أو كبيرة دون التعـــــامل معها، فكل المسامير يتم حــــلها، والدواليب، والإطارات، وأجزاء من التركيب الداخلي، وهناك مناطق مصـــــاحبة لضبـــــط كل شيء، والقيام بأعمال اللحام وغيرها من الأعمال الأخرى·
يحــــدث كل ذلك في وقت معــــين لايمكن تجــــاوزه على الإطـــلاق، ولذا ترى فريق العمـــــل وكأنه يســـــابق الزمــــن، ولكن لا بديل عن الإتقــــــان والجودة؛ لأن الســـــيارة ستخرج من منطـــــقة الخـــدمة لتــــبدأ طريقها الصعب من جـــــديد في الرالي، وهو ما يعني أنه لا مجال للخطأ·
المصدر: أثينا
عدد اليوم
